دييجو أنت الملك.. هكذا هتفت له الارجنتين عام1986 عندما عاد من المكسيك برفقة221 لاعبا حاملا كأس العالم ولاعبا أستثنائيا دييجو ننتظر كأسك هكذا هتفت له الارجنتين قبل أيام عندما بدأ رحلة الاعداد لخوض منافسات كأس العالم المقبلة في نسختها الافريقية الاولي التي تدور مبارياتها في جنوب أفريقيا.. ما بين الحدثين24 عاما.. بقي فيها البطل اسطورة كروية ذات مقام رفيع نجم تتجاوز شعبيته حدود بلده... نجح في رحلة درامية في رصد نجوميته وشعبية غير مسبوقة.. وينتظره عشاقه في سائر دول العالم الان لكتاب دييجو ارماندو مارادونا المدير الفني لمنتخب الارجنتين حاليا وأعظم من لعب الكرة بالقدم اليسري في التاريخ.. دييجو أرماندو مارادونا نجم كرة استثنائي كان ولا يزال في عيون الملايين الاعظم في المستطيل الاخضر خلال القرن العشرين هو الوحيد الذي كان يساوي فريقا بمفرده داخل الملعب. ومع كل هذه المعطيات يؤكد مارادونا ثبات قدرته علي اعادة الافراح والاحتفالات إلي الشعب الارجنتيني ومساعدته علي قضاء سهرات خيالية من خلال احراز لقب كأس العالم ويؤمن بان من يملك هجوما قويا هو المنتخب القادر علي الفوز بالكأس ولهذا يري انه اختار افضل عناصر الهجوم في الملاعب الاوروبية لقيادة راقصي التانجو في مقدمتهم ليونيل ميسي هداف برشلونه الاسباني وافضل لاعبا العالم حاليا وكارلوس تيفيزهداف مانشستر سيتي الانجليزي ودييجو ميلتو هداف إنترنا سيونالي الايطالي وصاحب الموسم الاستثنائي في الملاعب الاوروبية وسيرجيو أجويرو قائد هجوم اتلتيكو مدريد الاسباني بطل كأس الدوري الاوروبي لهذا الموسم. دييجو أرماندو مارادونا المدير الفني لراقصي التانجو هو المدرب الذي يحظي بتقدير واحترام من جانب لاعبيه في غرف خلع الملابس وهناك تنفيذ فوري لتعليماته دون خروج عن النص او اعتراض علي اختياراته من بين اللاعبين وفي مقدمتهم ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز وسيرجيو أجويرو أصحاب الاعتراضات المثيرة حول قدرات مارادونا الفذة في السيطرة علي اللاعبين في المنتخب واحتواء الجميع واستمرار النظر له علي انه الاسطورة الوحيدة في عالم الكرة.. وهما سيطرة ؟؟؟؟؟ اليها المنتخب الارجنتيني في بطولات سابقة كانت فيها الخلافات بين اللاعبين والمدربين من امثال دانيال بامساريك ومارشيلو بيلسا وبيكرمان السبب المباشر في انهيار المنتخب.. وهو المدرب الذي قلل ولأول مرة منذ25 عاما من الضغوط الاعلامية والجماهيرية المطاردة للاعبين قبل البطولات وبات هو في عيون الجميع المسئول الاول عن النجاح وأيضا المتهم الاوحد عن حدوث تعثر.. وهو ما اعترف به ليونيل ميسي في حديثه للاعلام في بلاده عن تحرره هو وزملائه من ضغوط تعرضوا اليها وكانت سببا في خسارة العديد من الالقاب مثل كأس العالم بألمانيا عام2006 وكأس كوبا أمريكا عام2009.. هو المدير الفني الذي منح الارجنتين هدافا قديرا هو جونزالو هيجواين مهاجم ريال مدريد الاسباني الذي كان في طريقه للعب باسم منتخب اسبانيا واعادة سيناريو ديفيد تريزيجيه أحد نجوم فرنسا وهو لاعب ارجنتيني الاصل في التسعينيات.. هيجواين كان دائم التعرض للتجاهل من المدربين قبل قدوم مارادونا واعلن تفكيره اللعب لمنتخب اوروبي هو اسبانيا حامل لقب كأس الامم الاوروبية الاخيرة قبل أن يتغير مساره ويعود للعب الدولي مع الارجنتين عند قدوم مارادونا.. والاخير أشركه علي حساب زوج ابنته سيرجيو أجويرو.. ونجح هيجواين في انقاذ الارجنتين من الخروج المبكر وسجل في شباك أورجواي هدف الصعود إلي مونديال كأس العالم.. هناك جانب سيئ ومشوه في اسمه كمدير فني هو المدرب الذي نجح في الصعود بالارجنتين إلي المونديال العالمي تأهلا مباشرا بعد احتلال المركز الرابع والاخير في تحديد هوية المتأهلين عن القارة إلي المونديال بعد فوزخيالي علي اوروجواي في المباراة الاخيرة لتنجو الارجنتين من فخ الملحق بصعوبة وأعجوبة وبعد عروض فنية سيئة.. ويواجه نقدا لاذعا من الصحافة والجماهير لاختياراته القائمة المسافرة إلي جنوب افريقيا بسبب استبعاده اسماء لامعة تألقت بشدة مثل ايفان كامبياسووخافيرزانتي ثنائي وسط الانثرالايطالي الفائز بلقب دوري الابطال الاوروبي وفيرناندو جابو محور ارتكاز ريال مدريد الاسباني. تحركت ضده مظاهرات جماهيرية تناسي خلالها أصحابه تاريخه الحافل مع الكرة الارجنتينية ليهتفوا ضده قبل عام بعد قراره الشهير باستبعاد خوان رومان ريكيلمي صانع العاب بوكاجو نيورز من اختياراته نهائيا يداعي أن أداءه لايتناسب مع طريقة اللعب التي يعتمد عليها..وهو ما أثار غضب جماهير البوكا ضده. انقلب علي قرار اتحاد الكرة في بلاده بحصر تداول شارة الكابتن بين اللاعبين بالاقدمية في أعقاب قراره الشهير باختيار لاعب الوسط المدافع خافير ماسكيرانو المحترف في ليفربول الانجليزي قائدا للمنتخب في وجود نحو11 لاعبا يسبقونه في اقدمية اللعب لراقصي التانجو..وفي المكسيك عام1986 كان الموعد مع أهم حدث كروي في حياة الاسطورة وهو كأس العالم...حيث شاءت الاقدار أن يكون هو النجم الاوحد في قائمة المنتخب الارجنتيني المختارة من جانب كارلوس بيلارد ولخوض المنافسات بعد صدام المدير الفني مع أحد رموز الكرة وهو دانيال باساريلا قلب الدفاع انسحب علي أثرها الاخير من الارجنتين بعد رفضه منح شارة الكابتن الي مارادونا.. بيلاردو في تلك الفترة كان يراهن علي ساحره الاعسر ليكون رجل المرحلة في وقت كانت المنتخبات الاخري تحتشد بالنجوم والعمالقة مثل زيكو وكاريكا وسقراط في البرازيل وكارل هانز رومينيجه ولوثر ماتيوس ورودي فوللر مع الالماني وميشيل بلاتيني والان جيريس وتيجانا وجان بيير بابان في فرنسا.. وأثبت أنه لاعب من فئة أخري لاوجود لها في ذلك العالم..مارادونا قدم أزهي عطاء له في المونديال المكسيكي..وحقق مالم يحققه أحد من قبله وهو احتكار اسمه في اختيارات الافضل علي الإطلاق من جميع الخبراء.. في تلك المنافسات نجح دييجو أرماند ومارادونا في أن يحوذ كل الالقاب وابرزها وأهمها قيادته منتخب الارجنتين لاحراز اللقب بعد الفوز الصعب علي المنتخب الالماني بثلاثة اهداف مقابل هدفين في المباراة النهائية التي تخصص فيها مارادونا في صناعة أهداف راقصي التانجو بدلا من احرازها.. كما نجح مارادونا في الحصول علي لقب أفضل لاعبي البطولة باحتكار الاصوات في مسابقة نادرة الحدوث ولم يسبقه او يليه اليها أحد من الاساطير الكروية بمن فيهم بيليه ويوهان كرويف وفرانز بيكنباور..والاهم من ذلك تسجيله لأجمل هدف عرفته البطولة علي الاطلاق بعد أن راوغ6 لاعبين بالاضافة الي حارس المرمي لمسافة تجاوزت60 مترا بالكرة في لقاء الارجنتين مع انجلترا في دور الثمانية وهي المباراة التي شهدت احرازه هدفا أخر لايزال مثار جدل حتي الان وهو الهدف الذي هز به شباك الانجليز بيديه وخرج بتصريح أثار استهجانا ضده عندما قال: انها يد الله وليست يد مارادونا في تلك النسخة من المونديال أذهل مارادونا كل خبراء الكرة بعد أن لعبت قدمه اليسري دورا ساحرا في مراوغة أي لاعب..وكذلك الهروب من الرقابة اللصيقة التي كانت تفرض عليه من قبل المنافسين..وبسبب عروضه الخيالية في تلك النسخة تحول دييجو الي اسطورة كروية رغم انها اللقب العالمي الوحيد الذي حققه في مسيرته مع منتخب الارجنتين في4 بطولات كأس عالم شارك فيها.