شهد الموسم الماضي للدوري العام حالة اعتراض جماعي ضد الحكام بسبب الأخطاء القاتلة إلا أن مونديال جنوب أفريقيا يؤكد أن الأخطاء التحكيمية متكررة، وفيما يخص بطولة كأس العالم وهي المنافسات الكروية الأشهر والأبرز عالميا، فبعد الواقعة الشهيرة لأسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو مارادونا عندما أدخل الكرة بيده في مرمي الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون في مباراة بدور الثمانية بمونديال 1986 في المكسيك والتي أطلق عليها «يد الرب»، كرر لاعب البرازيل لويس فابيانو الواقعة خلال مباراة فريقه أمام منتخب كوت ديفوار الليلة الماضية في دور المجموعات بمونديال 2010. فقد لمس فابيو الكرة بيده مرة وعدلها بذراعه المرة الثانية قبل أن يحرز الهدف الثاني للبرازيل في المباراة. وعلي الرغم من أن الإعادة قد أظهرت الحكم الفرنسي ستيفان لانوي وهو يتضاحك مع فابيو وهو يشير له بأنه لمس الكرة، إلا أنه احتسب الهدف، حيث إنه اعتمد فيما يبدو علي عدم رفع الحكم المساعد الراية. وقد اعترف مهاجم أشبيلية الإسباني في تصريحات بعد المباراة بأن الكرة لمست يده قبل أن يسددها داخل الشباك، مضيفا وهو يضحك «نعم، الكرة لمست يدي لكن لكي يصبح هذا الهدف أجمل يجب أن يحيط به بعض الشك، كان هدفا استعراضيا، لم يكن الخطأ متعمدا وبالتالي كان الهدف شرعيا.. أعتقد أنه أحد أفضل الأهداف التي سجلتها وأنه المكان الأمثل لتسجيل هدف مماثل.. إنه هدف شرعي واجده جميلا جدا. وقد أخطأ الحكم لانوي أيضا عندما أظهر البطاقة الصفراء الثانية ثم الحمراء للنجم البرازيلي ريكاردو كاكا بعدما تعرض لخشونة للاعب الإيفواري عبدالقادر كيتا، خاصة أن الأخير قد تعمد «تمثيل» تلقيه ضربة في الوجه من كاكا. وقد منع كارلوس دونجا، المدير الفني لمنتخب البرازيل، لاعبيه من الظهور في وسائل الإعلام عقب انتهاء المباراة، وذلك احتجاجا علي قرار الحكم بطرد كاكا وعدم توفير الحماية الكاملة للاعبيه أثناء المباراة التي شهدت توترا كبيرا من لاعبي الفريقين واحتكاكات جماعية في الدقائق العشر الأخيرة. سبق للحكام في هذه البطولة، التي تقام لأول مرة في دولة أفريقية وهي جنوب أفريقيا، ارتكاب العديد من الأخطاء الفادحة التي قد تكلف بعض المنتخبات الكثير. فلا يزال الأمريكيون غاضبون جراء عدم احتساب الحكم المالي كومان كولوبالي المالي هدفًا سليمًا للمنتخب الأمريكي في مباراته أمام المنتخب السلوفيني في الدقيقة 85، والذي كان كفيلا بإهداء الفوز للولايات المتحدة. وقد سقط كولوبالي في فخ الأخطاء مرة أخري في نفس المباراة عندما أشهر بطاقة صفراء غير مستحقة للاعب الأمريكي روبي فيندلي. أما أغلي لاعب في العالم البرتغالي كريستيانو رونالدو فقد حصل علي إنذار غير مستحق خلال مباراة فريقه مع كوت ديفوار علي يد الحكم جورجي لاريوندا من أوروجواي. وقد طلب اتحاد الكرة بالبرتغال من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلغاء الإنذار الذي تلقاه رونالدو قائلا: إن المهاجم حاول الابتعاد عن منافسه بعد أن تعرض للعرقلة والإهانة. واشتبك رونالدو وجي ديميل الجناح الأيمن لمنتخب كوت ديفوار دون كرة في المباراة التي انتهت بالتعادل دون أهداف، في المجموعة السابعة، وأشهر لاريوندا البطاقة الصفراء في وجه كل منهما. غير أن الفيفا رفضت الالتماس حيث قال المستشار الإعلامي أونوفري كوستا «الفيفا قد تلغي البطاقة في حالة وقوع خطأ في توقيع العقوبة (مثل إشهار البطاقة للاعب بدلا من آخر) لكن ما وقع كان عقوبة مستحقة».