تحرر من الماضي, ولا تحمل هما للمستقبل, وعش في الحاضر... هذا هو جوهر كثير من علوم التنمية البشرية الحديثة بما فيها اللايف كوتشينج التي تساعد الأشخاص علي إدارة حياتهم بشكل أفضل لتحقيق النجاح ورفع معدلات الرضي اللايف كوتش حسام الدين نبيل مدرب المهارات الحياتية والمعتمد من مؤسسة مايكل هول بأمريكا, يدلك في السطور القادمة علي كيفية اكتساب القدرة علي أن تعيش الحاضر.. تعيش اللحظة, فيقول: الدلالات العصبية هو نموذج نشأ من علم البرمجة اللغوية العصبية, ويهتم بتحقيق الذات, وكلمة دلالات تشير إلي المفاهيم والقيم والمبادئ, وكلمة عصبية تشير إلي السلوك, وهو نموذج يهدف لتحسين مستويات أداء الشخص لأعلي مستوي فيتمكن من تحقيق ذاته بعمل الشيء الذي خلق من أجل عمله بعد مساعدته للتعرف عليه عن طريق: * التخلص من المفاهيم الخاطئة السائدة التي تملأ تفكيره وتشوش عليه. * إبدالها بمفاهيم جديدة صحيحة. * وضع خطوات لتنفيذها وقد وجد أن الناس جميعا تندرج تحت أربعة أنواع في هذا الإطار: * شخص ضائع لا حلم له ولا عمل ولا إنتاج. * شخص يعمل وينتج لكن بلا رسالة أو قيمة أو معني. * شخص حالم لكنه لا يعمل من أجل تنفيذ حلمه. * شخص لديه حلم ورسالة, ويعمل من أجل تحقيقهما. والشخص الأخير هو من تسعي معظم العلوم الإنسانية للحصول عليه, ومن أجله يتم تطوير التقنيات ومنها تقنية عش اللحظة عش اللحظة هو تكنيك يعتمد علي مساعدة الإنسان علي التخلص من قيود الماضي التي تكبله وتعوق حركته إلي الأمام, كما تساعده علي التخلص من هواجس المستقبل والقلق عليه الذي يمنعه من عيش اللحظة الحالية والاستمتاع بها, لأن التأثر الكبير بالماضي والمستقبل يمنع الإنسان من الاستمتاع بحاضره... أي بحياته, وبالتالي يؤثر علي أدائه في كل جوانبها العاطفية والاجتماعية والعملية. ويحدد العلم الحديث أين ينتمي الشخص زمنيا بالآتي: * أسير الماضي.. مشيته ثقيلة وبطيئة, لديه انحناء في الظهر أو قتب, شارد يميل للسرحان, يفضل وضعية الإيد عالخد, يعاني غالبا من أمراض الرقبة والظهر المزمنة لأنه بالفعل يحمل ماضيه علي أكتافه * أسير المستقبل.. عكس الشخص الأول تماما, سريع الخطي, متعجل دائما, سريع الحركة, متلهوج في كلامه وتناول طعامه وقيادته للسيارة, يشعر دائما أن الوقت لا يكفي, يصاب غالبا بأمراض القولون العصبي والتوتر. * أسير اللحظة يعيش اللحظة.. هو شخص مشرق مبتسم سعيد, اجتماعي محبوب وعلاقاته جيدة, منتج وناجح في عمله, يستمتع بكل ما يؤديه مهما كان بسيطا حتي تناول طعامه هو متعة. بالطبع هذا الشخص الأخير الذي يعيش اللحظة هو حلم كل إنسان, ولكي تصبح هذا الشخص عليك: 1- ارسم خطا يعبر عن النسبة التي يمثلها كل زمن في حياتك: الماضي والحاضر والمستقبل( كي تخلق وعيا جديدا) 2- استحضر دافعا للتغيير.. إذا لم تجد دافعا حقيقيا لتغير نسبة الزمن ولتعيش اللحظة فلا ضرورة للباقي, لأن الدافع للتغيير شرط أساسي. 3- حفز نفسك بطرح الأسئلة كي تعرف دافعك: ما هي نيتك ؟ ما أهمية أن تعيش اللحظة ؟ ما فوائد أن تعيشها؟ 4- خذ القرار.. ارسم خطا جديدا يمثل نسب الزمن التي ترغب في العيش فيها, النسبة المثلي هي70% للحاضر و20% للمستقبل من أجل التخطيط له و10% للماضي إما للاستفادة من دروسه أو لاسترجاع ذكريات جميلة. 5- خطوات العمل.. جسد النسبة التي اخترتها للحاضر في صورة رمزية لتثبيتها في ذهنك, يمكن أن تختار لها صورة عملات ذهبية مثلا, أو بالونات أو تلال رملية, بعض الناس يفضلون استحضار صورة أو إحساس. 6- الاستمرار.. استمر في التدرب يوميا علي عيش اللحظة بأن تعد نعم الله عليك وتحصيها وتستمتع بوجودها, درب نفسك أيضا علي استخدام حواسك كلها, ستكتشف أنك أهملت كثيرا منها مثل الشم واللمس والتذوق, استمع إلي موسيقي جميلة, تذوق طعامك علي مهل, استمتع باكتشاف ملمس الأشياء من حولك. 7- التحرر من ماض أليم.. أثناء التحرر من الماضي ستصادفك عقبات مثل مواقف مؤلمة أو محرجة تعرقلك وتسجنك, تدرب علي التخلص منها بخيالك, نعم الخيال مفيد جدا في مواجهتها وله مفعول السحر: تخيل أنك تستعيد شريط حياتك كأنك تشاهده من بعيد, عند المشهد الأليم أوقف الشريط, تأمله كأنك مجرد مشاهد تشاهد بعين الحكمة, أفرغه من المشاعر المتأججة, تعلم منه وأدر الشريط( طبعا في حالات المواقف شديدة الإيلام يحتاج الشخص إلي متخصص لمساعدته). 8- المتابعة.. حتي تضمن أن يثبت التغيير الذي أحدثته, لابد من حصولك علي دعم, ليس أفضل من صديق أو أحد من أفراد أسرتك أعلمه بنيتك ومشروعك واطلب منه متابعتك يوميا. 9- التعديل والنجاح.. لو استطعت العيش في الحاضر بالنسبة التي قررتها له لمدة أسبوع كامل, هنئ نفسك, أنت علي الأغلب نجحت.