شهدت أسواق بورسعيد خلال الأسابيع الأخيرة انفراجة تجارية ملحوظة تزامنت مع بداية حركة البيع والشراء لملابس الموسم الشتوي الجديد; حيث استقبلت المدينة الحرة مئات الرحلات المنظمة من جانب مواطني المحافظات الأخري وقطاعات طلاب المدارس والجامعات والنقابات والأندية والعاملين بالشركات والمؤسسات والهيئات العامة والذين حضروا للتسوق بأسواق المدينة التجارية الشعبية المتمركزة في قلب حي العرب وبشوارع التجاري والحميدي والشرقية. واستحوذت أسواق الملابس المستعملة( البالة والاستوك) علي اهتمام الغالبية العظمي من الزائرين علي الرغم من الارتفاع الذي طرأ علي أسعار معروضاتها بالنظر للأسعار التي سادت خلال السنوات الماضية. ووسط ارتياح العاملين بأسواق المدينة الحرة ومنظومة الاستيراد المعروفة للبضاعة المستوردة برسم المنطقة الحرة أعرب بعض التجار عن مخاوفهم من مخاطر عدم الحفاظ علي الانتعاشة التجارية الحالية والتي تصل لذروتها أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع ويتوقع بلوغها معدلات جيدة مع نهايات ديسمبر الجاري وحلول أعياد الميلاد المجيدة.. ونقل التجار شكاواهم لقيادات الغرفة التجارية للنظر في إزالة أسباب تلك المخاوف ومعظمها يتعلق بالأوضاع السائدة بالمنافذ الجمركية التي شهدت تكدسا لسيارات المواطنين العائدين لمحافظاتهم بعد انتهاء رحلات التسوق بالمدينة الباسلة. وداخل أسواق المدينة ومنافذها سجلت( الأهرام المسائي) حقيقة الأوضاع الحالية لحركة التجارة بالمدينة الحرة; حيث يؤكد خليفة أبو رحاب( تاجر) أن الحفاظ علي معدلات الإقبال الحالي علي بورسعيد وأسواقها أمر مهم جدا لإنقاذ العاملين في مجال التجارة والاستيراد من المصير المظلم الذي ينتظرهم جميعا خاصة بعد الارتفاع الكبير في أسعار العملات الحرة التي يجري التعامل علي أساسها في كل عمليات الاستيراد لجميع البضاعة الواردة برسم المنطقة الحرة.. وإذا كانت قيادات بورسعيد السياسية والشعبية تطالب التجار والباعة بالمعاملة الطيبة للزائرين والوافدين فإن تلك القيادات مطالبة في المقابل بتسهيل مهمة دخول وخروج هؤلاء الزائرين بمنافذ بورسعيد الجمركية المختلفة ومعاملتهم معاملة طيبة. أضاف سمير النبوي( تاجر) أن الانتعاشة الحالية للحركة التجارية بأسواق بورسعيد لم تصل للمستوي المأمول من جانب آلاف المستوردين والتجار الساعين لتصريف مالديهم من مخزون هائل تراكم علي مدار السنوات الماضية وحالت الظروف السياسية والأمنية دون استعادة المنطقة الحرة لنشاطها.. ولكنها في المقابل بداية جيدة وبالإمكان البناء عليها للحفاظ علي معدلات إقبال جيدة ثابتة علي أسواق المدينةوأضاف النبويأن مسئولي الغرفةالتجارية والمحافظة ونواب بورسعيد مطالبون باستثمار الحالة التجارية التي تشهدها بورسعيد أيام الخميس والجمعة والسبت لإعاده تسويق بورسعيد والترويج لإمكاناتها الكبيرة. من جانبه جدد محمد عبد الفتاح المصري رئيس مجلس الغرفة التجارية ببورسعيد دعم الغرفة لجميع العاملين بمجال التجارة بالمحافظة لاستعادة العصر الذهبي للتجارة وتنشيط عوائدها بمايصب في النهاية في مصلحة التجار والمجتمع البورسعيدي بأسره.. وقال المصري إن اجتماعات مجلس الغرفة مع اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد للنظر في كل الأوضاع التجارية السائدة بالمحافظة لا تنقطع من أجل مواجهة التأثيرات السلبية لتراجع الحالة التجارية والعودة بها لما كانت عليه بسرعة مع تخطي كل تداعياتالحالة الاقتصادية وتراجع الاستيراد والارتفاع الحالي لأسعار الدولار واليورو. وأضاف أن الاجتماع الأخير لمجلس الغرفة مع محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان والذي حضره نواب المحافظة وقيادات الأمن والجمارك والمالية وأمن المواني أسفر عن العديد من القرارات المهمة الخاصة بتنظيم العمل بالمنافذ الجمركية( الجميل والرسوه); حيث تم الاتفاق علي زيادة حارات الانتظار للسيارات الخاصة والأجرة للمغادرين لتقليل زمن الانتظار والتفتيش من جانب رجال الجمارك ومن ثم ترك انطباع جيد أخير لدي الزائر في نهاية زيارته لبورسعيد, كما تم الاتفاق علي تنظيم عملية التفتيش نفسها وقصرها علي موظفي الجمارك في حضور مندوبي أمن المواني لتسهيل العمل والإسراع بمغادرة الزائرين علي أن يجري تكثيف وإدارة العمل ولجان الإشراف بالمنافذ في أيام الإجازات الأسبوعية والمواسم والأعياد لمواجهة الإقبال المتوقع في تلك الأيام والمناسبات.. وقال المصري إن الانتعاشة الحالية مرشحة للاستمرار بل والزيادة إذا ماجري تفعيل قرار رئيس الوزراء بشأن إعفاء مشتريات الزائر لحد400 جنيه سنويا علي مرتين. من جانبه أكد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد أن الانتعاشة الحالية لحركة التجارة ببورسعيد هي نتاج طبيعي لتضافر جهود المحافظة والغرفة التجارية والجهات الأمنية والجمركية المختصة بالآونة الأخيرة مشيرا لدور العاملين في مجال التجارة للحفاظ علي تلك النتائج الجيدة خلال الأسابيع والشهور المقبلة وقال إنه أصدر توجيهات بتشكيل لجنة من المحافظة والغرفة التجارية وأمن الموانئ والجمارك يكون اختصاصها تيسير أمور الضيوف القادمين إلي بورسعيد وحسن معاملتهم ومتابعة الشكاوي الواردة بشأن المنافذ الجمركية والتصدي لها والقضاء علي أسباب حدوثها للحفاظ علي انطباعهم الطيب عن بلدنا الغالية بورسعيد ولتعود المدينة الحرة إلي عصرها الذهبي وهو ما يصب في مصلحة التاجر والمدينة معا.