الطرق الجديدة..شرايين التنمية في المحافظات 2

دروب دولية تربط مصر بإفريقيا.. ومحاور رئيسية تعيد اكتشاف الواحات

جاء إنشاء شبكة الطرق الجديدة التي أعلن عنها الرئيس السيسي ونفذتها في وقت قياسي سواعد أبناء مصر بمثابة شرايين جديدة لضخ الدماء في جسد التنمية المنشودة حيث استطاعت ربط مواقع الإنتاج بالمناطق الصناعية المنتشرة بعدد كبير من المحافظات بالموانئ التصديرية علي سواحل البحرين المتوسط والأحمر والمنافذ البرية جنوب مصر مع دولة السودان الشقيقة أو في غرب البلاد مع ليبيا الشقيقة.
كما أنهت معاناة ملايين المواطنين بمختلف محافظات الجمهورية مع الطرق القديمة المتهالكة والتي بات السفر عليها يمثل رحلة عذاب يومية, حيث استطاعت شبكة الطرق الجديدة التي تشهد علي عبقرية التخطيط العمراني والتنموي في اختصار المسافات بين المدن والقري وفتح محاور مرورية جديدة لفك الاختناقات المرورية داخل المدن, فضلا عن خلق مجتمعات عمرانية جديدة تمثلت في عدد كبير من المدن التي تم إنشاؤها علي جانبيها أو في مئات الألاف من الأفدنة التي سيتم استصلاحها توفر الألاف من فرص العمل لأبناء الوادي والدلتا الذين يحلمون بغد أفضل في ظل ثورة التنمية التي تشهدها مصر حاليا. فيما بدأت الحكومة في الشروع في إنشاء أهم طريق دولي يخترق أفريقيا من الشمال إلي الجنوب والذي يصل الإسكندرية علي ساحل البحر المتوسط في الشمال بمدينة كيب تاون علي ساحل المحيط الهندي في أقصي جنوب القارة وهو الطريق الحلم الذي يذيب جميع الحدود الجغرافية بين دول القارة السوداء.
بينما جاء إنشاء طرق جديدة لربط الوادي بصحراء مصر الغربية ليعيد اكتشاف كنوز الواحات من جديد.
بتكلفة ملياري جنيه
طفرة غير مسبوقة في بلد الغريب
السويس حسن غنيمة
تعد محافظة السويس قلعة الصناعات والمشروعات الكبري لمنطقة قناة السويس الاقتصادية وقبلة الإستثمارات العالمية كما إنها واحدة من أهم محاور طرق الترانزيت التي تربط بين بوابة مصر الشرقية بالبحر الحمر وشبه جزيرة سيناء وبين محافظات الدلتا والقاهرة.. وقاطرة للتنمية.. كما تعد طرقها ذات بعد استراتيجي علي جميع المستويات وخاصة بالنسبة لمشروع محورتنمية إقليم قناة السويس.. فضلا عن الإرتقاء بالخدمات المقدمة لأهالي المحافظة.. حيث شهدت المحافظة ولا تزال تشهد طفرة في مجال إنشاء الطرق وتطويرها بما يتناسب مع أهميتها ودورها المنشود في عملية التنمية.
طريق السويس القاهرة
يقول اللواء أحمد حامد محافظ السويس: يعد تطوير طريق السويس- القاهرة الصحراوي الذي تم افتتاحه العام الماضي بطول135 كيلومتر- وبتكلفة1.5 مليار جنيه تشمل الكباري التي تم إنشاؤها علي الطريق- من أفضل المشرعات ذات المردود الكبير والتي شعر بها المواطنون والمصدرون وأصحاب شركات السياحة وشركات نقل المواد البترولية حيث تم توسعته وزيادة حاراته لتصبح3 حارات لكل إتجاه بل وتم استحداث ولأول مرة طريق للنقل الثقيل فقط وعزله عن حارات الملاكي والأتوبيسات وذلك لتحقيق السيولة المرورية والحد من وقوع الحوادث.. فالطريق أصبح طريقا للتنزه ويشيد به الجميع وتحولت رحلة السفر من السويس للقاهرة من رحلة عذاب وموت إلي رحلة للاستمتاع.
وأشار المحافظ أن الطريق الخاص بسيارات النقل أصبح حارتين لكل اتجاه وتم إنشاؤه وفقا لأحدث النظم العالمية مثل استخدام الأسمنت المسلح والطبقات العازلة التي تساعد علي تحمل حمولات السيارات الثقيلة وتوفر ميزانيات الترميم للطرق التي تصل للملايين سنويا.
يضيف المهندس الجيولوجي عصام الخطيب مسئول التعاون الدولي السابق بالسويس ورئيس لجنة الخدمات والمرافق بالمجلس الإستشاري السابق أن طريق السويس- القاهرة كان ملقب بطريق الموت في سابق عهده قبل تطويره وراح ضحيته المئات في حوادث طرق بسبب اختلاط سيارات النقل الثقيل التي تتعامل مع المحاجر وشركات البترول وكذلك نقل حاويات وبضائع السفن مع السيارات الملاكي والأتوبيسات العامة والسياحية فضلا عن أن الطريق كان حارة واحدة فقط لكل اتجاه.. إلا أنه أصبح منظما كالطرق الدولية فحاراته محددة ب عين القط الفوسفورية وهناك نقاط إسعاف منتشرة عليه ومحطات لتموين السيارات وأصبح المواطن يستغرق المسافة في نحو الساعة بعد أن كانت تستغرق عدة ساعات.
كما أن تطوير الطريق تضمن كذلك إقامة8 كباري جديدة بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة, فضلا عن توسعة مدخل الطريق باتجاه التجمعات السكنية الجديدة, كما تم مراعاة ربط الطريق بمشروعات الطرق الجديدة والمتمثلة في محور30 يونيو والطريق الدائري الإقليمي, وطريق القطامية- العين السخنة.
وأشار إلي أن طريق السويس- القاهرة يعد شريانا حيويا للتنمية وخاصة في مجال حركة التجارة والتصدير وتداول الأسماك حيث يربط بين العاصمة والسويس التي تضم5 مواني مهمة هي بورتوفيق والسخنة والأدبية والزيتية والأتكة كما ساهم الطريق في إنعاش التجمعات السكنية الواقعة عليه مثل مدن الشروق وبدر وهليوبوليس ومدينتي والرحاب والتجمع.. كما إنه سيسهم في إقامة تجمعات سكنية وتجارية أخري.
كما يخدم الطريق مطار القطامية الجديد علي بعد70 كيلو من السويس والذي سيتم افتتاحه خلال الفترة القادمة.. فضلا عن كونه يربط القاهرة والعاصمة الإدارية بالمواني والقري السياحية بالسخنة كما يربط محافظات الدلتا والقاهرة بسيناء من خلال الطريق الدائري الأقليمي عبر نفق الشهيد أحمد حمدي عند بوابة السويس بالكيلو.109
تجنب مخاطر السيول
وأضاف الخطيب أنه قد تم عمل دراسات متعمقة قبل التنفيذ في كيفية الإستفادة من مياه الأمطار والسيول لصالح تنمية المنطقة إقتصاديا لتوفير الإحتياجات للمشاريع السياحية والصناعية وتفادي أخطار السيول والكوارث علي الطريق بعمل خزانات أرضية عملاقة لتخزين المياة.. ومخرات وبرابخ.. حيث تم تنفيذ عدد كبير منها في جميع الطرق السريع المنشأة والجاري تنفيذها في نطاق السويس.
يقول المهندس عمرو عبد المجيد أن رفع كفاءة الطرق خاصة طريقا القاهرة والسخنة ساهم في الحد من الحوادث وأصبح للسويس طرق حرة سريعة مثل طريق القطامية الحالي وطريق جبل الجلالة خلف جبال السخنة ولكنها تحتاج لمزيد من الخدمات.
وتضيف لميس طارق طالبة جامعية أن طريق السويس- القاهرة أصبح علي مستوي عال من الكفاءة والتأمين خاصة ونحن مقبلون علي موسم الدراسة حيث أسافر أنا وزميلاتي يوميا للجامعة بالقاهرة.
استكمال أعمال التطوير
وحول استكمال أعمال تطوير الطريق أكد المحافظ أنه جاري استكمال رصف الجزء المتبقي من طريق السويس- القاهرة بطول7 كيلو متر بداية من تقاطع طريق مصرإيران وحتي ميدان فكري زاهر.
وأضاف أنه تمت الموافقة علي إنشاء كوبري يربط مدينة التوفيق بحي عتاقة علي طريق السويس القاهرة بطول700 متر لتسهيل حركة المرور بالمنطقة والمدن الجديدة بحي عتاقة والذي تنفذه الهيئة الهندسية.
السويس- الإسماعيلية
يعد طريق السويس- الإسماعيلية واحدا من أقدم الطرق الصحراوية التي تربط المحافظات وله تاريخ وأهمية كبري لكن سرعان ما أصابته الشيخوخة نظرا للضغط عليه لأنه يربط حركة نقل البضائع والسياحة بين محافظات مدن القناة والسويس والسخنة من جهة ومدن سيناء كرأس سدر والطور وشرم الشيخ ونويبع وطابا ودهب ونخل من جهة أخري وذلك عبر نفق الشهيد أحمد حمدي الذي يقع مدخله الغربي علي هذا الطريق.
يقول اللواء أحمد حامد محافظ السويس: يجري العمل علي قدم وساق لإنجاز الرسومات وتقرير الاستشاري لبدء أعمال المرحلة الأولي من تطوير طريق السويس- الاسماعيلية بطول35 كم من أصل85 كيلو متر والتي تشمل رصفه وإضافة حارات جديدة وساحات انتظار وفقا لأحدث المعايير العالمية بتكلفة إجمالية مبدئية حوالي500 مليون جنيه لكامل المشروع, مضيفا بأنه تم عمل دراسة لربط طريق القاهرة- السويس القديم بكوبري للمتجه من فيصل الي منطقة العوائد المثلث بطول4.2 كيلومتر بالطريق الدائري وطريق الاسماعيلية- السويس ويقوم بالتنفيذ جهاز تعمير سيناء وذلك لتيسير حركة المرور وسيولتها بأحياء المحافظة والحفاظ علي الطرق الداخلية للمحافظة بعدم دخول سيارات النقل الثقيلة لشوارع المدينة.
وأشار إلي أنه سيتم رفع كفاءة وتطوير طريق وصلة النفق من الكيلو109 إلي نفق الشهيد أحمد حمدي بطول21 كيلو متر ينتهي بكوبري مارا فوق طريق السويس-الاسماعيلية لتسهيل حركة المرور للسيارات للقادمة من القاهرة إلي النفق والعكس وأيضا من طريق السويس- الاسماعيلية بتكلفة60 مليون جنيه.
السويس- السخنة
يعد هذا الطريق من أغني الطرق في مصر لأنه يضم علي جنباته مواني ومناطق صناعية وسياحية والقطاع الجنوبي للهيئة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس فعلي جنباته أستثمارات تصل إلي100 مليار جنيه وتم خلال العامين الماضيين تنفيذ عدة مشروعات لتوسعة الطريق ورفع كفاءته وزيادة حاراته بعد كان طريق فردي من حارتين بواقع حارة لكل إتجاه كما يخدم35 قرية سياحية وفندقا بالسخنة والزعفرانة.
أكدت المهندسة نورالصباح وكيل وزارة النقل بالهيئة العامة للطرق والكباري بالسويس وجنوب سيناء أن مشروع تطوير طريق السويس- العين السخنة- الزعفرانة بطول حوالي44 كم يتم تنفيذه عن طريق شركة المقاولون العرب بقيمة واحد وثمانين مليون وثلاثمائة ألف جنيه وبلغت نسبة التنفيذ حوالي70% وتنفذ شركة النيل العامة لإنشاء الطرق حوالي16 كم منها وأيضا مشروع الدائري حول مدينة السويس( طريق المحاجر) حوالي18 كم بواسطة شركة النيل العامة لإنشاء الطرق وتبلغ قيمة أعمال الشركة230 مليون جنيه ومدة المشروع عام حيث تم إستلام الموقع في الشهر الماضي.
رفع كفاءة السخنة- القطامية
يبلغ طول طريق السخنة القطامية120 كيلومتر وهو من أوائل الطرق الحرة السريعة التي اختصرت الزمن والمسافات وأمنت رحلات السفر وحافلات السياح بين القاهرة والغردقة ومرسي علم فضلا عن كونه أحد الطرق المهمة التي تستقبل من خلاله السويس نحو مليوني زائر سنويا في رحلات اليوم الواحد ورواد الفنادق وأصحاب الشاليهات بالقري السياحية بالعين السخنة.
وأكد محافظ السويس الطريق شهد خلال ال12 شهر الماضية تنفيذ مخطط لرفع كفاءته وتطويره وفتح محاور لربطه بمطار القطامية الجديد وطريق السويس القاهرة وتحديد طرق لسيارات نقل المواد المحجرية من صحراء السويس وخاصة بصحراء وجبال جبل الجلالة وعتاقة والبحر الأحمر بتكلفة حوالي50 مليون جنيه.
تطوير طريق النفق- عيون موسي
قال المهندس وجدي السيد مديرعام مديرية الطرق والنقل أن السويس شهدت طفرة في طرقها خاصة في محور القاهرة والقادم أفضل في إتجاه الإسماعيلية وكذلك في إتجاه شرق نفق الشهيد أحمد حمدي وقناة السويس وهي الطرق التي تربط السويس بجنوب سيناء وشمال سيناء والمؤدية لعيون موسي وورأس سدر وشرم الشيخ ونويبع وطابا ونخل والعريش حيث تم تنفيذ طريق إزدواج النفق- الشط- عيون موسي بطول حوالي35 كم وهو عبارة عن إزدواج للطريق منفصل من مدخل النفق إلي مدينة رأس سدر ليصبح الطريق الإنشائي بسعة مرورية3 حارات وتبلغ قيمة المشروع128 مليون جنيه.
التأمين والإسعاف
أكد الدكتور محمد غزال وكيل وزارة الصحة بالسويس أنه أعد مع مسئول الإسعاف تصور سريع عن نقاط الإسعاف المنتشرة علي الطرق الرئيسية وتحديد احتياجاتهم لنقط جديدة لتأمين هذه الطرق وتوفير سيارات الإسعاف بها ورجال مرفق الإسعاف الطبي المتواجدين علي الطريق والأكمنة وطالبهم بالمزيد من الجهد لإسعاف أي مواطن ومتابعة الطرق باستمرار.
أما العميد محمد عبد الله مدير ادارة المرور فيقول أن الطرق السريعة وميادين السويس مراقبة بالكاميرات وأن إدارة المرور تضع مع شركات وهيئات الطرق السريعة خريطة للتأمين بالعلامات الأرشادية والمضاءة فسفوريا.