تختتم اليوم فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس والذي ينعقد بالقاهرة, تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبرئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, وحضور وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة نائبا عن رئيس الوزراء, والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن, والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل, والرئيس الأسبق فؤاد السنيورة, وعدد من الفنانين, والقادة السياسيين, وحاخامات ضد إسرائيل, وكنسيين, ومعممين شيعة, وعلماء سنة. ومن المقرر أن يصدر المؤتمر اليوم توصيات تؤكد دعم القضية الفلسطينية وضرورة توفير الدعم اللازم من الدول العربية والإسلامية للدولة الفلسطينية بعد قرار أمريكا بوقف الدعم المقدم لها علاوة علي التأكيد علي حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وسيؤكد المؤتمر في بيانه الختامي علي جعل هذا العام الجاري هو عام القدس وضرورة الحفاظ علي المقدسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة المقدسة وقيام كل الدول والمنظمات إلي القيام بواجبها تجاه تلك القضية للتصدي لتلك القرارات الباطلة والتأكيد علي تبعية المدين للدولة الفلسطينية. ومن المقرر أن يطالب المؤتمر أيضا بضرورة قيام المؤسسات الإعلامية والثقافية بدورها بتخصيص الوقت والتركيز علي قضية القدس والتوعية بكل الجوانب للأجيال القادمة والحالية والرد علي الادعاءات الكاذبة حول المدينة من الناحية التاريخية والثقافية علاوة علي الإعلان عن المقرر الدراسي الذي دعا الإمام الأكبر لإعداده لتوعية النشء بقضية القدس وتاريخها ومقدساتها. بينما فجر أحد الخامات اليهود مفاجأة في الجلسة المسائية أمس, حيث قال الحاخام اليهودي مير هيرش زعيم حركة ناطوري كارتا اليهودية, أننا كممثلين عن الشعب اليهودي الأصلي, نود توضيح عدة نقاط مهمة, وهي أن العلاقات بين الشعب العربي واليهود كانت ولا تزال علاقات سلام وود وحب, والتي سادت بينهم علي الدوام, تؤكد حقيقة أنه تقريبا في كل الدول العربية عاش مئات الآلاف من اليهود طوال مئات الأعوام, وسط احترام وتقدير متبادل, وجدير بالذكر أنه قبل الهجرة الصهيونية المكثفة منذ عشرينيات القرن العشرين والتي هدفت إلي سلب الحكم من الفلسطينيين, وحتي حينها لم يجد العرب ضرورة لتنظيم حركات قومية عسكرية ضد اليهود, الذين لم يجدوا كذلك في اليهود الذين قدموا في الهجرات السابقة خطرا أو متسلطين, وإنما يهود قدموا ليعيشوا معهم في سلام وأمان تحت السلطان الإسلامي. وأعلن خلال كلمته بالجلسة الثانية للمؤتمر أنه ليست هناك ثمة حقوق لهؤلاء الصهاينة وقادتهم في تمثيل الشعب اليهودي, أو التحدث باسمه, وأن لفظة إسرائيل التي يستعملونها ليست إلا تزييفا مشينا, وليست هناك ثمة ارتباط بين هؤلاء الصهاينة وقادتهم بالشعب اليهودي وشريعته, وليسوا يهودا علي الإطلاق, ومن هنا نلتمس من قادة العالم الإسلامي ألا يلقبوا هؤلاء الصهاينة بالإسرائيليين أو اليهود, لأنهم يمنحونهم شرعية, فينبغي أن ينعتوهم بالصهاينة المحتلين, وأن يعلنوا أنهم ليسوا يهودا علي الإطلاق, ولا يرتبطون بالشعب اليهودي ولا بتوراته. وشدد علي أنه ليست لهؤلاء الصهاينة ثمة حقوق سيادة ولو علي ذرة تراب من كل أراضي فلسطين, وأن سيطرتهم علي فلسطين بقوة السلاح تناقض أحكام التوراة بصورة مطلقة, ولاسيما أن تلك السيطرة قد جاءت علي حساب هؤلاء السكان القدماء المسلمين, سكان تلك الأرض المقدسة منذ ما يقارب من1500 عام. بينما قال الإمام الأكبر في كلمته: إن المؤتمر يدق ناقوس الخطر ويشعل ما عساه قد خبا وخمد من شعلة العزم والتصميم علي ضرورة الصمود أمام العبث الصهيوني الهمجي في القرن ال.21 واقترح أن يخصص عام2018 م ليكون عاما للقدس الشريف تعريفا به ودعما ماديا ومعنويا للمقدسيين ونشاطا ثقافيا وإعلاميا متواصلا, قائلا: إن كل احتلال إلي زوال وإن بدا اليوم وكأنه أمر مستحيل إلا أن الأيام دول وعاقبة الغاصب معروفة ونهاية الظالم وإن طال انتظارها معلومة ومؤكدة. وشدد قائلا: نحن دعاة سلام لكنه السلام القائم علي العدل والوفاء بالحقوق التي لا تقبل بيعا ولا شراء ولا مساومة و لا يعرف الذلة ولا الخنوع ولا المساس بذرة من تراب الأوطان أو المقدسات وأن الحقيقة المرة هي أن المقررات الدراسية في مناهجنا التعليمية والتربوية في كل مراحل التعليم عاجزة عن تكوين أي قدر من الوعي بالقضية الفلسطينية عامة وبالقدس خاصة. وأشار إلي أن ما نفتقده في مناهج التعليم نفتقده أيضا في وسائل الإعلام المختلفة, في عالمنا العربي والإسلامي, فالحديث عن فلسطين وعن القدس لا يكاد يتجاوز خبرا من الأخبار أو تقريرا رتيبا من تقارير المراسلين. وأوضح أن القرار الجائر للرئيس الأمريكي ترامب, يجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي جديد يتمحور حول تأكيد عروبة القدس وأن يتحول هذا التأكيد إلي ثقافة تحتشد لها طاقات الإعلام العربي والإسلامي. ومن جانبه, قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس, رئيس دولة فلسطين: إن القدس هي زهرة فلسطين وقلبها النابض, وهي عاصمتنا الأبدية التي تنتمي إلينا وننتمي إليها وهي أغلي عندنا من أنفسنا وأرواحنا, وقد جعلها الله موضع ميلاد السيد المسيح عليه السلام ومهوي أفئدة المؤمنين علي مر العصور, وقد ظل أهلها علي مر التاريخ في رباط لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ولا من عاداهم حتي يأتيهم أمر الله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله الموعود ويدخل المسلمون المسجد كما دخلوه أول مرة. وأوضح أننا اليوم في خضم تحديات كبيرة وفي مواجهة مؤامرة كبري تستهدف القدس بكل ما تمثله من قيمة دينية وإنسانية وحضارية, هذه التحديات بدأت منذ وعد بلفور المشئوم الذي أعطا من لا يملك لمن لا يستحق علي حساب الشعب الفلسطيني وعلي مقدساته. وأضاف الرئيس الفلسطيني أن المؤامرة جاءت لزرع جسم غريب في فلسطين لصالح الغرب, ثم جاءت الخطيئة علي يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وادعي فيها زورا بأن القدس عاصمة إسرائيل. بينما ذكرالبابا تواضروس الثاني, بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية أن القدس لها مكانة مهمة في قلب كل إنسان, مؤكدا أنها مؤهلة لتكون واحة سلام تلتقي فيه الصلوات ليدرك الناس أفرادا وشعوبا بأهمية التعايش السلمي المشترك للعيش في سلام وأمان. وأوضح بطريك الكرازة المرقسية أنه من المؤسف أن تكون مدينة القدس مسرحا للصراع والاقتتال, مبينا أن السلام خيار لا بديل عنه ولا يأتي إلا باحترام الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة. بينما قال مشعل بن فهم السلمي, رئيس البرلمان العربي إنه علي الجميع أن يتحمل مسئوليته تجاه المخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني وأمام القرار الأمريكي المرفوض, الذي يعبث بالقانون الدولي, والذي يعد استفزازا صارخا للعرب والمسلمين والمسيحيين وأحرار العالم.