يبدو أن الرئيس التركي أردوغان مصمم علي إشعال حرب عالمية ثالثة, تحقق للغرب ما فشلت فيه خطط الفوضي, وتهدم ما فشلت فيه جماعات العنف والارهاب, فأردوغان يبذل جهودا بلا حدود, لخلق ظروف مشابهة تماما لأجواء الحرب العالمية الأولي, غير مهتم بالعواقب ولا مقدر للاخطار, المهم حلم الزعامة, وجلب كل من يريد سفك الدماء. فمنذ أن تولي أردوغان رئاسة تركيا, وهو يعيش كابوس الخلافة, وإعادة تاريخ تركيا الدموي خلال القرن الماضي, فتح تركيا لتكون مأوي ومعبرا لكل متطرفي العالم وسفاحيه من المتأسلمين المتعطشين للقتل علي الدوام, وسفك الدم الحرام في العراقوسوريا, واستضاف جماعة الإخوان التي تعتبر أم الداء في العالم الإسلامي كله, وأرسل قواته المدججه بأسلحة فتاكة إلي مدن سورية بحجة مساعدة الثورة, وأرسل قوات إلي الدوحة لحماية الممول الرئيسي لجماعات العنف, وطلب السيطرة علي رمز الاحتلال العثماني في السودان من خلال إعادة تأهيل جزيرة سواكن السودانية وأخيرا يحشد قوات تركيا علي الحدود السورية لاجتياح مدينتي عفرين ومنبيج, والتحضير لغزو مدينة إدلب السورية, فماذا يريد أردوغان من كل هذه التحركات الغريبة, التي تمهد حتمالحرب عالمية ثالثة لامحالة؟ حيث لن تسمح أمريكا له بقتل40 ألف كردي هم تعداد القوات الكردية السورية, ولن يسمح له الجيش السوري باحتلال أراض سورية جديدة ولن تسمح له روسيا بأن يتمدد في الأراضي السورية مهما كانت حجته, ولن تسانده جماعات العنف التي يأويها في تركيا لانها في النهاية تعمل وفقا لاجندة بريطانية أمريكية دقيقة المؤكد ان تنظيم داعش قد مني بهزيمة نكراء علي يد الجيشين السوري و العراقي, وهو ما مثل ضربة قوية لأطماع أردوغان الذي أشرف علي نقل وتسليح هذه الجماعات من الأراضي التركية الي البلدين, وهو الان يريد الاستفادة من فلول داعش المهزومة في تحقيق اهداف تحلم بها تركيا طوال سنوات, أردوغان يريد عدم استقرار في كل الدول العربية التي نجت من خطة الفوضي الامريكية, ويريد تجميع كل قوي الشر بكل انواعها ليكون هو الخليفة المنتظر, ويريد سحقا كاملا غير منقوص للاكراد السنة, أينما كانوا سواء في الجنوب التركي أو الشمال العراقي والسوري, ويريد أموال قطر المبعثره هنا وهناك التي تغذي كل من يحمل السلاح في المنطقه كلها, ويريد ان يكون لتركيا الكلمة الفصل في محيطها الاقليمي بعد ان تراجع التأثير الامريكي للوراء في المنطقة كلها وتحولت امريكا الي جهاز شفط للأموال العربية نظير حماية سابقة, يريد وجودا عسكريا تركيا في الخليج والبحر الأحمر, ويحلم باستعادة ملك السلطان سليمان الضائع, ويريد الانتقام من الغرب الذي أنهي نفوذ الإحتلال التركي في أرجاء الوطن العربي كله, يريد خلق حالة من الخوف ونزاعات في كل مكان تمهد الطريق لاكتساح تركي شامل سواء بالسياسة كما فعل في قطر والسودان, أو بالقوة كما يفعل في سورياوالعراق وليبيا وهي بالطبع وفقا للتحليل العسكري نزاعات, وأزمات متفجرة قابلة للتحول لحروب خطيرة, وهو ما يعيد الي الأذهان نفس الأحداث بتفاصيلها داخل القارة الأوروبية عام1914 م, عندما ظهر كثير من الصراعات وأخذت تتزايد وتؤثر علي بعضها البعض إلي أن خرجت عن السيطرة, واندلعت حرب قتل فيها الملايين, الآن وبعد أن أصبحت المنطقة كلها هي الأخطر في العالم, نحتاج الي استراتيجية صحيحة لمواجهة أحلام وتطرف وسباب أردوغان, للحد من المخاطر التي تهدد الدول العربية خاصة مصر والسعودية والأردن وسورياوالعراق بعد أن تحالف مع الشيطان وتبني جماعات العنف والإرهاب, وأيضا الحذر والانتباه إلي أعوان أردوغان داخل الدول العربية نفسها, والذين يروجون ليل نهار لتطرفه وعنفه وتدخل في الشأن الداخلي للحد الذي تلوح معه في الأفاق اجواء حرب سيكون العرب هم وقودها لا محالة.