رغم الهجوم المتكرر الذي ينصب عليه كلما تولي منصبا رياضيا أو أمسك بزمام أمور كرة القدم مع منتخب بلاده أو ناديه المفضل بوكا جونيورز معشوقه الأول سواء لاعبا أو فنيا إلا أنه في كل مرة يخرج منتصرا تماما مثل معاركه مع خصومه أو حتي مع المخدرات التي قضي معها عقودا من الصراع ظن الجميع أن الأسطورة أنهارت إلا أنه عاد من جديد أقوي من ذي قبل أنه دييجو أرماندو مارادونا أسطورة الأرجنتين الحية الذي صال وجال وملأ الدنيا صخبا لاعبا منتصرا ومدمنا علي المخدرات مكسورا وحزينا إلا أنه يبقي إلتفاف عشاقه في الأرجنتين والعالم حوله هو طوق النجاه بشعبية جارفة لم يسبق لها مثيل تدفعه دائما للجلوس علي عرش المجد ليبقي وحده الملك مارادونا . كتاب " أنا دييجو ابن الشعب" يلخص الحالة الخاصة التي تجمع المشاهير والأساطير ومحبيهم وجماهيرهم أنها العلاقة الخاصة التي تحمل بين ثناياها مفعولاً سحريا ينتشل صاحبه من الحضيض إلي أعلي سلم المجد وتغفر له جميع خطاياه ليعود إلي مساره الصحيح ويحقق أحلامهم التي رأوها فيه في هذا الكتاب يروي النجم الأرجنتيني قصة حياته المليئة بالأفراح والمآسي أيضا قصة لاعب كرة عاد للحياة ليقود منتخب بلاده مدربا إلي نهائيات كأس العالم القادمة بعد تعثر في التصفيات المؤهلة فتحت عليه أبواب جهنم من الصحفيين إلا أنه وبإصراره المعروف تمكن من التأهل ليقف متحديا كل من انتقده ولتلتف الآلاف من الجماهير البسيطة حوله كما تعود طوال حياته ولتعقد عليه الأمل لقيادة الفريق نحو اللقب الغائب مثلما فعل لاعبا . منتخب الأرجنتين وأندية أرجنتينيوس جونيور وبوكا جونيورز وبرشلونة الإسباني ونابولي الإيطالي مسيرة حافلة من النجاحات علي أرض الملعب وسيمفونية كروية من المهارات الأسطورية التي حفرت اسم دييجو في تلك الأندية وتاريخ كرة القدم بحروف من ذهب بالإضافة إلي توليه مسئولية حلم الأرجنتين بالصعود إلي كأس العالم القادمة في جنوب أفريقيا والعودة إلي حمل اللقب الغائب منذ أن كان هو لاعباً جعل من الرقم عشرة أسطورة في سماء العالم بالإضافة للقصة الحقيقية للهدف الشهير ضد إنجلترا بكأس العالم 1986 بالمكسيك بملعب أزتيكا الشهير في العاصمة مكسيكو سيتي وهو الهدف المعروف " بيد الله " وهي التسمية التي أطلقها مارادونا علي الهدف بعد أن سجله دييجو بيده ولم يره الحكم ولتقصي الأرجنتين المنتخب الإنجليزي القوي في انتقام واضح أبان حرب الفوكلاند الشهيرة بين البلدين . وهو ما حول مارادونا إلي بطل قومي وأضفي إثارة سياسية وشعبية علي التوتر بين البلدين زاده مارادونا بقوله بعد المباراة أن الأمر كان يشبه " سرقة المحفظة من البريطانيين " كما يحمل الكتاب قصة معاناته مع إدمان المخدرات الشهيرة وكيف ألتف محبوه وجماهيره حوله حتي عاد بقوة النجم الذي لا يقهر في ما يشبه المعجزة حيث أقترب دييجو أكثر من مرة من الموت ودخل المستشفيات وأجرت له العمليات العاجلة وقد عكس مشهد الالاف من الجماهير خارج أسوار المستشفي التي كان يعالج بها منذ سنوات قليلة " الكيمياء " التي تجمع بينه وبين عشاقه وأنتمائه إليهم وجذوره الفقيرة التي لم ينسها مارادونا يوما وظل يفخر طوال تاريخه بها وهو ما جعل من حب مارادونا حبا خاصا ليس فقط لجماهيره في الأرجنتين ولكن في العالم أجمع . الكتاب YO SOY EL DIEGO DE LA GENTE تأليف DIEGO ARMANDO MARADONA دار النشر BOOKET :