لم تكن مفاجأة أن نري تدمير جيل جديد من أجيال منتخبات الشباب عبر خروج مهين لفريق مواليد1997 من الدور الأول لكأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في زامبيا وانتهاء أحلام التأهل إلي نهائيات كأس العالم المقبلة في كوريا الجنوبية. وجاء السقوط المدوي والخسارة أمام زامبيا3/1 وقبلها التعادل مباراتين متتاليتين مع مالي0/0 وغينيا1/1 ليودع الفريق البطولة ولا يملك ايانتصارات وبشكل مهين انتهي معه جيل كامل من اللاعبين من مواليد1997. وهناك العديد من الأسباب والأسرار التي صاحبت السقوط المدوي لمنتخب الشباب أبرزها ما حدث في بطولة كأس الامم الإفريقية حيث كان معسكر المنتخب فوضويا بدون سيطرة, فهناك أزمة شهيرة جمعت معتمد جمال مع لاعبه الموهوب خليل حجي المحترف في زيورخ السويسري الذي جلس بديلا ولم يشارك في المباريات رغم إن محترفين سابقين في منتخبات شباب سابقة كانوا يجلسون ويلتزمون بتعليمات المدير الفني ومن بينهم احمد حسام ميدو واحمد حسن كوكا ومحمد طلعت ميدو في سنوات ماضية, وكذلك الفشل في الوصول إلي اتفاق مع ادارة الأهلي علي هوية المختارين وتأخر انتظامهم للمعسكر في سقطة اخري يضاف لها الإتفاق الغريب وغير المقبول الذي أبرمه المدير الفني والمشرف العام علي المنتخب مع ادارة لوهافر الفرنسي بشأن ضم طاهر محمد طاهر رأس الحربة لمدة مباراتين فقط ورحل بعدها اللاعب عن المعسكر كما لو كان المنتخب محطة ترانزيت يؤدي فيها اللاعب دورا لفترة وجيزة ويرحل سريعا لناديه. ولم يري أحد دورا للسيطرة من جانب أحمد مجاهد عضو المجلس أو معتمد جمال المدير الفني علي كل هذه الأحداث السيئة مما ولد عدم انضباط فوضي. وبعيدا عن الأخطاء الفنية والإشرافية, كان طبيعيا أن ينهار المنتخب سريعا منذ أن بدأ تكوينه قبل3 سنوات بفضل أخطاء ظلت مستمرة يتصدرها ترك ملف الإشراف علي المنتخبات في يد أعضاء من المجلس السابق الذي اختار معتمد جمال وتحديدا احمد مجاهد عضو المجلس ورئيس البعثة المصرية في زامبيا والذي كان بحكم انتمائه لهاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة داعما قويا لمعتمد جمال رغم الكم الكبير من الأخطاء التي ارتكبها الأخير طيلة الفترة الماضية وعلي رأسها فشله في اعداد برنامج قوي للاستعداد للبطولة يشاركه في تحمل المسئولية مجاهد حيث لم يلتق المنتخب مع فريق قوي من فرق البطولة قبل انطلاقها وتحديدا الكاميرون التي كانت الأقرب في الحسابات. وفي الوقت نفسه أهمل أحمد مجاهد مناقشة المدير الفني يوما في اختياراته وإهماله لأكثر من لاعب مميز ولجوئه فقط للأسماء المعروفة للجماهير حتي من لا تشارك في المباريات الرسمية علي رأسهم ثلاثي الأهلي أحمد بيكهام وأحمد حمدي وأكرم توفيق, وأهمل معتمد جمال بشكل كامل اللجوء إلي دوري الجمهورية للشباب لاختيار لاعبين جيدين يشاركون في المباريات وهو الدوري الذي أفرز له محمد عصام الغندور حارس مرمي شباب الأهلي المتألق بشدة في البطولة. وعندما نعود إلي نقطة الصفر نجد السبب الأول في انهيار منتخب الشباب إلي سوء الاختيارات ووضع الثقة في رجل لا يحمل خبرات الرجل الأول من قبل وكل مؤهلاته العمل مساعدا لهاني رمزي في المنتخب الاوليمبيي بين عامي.20122010 وهو معتمد جمال المقرب بشدة من هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة والذي دعم اختياره عبر رجاله في مجلس جمال علام. ومن يراجع أحداث اختيار معتمد جمال يجد أن تنصيبه في منصبه قبل سنوات كان محل أزمة كبيرة بسبب حصوله علي المنصب رغم ترشيحات أسماء أكبر وأكثر خبرة من بينها طارق يحيي المدير الفني الذي تخصص في العمل مع عدة فرق في الدوري الممتاز وكذلك حسين عبداللطيف صاحب الاسم الكبير في دوري الدرجة الثانية وقتها, وآخرون وجري التصويت لمعتمد جمال الذي لم يحاول تطوير نفسه نهائيا طيلة سنوات ولم يشاهد أحد المدير الفني يحاول التواجد في معايشة مع شوقي غريب أو من بعده الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الأول للتعرف علي أحدث طرق التدريب وحاول فقط استنساخ طرق كوبر الدفاعية بدون أن يجد المقومات لتنفيذها واقعيا وظهرت عدم قدرة معتمد جمال علي النجاح مع هذه المرحلة السنية في التصفيات التي تأهل منها بصعوبة ولا أحد ينسي فوزه الصعببركلات الترجيح في القاهرة عندما خسر في ملعبه1/0. وبات الحديث عن مستقبل جيد للكرة المصرية مرهونا بإصلاح ماحدث في حالة معتمد جمال مع منتخب آخر يجري تجهيزه لأن يكون له دور وهو منتخب2000 الذي أختير له رجل غير مؤهل لا يحمل تاريخا ناجحا كرجل أول وهو علي ماهر الذي فشل في دوري الدرجة الثانية سواء نجوم المستقبل أو الترسانة. الخسارة بالملايين! محمد عبد الرحمن لا أحد يعلم علي وجه الدقة التكلفة المالية الخاصة بمنتخب الشباب مواليد1997 والتي استهلكها من خزينة اتحاد الكرة منذ أن جري تشكيل الجهاز الفني وبدء التجمعات ولكن هناك نبرة وأصوات ظهرت تؤكد أن الخسارة المالية لن تقل عن5 ملايين ولن تزيد علي10 ملايين جنيه تم انفاقها في سنوات قليلة من اجل حصد نقطتين فقط في الدور الأول لكأس الأمم الأفريقية. وتعد أول تكلفة مثيرة للجدل هي تعيين معتمد جمال في12 ديسمبر2013 أي قبل3 سنوات مديرا فنيا نظير راتب قيمته255 ألف جنيه شاملة الضرائب وبرفقته جهاز فني معاون ضم احمد فاروق مدربا عاما ب15 ألفا واحمد صالح مدربا ب10 آلاف جنيه وعمرو عبدالسلام مدربا لحراس المرمي براتب10 آلاف جنيه وعادل محفوظ مديرا اداريا براتب تصل قيمته10 آلاف جنيه شهريا. وكان اتحاد الكرة قد عدل رواتب الجهاز الفني ورفع قيمة معتمد جمال وباقي الجهاز المعاون, بداعي ارتفاع تكلفة الحياة اليومية وضمان حياة كريمة لرجال المدرب المعاونين من اجل تحقيق حلم التأهل للمونديال. وتخطي حجم الإنفاق الشهر علي منتخب الشباب مواليد97 حاجز ال400 ألف جنيه مابين رواتب أعضاء الجهاز الفني للمنتخب بقيادة معتمد جمال, وحجوزات الفنادق خلال المعسكرات, إضافة للرحلات الخارجية لخوض معسكرات ومباريات ودية وكذلك رسمية, وإنتهاء ببدلات اللاعبين والمصرفات النثرية. ووصل إجمال الإنفاق علي منتخب الشباب طوال24 شهرا هي مدة تكوين هذا المنتخب منذ أن تم إسناد المسئولية الفنية لمعتمد جمال المدير الفني في مارس2015 وحتي الآن, إلي ما يقرب من10 ملايين جنيه علي حد وصف أحد مسئولي إتحاد الكرة, في محاولة لوضع موزانة مالية لتكلفة هذا المنتخب منذ ان تم تكوينه وحتي خرج من بطولة أمم إفريقيا التي تستضيفها زامبيا حاليا. خطايا معتمد جمال عمرو سالم بعيدا عن سياسة المجاملات.. يبقي السؤال هل كان معتمد جمال قادرا علي النجاح فنيا ؟ سؤال نطرحه ونجيب عليه في ظل انتهاء المنافسات القارية في كأس الأمم الإفريقية للشباب بالنسبة للكرة المصرية بفضيحة مدوية بطلها جيل مواليد1997 تحت قيادة مدير فني اسمه معتمد جمال. وعلي الصعيد الفني هناك جرائم فنية ارتكبها معتمد جمال يستحيل محاسبته عليها بعد انتهاء وجوده رسميا برفقة المنتخب عقب الخروج من الدور الأول وأول ملف فني فشل خلاله معتمد جمال كمدير فني وقائد للجهاز هو اعداد مباريات ودية قوية للفريق قبل رحلة السفر إلي زامبيا ولم ينجح في تأمين مباريات جنوب افريقيا والكاميرون القوية ولم يشكو من تجاهل المسئولين واهمالهم له في ظل خوفه الشديد من إغضاب هاني أبوريدة رئيس الاتحاد. ومن يري اختيارات معتمد جمال والتي ظهرت إلي النور في3 مباريات جرت في منافسات المجموعة الأولي أمام منتخبات غينياوماليوزامبيا يجد ان القائمة حملت ظلما كبيرا لأسماء كانت تستحق الفرصة في ظل تألقها في دوري الجمهورية وكذلك ظهورها بمستوي طيب عندما نالت الفرصة في الفرق الأولي وهناك لاعبون لم يحصلوا علي الدعم الكافي من جانب معتمد جمال وتعرضوا للإهمال في مقدمتهم فوزي الحناوي لاعب الأهلي الذي يطلقون عليه رمضان صبحي قائد منتخب الشباب الغائب عن البطولة بسبب وجوده في ستوك سيتي الإنجليزي واختياره في قائمة المنتخب الأول في أمم إفريقيا للكبار قبل شهر. بجانب افتقاد تشكيلة المنتخب لمثل هذه النوعية التي يتمتع بها الحناوي وأيضا عدم ضم محسن صلاح مهاجم إنبي القوي والذي كان المنتخب في امس الحاجة إليه خاصة بعد الحالة الفنية والمتواضعة للغاية التي ظهر عليها هجوم الفراعنة في كل مباريات البطولة. وهو نفس الأمر الخاص بعدم ضم زياد بدوي الظهير الأيمن للمصري البورسعيدي وهناك سبب آخر يتعلق بالإدارة الفنية لمعتمد جمال في المباريات الثلاث وارتكب فيها أخطاء ساذجة خاصة أمام ماليوغينيا والتي أصر خلالهما المدرب علي اللعب بمهاجمين صريحين طاهر محمد طاهر ومصطفي محمد وهو ما تسبب بصورة مباشرة في افتقاد الكرة بشكل كبير طيلة المباراة بجانب عدم تصحيح الأداء الهجومي العميق الذي تم الظهور به بالإصرار علي مجموعة من اللاعبين المعينين بالرغم من وجود لاعبين علي الدكة قادرين علي صناعة الفارق لما يمتلكونه من قدرات هجومية جيدة مثل عمر مرموش. ولعب المستوي البدني الباهت للاعبين دورا كبيرا في هذه النتائج خلال المباريات الثلاث التي خاضها احفاد الفراعنة في البطولة خاصة في المباراة الأخيرة أمام المنتخب الزامبي ويتحمل مسئوليته أيضا المدير الفني الذي جاء بعلاء شاكر المعد البدني خلال منافسات البطولة فقط في واحدة من أغرب المواقف التي لا تحدث في منتخبات حديثة التاريخ في كرة القدم التي تستعين بمعد بدني في بطولة مغلقة. 7 مباريات رسمية في3 سنوات 7 مباريات رسمية فقط خاضها منتخب الشباب في رحلته التي بدأت منذ تعيين معتمد جمال مديرا فنيا له سواء في التصفيات أو النهائيات. وحقق المنتخب الفوز علي رواندا في بداية التصفيات0/1 ذهابا ثم خسر بنفس النتيجة ايابا قبل ان يحقق بطاقة التأهل للدور الثاني عبر ركلات الترجيح. وفي الدور التالي فاز علي انجولا بهدف مقابل لاشيء ثم فاز ايابا باربعة اهداف لهدف, ليحصد3 انتصارات وخسارة في التصفيات قبل ان يشارك في النهائيات ويتعادل مرتين امام ماليوغينيا ويخسر مرة امام زامبيا. بالإسماء .. جيل الخيبة يعد جيل منتخب1997 من أسوأ أجيال الكرة المصرية علي صعيد المشاركات وسجلوا أسماءهم في ذكريات الواقع المؤلم للكرة المصرية. وتضم قائمة الخيبة التي خاضت منافسات كأس الأمم الإفريقية للشباب الأخيرة كلا من عمر رضوان ومصطفي محمد ومحمود سامي وأحمد هاني وعمرو السعداوي ومحمد عبدالسلام ومصطفي الفرماوي وأسامة جلال وأحمد مصطفي وناصر ماهر وأحمد ابو الفتوح وخليل حجاجي نيمار وأحمد رمضان بيكهام وأحمد حمدي ومحمد عصام الغندور وأكرم توفيق وكريم وليد نيدفيد ومحمود مرعي وعمر مرموش ومصطفي محمود. تقرير مجاهد في الطريق طلب مجلس ادارة اتحاد الكرة من أحمد مجاهد عضو المجلس والمشرف علي الفريق ورئيس بعثته في زامبيا تقديم تقريرا فنيا عن اسباب الخروج من الدور الأول لأمم افريقيا بخلاف تقديم عروض سيئة في المباريات الثلاث. وكان هاني أبوريدة رئيس الاتحاد قد أجري اتصالات هاتفية بالمجلس شدد فيها علي ضرورة عدم التطرق لأية خلافات داخلية تخص اختيار هذا الجهاز الذي جري تعيينه من جانب مجلس جمال علام في وقت سابق.