على إثر معركة «الحربية» التي وقعت في غزة والتي انتهت بهزيمة الصليبيين وسقوط بيت المقدس في أيدى المسلمين في 1244م استشعر ملوك أوروبا أن ممالكهم في الشام صارت على وشك السقوط تباعا في أيدى المسلمين، فراحوا يتحالفون ويعدون العدة للقيام بحملة كبيرة للاستيلاء على مصرلإخراجها من دائرة الصراع وإضعاف الجبهة العربية حيث أدركوا أن مصر بمثابة ترسانة للعالم الإسلامي وحجر عثرة أمام طموحاتهم في الاستيلاء على بيت المقدس والشرق. وكان ملك فرنسا لويس التاسع من أشد المتحمسين للقيام بحملة على مصر فراح يروج لها في أنحاء أوروبا، ولدى بابا الكاثوليك اينوسينت الرابع وأثناء انعقاد مجمع ليون الكنسى الأول في 1245م أعلن اينوسينت الرابع تأييده ومباركته للحملة وخلال ثلاث سنوات كان الصليبيون قد جهزوا لحملتهم. و«زي النهارده» في 25 أغسطس 1248 تحركت الحملة الصليبية السابعة وعلى رأسها الملك لويس التاسع من مرسيليا ولما وصلت إلى قبرص قامت بالمزيد من التعبئة والاستعدادات وتسرب خبرها إلى المصريين مما منح الملك الصالح نجم الدين أيوب فرصة للاستعداد وإقامة التحصينات فأنهى حصاره لحمص وعاد من الشام إلى مصر على محفة بسبب مرضه الشديد وفى مايو 1249 تحرك لويس بحملته نحو مصر وفى فجر السبت 5 يونيو 1249 حطت الحملةعلى بر دمياط. وبدأت جولات المعركة التي كانت سجالابين الطرفين وتوفى السلطان الصالح أيوب في 23 نوفمبر 1249 وصارت مصربلا سلطان، وأخفت أرملته شجرالدر خبر وفاته وأرسلت تستدعى ولده توران شاه وعلم الصليبيون بالخبر وحققوا نصرا مؤقتا إلى أن أمسك أقطاى الجمدار، بزمام الأمور وأعاد تنظيم قواته كما استدرك الأمير بيبرس البندقدارى القوات الصليبية وحاصرها في كمين محكم داخل المنصورة. وعرض لويس على المسلمين تسليم مدينة دمياط التي احتلها مقابل تسليمه بيت المقدس وأجزاء من ساحل الشام ولكن المسلمون رفضوا إلى أن وقع مع نفر من أمرائه في الأسر في 6 أبريل 1250 وأودعوا «منية عبدالله» «ميت الخولى عبدالله الآن» وأودع لويس في بيت القاضى إبراهيم بن لقمان تحت حراسة إلى أن سُمح له بمغادرة مصر والتعهد بعدم غزوها ودفع دية قدرها 400 ألف دينار. وفي 8 مايو 1250 غادر إلى عكا مع أخويه وبقى في عكا ولم يرجع إلى فرنسا إلا بعد أربع سنوات بعد وفاة والدته.