ألقت الإهانات التي تعرض لها الحكم محمود عاشور من جانب لاعبي الأهلي وجهازهم الفني, خلال مباراة الفريق أمام الإنتاج الحربي, بظلالها علي منظومة التحكيم في مصر ومدي تخاذل اتحاد الكرة عن حماية حكامه في مواجهة التجاوزات التي تقع بحقهم بشكل مستمر دون اتخاذ موقف صارم حيالها. ورغم محاولة محمود عاشور الدفاع عن نفسه باستخدام سلطاته, بطرد البدري إلا أن اتحاد الكرة يعجز دوما عن حماية حكامه, علي عكس فيفا الذي يصر علي حمايتهم في جميع المسابقات الدولية, باعتبار أنهم قضاة ملاعب, لابد من ضمان استقلاليتهم. ولا تتدخل الجبلاية إلا في حالات التعدي علي الحكام فقط, كنوع من حفظ ماء الوجه أمام هجوم وسائل الإعلام علي مسئولي الجبلاية, الأمر الذي يضع الجميع أمام تساؤل في غاية الأهمية وهو حماية الحكام مسئولية من؟, خاصة مع استئناف مسابقة الدوي الممتاز التي توقفت لفترة طويلة بسبب أزمة مباراة الزمالك والمقاصة والتي كان سببها خطأ غير مقصود للحكم الدولي جهاد جريشة. بسبب معاملة غير لائقة للمساعد موقف حاسم للفيفا رغم شعبية ميسي تجاهل الاتحاد الدولي لكرة القدم شعبية النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي, وحاجة منتخب بلاده لمشاركته خلال التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم2018 والتي يعاني خلالها الأرجنتين; حيث وقع الفيفا عقوبة مغلظة بإيقافه نجم برشلونة الإسباني أربع مباريات لمجرد أنه رفض مصافحة مساعد الحكم الثاني عقب نهاية مباراة منتخب بلاده تشيلي وتوجيه كلمات غير مفهومة له. وتسبب القرار في خسارة منتخب راقصي التانجو أمام بوليفيا لغياب ميسي عن صفوفه; حيث صدر القرار قبل المباراة بساعات قليلة, الأمر الذي حرم اللاعب من قيادة منتخب بلاده, مكتفيا بمتابعة المباراة من داخل غرفة خلع الملابس, في مشهد يعكس مدي صرامة الفيفا ووقوفه إلي جوار الحكام لحمايتهم. يتعامل مع إهانات الحكام بلا مبالاة اتحاد ضعيف أمام اللاعبين والمدربين والأندية تتعاقب مجالس الإدارات علي اتحاد الكرة, إلا أن طريقة التعامل مع الحكام واحدة ولم يطرأ عليها أي جديد, سواء من خلال المجاملات الفجة في تعيين الحكام للمباريات, أو من خلال الضغط عليهم وإرغامهم علي اتخاذ قرارات بعينها أو التغاضي عن المطالبة بحقوقهم, من أجل لاعب أو ناد بعينه. وتجاهل اتحاد الكرة واقعة اعتداء وائل جمعة مدافع الأهلي علي فهيم عمر عندما أخرج الحكم بطاقة حمراء مباشرة للاعب, بسبب تدخل عنيف علي عبد الحميد شبانة لاعب غزل المحلة في موسم2009-2010 ليقوم جمعة بالاعتراض, ويعتدي علي الحكم المساعد ليخرج القائد مطرودا من الملعب, ويخرج الأهلي مهزوما من المباراة, ولم يعاقب جمعة وقتها. وهو ما أكده محمد فاروق الحكم الدولي الذي أشار في أكثر من مناسبة إلي أن الجبلاية لا تحمي الحكام وتتجاهل تقاريرهم عن المباريات عندما يذكرون أنهم تعرضوا للإهانات, بل وتصدر عقوبات هزيلة لا تتناسب مع حجم الموقف, فضلا عن أن مسئولي اتحاد الكرة في بعض الأحيان كانوا يلومون الحكام علي قراراتهم في المباريات. وهو نفس الكلام الذي أكده رضا البلتاجي رئيس لجنة الحكام السابق عقب التقدم باستقالته; حيث أكد أنه حاول الحفاظ علي هيبة الحكام بكل شرف وأمانة, لكنه لم يجد الدعم الكافي من جانب الأندية واتحاد الكرة, مشيرا إلي أن الحماية الكاملة هي الضمانة الوحيدة لاستقلالية الحكام وزيادة ثقتهم بأنفسهم مما سيقلل من الأخطاء. عاقبوا لاعبين لأخطاء مهينة البدري.. هل ينال نفس المصير؟ لا ينظر مسئولو اتحاد الكرة للمضايقات التي يتعرض لها الحكام خلال مباريات الدوري, بل يتدخلون فقط لإعمال اللوائح في الوقائع الفجة التي تتحول إلي رأي عام, ويتم تفعيل اللائحة كنوع من التهدئة ودفاعا عن الجبلاية وليس حماية للحكام خاصة وأن هناك أخطاء كارثية تحدث كل يوم في حق الحكام دون تدخل. ويحدث التدخل فقط في الوقائع الكبري في مقدمتها واقعة طرد وليد سليمان لاعب النادي الأهلي في مباراة الأهلي أمام الأسيوطي موسم2015/2014 عندما اشتبك مع حكم المباراة شريف رشوان بشكل غير أخلاقي; حيث قام بجذب قميصه وكانت العقوبة إيقافه أربع مباريات. وتكرر الأمر مع حازم إمام لاعب الزمالك عام2010 عندما اعترض علي الحكم توفيق السيد, ملوحا بيده لتسقط البطاقة الصفراء من يد الحكم, ليشهر بعد ذلك البطاقة الحمراء في وجه اللاعب وقامت لجنة المسابقات وقتها بإقرار عقوبة الإيقاف لمدة8 مباريات. وقام أحمد عيد عبد الملك عندما كان لاعبا في صفوف حرس الحدود بالاعتداء علي الحكم2010, عندما احتسب مدحت الحوفي ركلة حرة ضده, مشهرا بطاقة صفراء له أن اللاعب اعترض علي القرار ودفع البطاقة الصفراء من يد الحكم, لتسقط أرضا, ليستعيدها الحوفي ويطرد أحمد عيد خارج الملعب وتعرض بعدها للإيقاف أربع مباريات.. فهل تمتلك لجنة المسابقات نفس الشجاعة وتعاقب البدري وحسام عاشور وباقي المخطئين في الأهلي لتفرض الانضباط في الملاعب أم تتهاون مع اللون الأحمر.