رغم الخناق الأمني الذي يفرضه رجال مكافحة المخدرات في أسوان للقضاء علي بؤر بيع البانجو إلا أن أبو الحمد عاند نفسه ورفض نصائح زملائه من تجار الكيف بالهدوء والاختفاء بعض الوقت أملا في أن تهدأ الأجهزة الأمنية وتكف عن ملاحقاتها لحائزي وتجار المواد المخدرة, وأصر علي عناده وإتمام صفقة تعد بالنسبة له صفقة العمر. اتخذ أبو الحمد الذي لايتعدي ال26 سنة, من بعض أصدقاء الشر حائط صد ضد قوات المكافحة التي كانت تراقبه عن بعد تأهبا لضبطه وتقديمه للعدالة. حيث كان يطمح في أن تكون هذه الصفقة هي بداية الانطلاق له نحو عالم كبار التجار في المدينة الهادئة التي كل مايعيبها هو إقبال العاطلين والشباب المغيب علي هذا الصنف من المخدرات متوهمين أنه يمنحهم القوة والجرأة والهروب من الواقع, وبالفعل نجح أبو الحمد في الحصول علي الكمية المطلوبة من نبات البانجو التي اتفق عليها, حيث بدأ في إعداد خطته الجهنمية للوصول بالشحنة إلي حيث يقيم بإحدي المناطق الجبلية الوعرة بشرق المدينة, مجهزا نفسه بتسليم كل تاجر تجزئة حصته فور وصوله دون أن يدري بأن كل تحركاته مرصودة من رجال المباحث الذين تحينوا الفرصة للإيقاع به. وأمام اللواء مجدي موسي مدير أمن أسوان, وضع العميدان خالد إبراهيم ومحمود عوض مدير ورئيس البحث الجنائي بالمديرية كافة المعلومات عن شحنة أبو الحمد بالتنسيق مع مكتب مكافحة المخدرات بأسوان, حيث وجه مدير الأمن إلي سرعة ضبطه متلبسا مع إتخاذ كافة الإجراءات وتقنينها ضمانا لعدم إفلاته منها, وفي منتصف الليل وبعد أن بدأ أهالي المنطقة في الخلود للنوم, تحركت حملة أمنية مدعمة بتشكيل من الأمن المركزي إلي الجبل الشرقي في المدينة وفي دقائق معدودة تمكنت القوات من فرض سياج أمني مشدد حول منزل أبو الحمد الذي فوجيء برجال المباحث وهم يلقون القبض عليه وبحيازته الكمية التي تسلمها التي قدرت بنحو40 كيلو جراما من البانجو, بالإضافة إلي بندقية آلية, وفي ديوان القسم امتثل المقبوض عليه للتحقيق في المحضر2027 لسنة2017 تمهيدا لعرضه علي النيابة العامة التي تولت التحقيق.