كانت بداية ربيع من أحضان بيئة خصبة أتقن خلالها الخطوات الأولي علي طريق الإدمان من خلال مجموعة من الشباب صغير السن الذين أدمنوا الهروب من المدرسة والتسكع في الطرقات بلا رقابة من أسرهم التي يبدو أنها كانت مشغولة بأشياء أخري. وبمرور الأيام زادت أطماع ربيع في كرم صديقه ملحا عليه تمويله بالمعلوم, ليجدها هذا الصديق فرصة لا تعوض لعرضه علي أحد التجار لمساعدته كوجه جديد غير معلوم لرجال المباحث في توزيع المواد المخدرة علي المدمنين مقابل حصوله علي لزوم مزاجه من كل صنف. ومع كبر سنه وارتفاع سقف طموحه في أن يكون واحدا من تجار السموم البيضاء, أطلق ربيع علي نفسه لقب أبو ربيع تشبها بملك الشاشة والترسو فريد شوقي في فيلمه الشهير, ليبدأ مرحلة جديدة من حياته ذاق خلالها طعم المال الحرام الذي هيأ له امتلاكه لإمبراطورية الكيف, خاصة مع ظهور البانجو الذي لم يكن ذائع الصيت وقتها. ولأن عيون المباحث دائما ما تكون يقظة وتتحين الفرصة للإجهاز علي فريستها من المجرمين وأرباب السوابق, ظل رجال الأمن يلاحقون أبو ربيع في كل مكان دون جدوي, وهو يفر من منطقة إلي أخري في أسوان حتي تم رصده وهو في طريقه لاستلام كمية من البانجو لتوزيعها علي تجار التجزئة قبل بداية الموسم السياحي الشتوي الذي تشهد فيه المدينة كوكتيلا متنوعا من المقبلين علي زيارة المدينة. وبعد تقنين الإجراءات ووضع خطة محكمة من العميد محمود عوض مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسوان بالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات, تم تشديد الرقابة علي أبو ربيع ومنحه الفرصة لاستلام المواد المخدرة للقبض عليه متلبسا, وبالفعل ما إن وضع قدميه داخل منزله معتقدا نجاحه في تنفيذ مهمته حتي فوجيء برجال المباحث يلقون القبض عليه وبحيازته كامل الكمية المقدرة ب9 كيلو جرامات من البانجو وفرد خرطوش لزوم الدفاع عن النفس, ليقوده رجال الأمن إلي ديوان القسم ثم إلي النيابة العامة التي أمرت بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيقات.