ودعت ثلاث محافظات بالصعيد جثامين8 من أبنائهم الذين استشهدوا في كمين الغاز بسيناء إثر عمل إرهابي خسيس علي إحدي نقاط التأمين التابعة للقوات المسلحة بشمال سيناء راح ضحيته8 من أبطال القوات المسلحة, ففي أسيوط اكتسي المطار الدولي بالحزن لحظة وصول جثامين الشهداء وامتزجت صرخات أهالي وأقارب وجيران الضحايا الذين جاءوا من مراكز وقري أسيوط لاستلام جثامين ذويهم لنقلها إلي مثواها الأخير بمدافن عائلاتهم. وفي مشهد مؤثر وقف الجميع يذرفون دموع الألم علي فقدان ذويهم وتطور الأمر بعدما تعرض بعض أهالي الضحايا لنوبات صرع وحالات إغماء ونجحت الأطقم المرافقة لسيارات الأسعاف في التدخل لعلاج المصابين من أهالي الضحايا. وكان في استقبال الجثامين المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط والعميد أسامة البدري المستشار العسكري للمحافظة والمهندس محمد عبد الجليل السكرتير العام للمحافظة وأعضاء مجلس النواب والأنبا يوأنس مطران الأقباط الأرثوذكس بأسيوط والشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف ومحمد فؤاد وكيل وزارة التضامن الاجتماعي. ومازال أهالي قرية رياض يتذكرون الليلة الحزينة التي عاشها الجميع لحظة وصول سيارة الأسعاف التي كانت تقل جثمان الشهيد محمود السيد علي حيث خرجت القرية عن بكرة أبيها رجالا وشيوخا وشبابا وأطفالا واصطف الجميع علي جنبات الطريق وشاركهم في مراسم تشييع الجثمان أهالي القري المجاورة. وقال أحمد السيد شقيق الشهيد محمود السيد إن شقيقه عاش مكافحا وكان حريصا علي استكمال تعليمه وبالفعل حصل علي ليسانس الحقوق وهو الشقيق الكبير والعائل الوحيد للأسرة عقب وفاة والدهم منذ عامين وكان يدخر من قوت يومه للإنفاق علي الأسرة. وأضاف أن الشهيد تحمل المسئولية واعتبر نفسه أبا لنا وكان بارا بأمه المريضة التي لم تتمالك نفسها منذ سماع خبر استشهاده لتزداد مرضا علي مرض خاصة أننا لا حول لنا ولا قوه وليس لنا أي مصدر دخل ومنذ أن علمنا بخبر استشهاده من التليفزيون والبلد والجميع في هم وحزن خاصة أنه كان مسالما. وقال عمرو عاطف صديق الشهيد إن محمود كان يترقب مرور الأسبوع الأخير المتبقي له في الخدمة حتي يتسني له إنهاء خدمته الوطنية والخروج للبحث عن عمل يوفر من خلاله حياة كريمة لأسرته وأضاف أنه كان يحلم بالسفر لتوفير جميع احتياجات أسرته خاصة. وفي الوقت نفسه عاش أهالي قرية بني زيد الأكراد ليلة حزينة خلال الوداع الأخير للشهيد عرفات السيد محمود وخيم الحزن علي الجميع عقب استلام الأهالي لجثه شهيدهم وانطلقوا به نحو مقابر العائلة في مشهد جنائزي مهيب تحيطه صرخات وعويل أسرته لإلقاء نظرة الوداع عليه. وأكد عبد الرحيم محمود عم الشهيد أن عرفات أكمل تعليمه وحصل علي ليسانس الحقوق من جامعة أسيوط وكان من خيرة شباب العائلة بل والقرية بأكملها ويوم الحادث تحدث مع والده قبل استشهاده بدقائق وقال له أنه يستعد لإنهاء أوراق الخدمة وسيأتي إلي أسيوط يوم الأحد المقبل وأطمئن علي جميع أفراد أسرته فردا فردا وكأنه يودعهم. وأضاف أن عرفات كان يحرص علي صلة الرحم حيث كان يقوم عقب حصوله علي الإجازة بالمرور علي كل أفراد العائلة والأقارب للاطمئنان عليهم وهو اصغر أشقائه الثلاثة وكان لديه طموح كبير في إقامة مشروع خاص به يتمكن من خلاله بدأ حياته ولكن الله اختاره ليكون شهيدا. وفي قرية نزلة باخوم التابعة لمركز ساحل سليم لم يختلف الحال كثيرا فالمشهد كان مؤلما للغاية بعدما خرج مسلمو وأقباط القرية لتوديع جثمان الشهيد فادي فايق حنا الذي راح ضحية الغدر حيث امتزجت دموع أهالي القرية الذين اصطفوا علي جانبي الطريق لتوديع جثمان الشهيد. وقال روماني كميل أحد أصدقائه الشهيد أن فادي التحق بجامعة أسيوط وحصل علي بكالوريوس التربية والتحق بالخدمة الوطنية مباشرة منذ عام تقريبا وكان سعيدا للغاية ويستعد لإنهاء خدمته العسكرية يوم12/1 المقبل أي بعد6 أيام تقريبا ولكن القدر لم يمهله فلقد كان يعد الأيام ليخفف الضغط عن كاهل الأسرة التي يرعاها والده الذي يعمل موظفا بالوحدة الصحية بالقرية وكان فادي أكبر أشقائه ولديه شقيق آخر يدعي فريد وهو مجند حاليا بالقوات المسلحة وكان فادي يستغل فترة الأجازة في خدمة جيرانه وأقاربه من خلال الالتحاق بخدمة الكنيسة شماس وكان بارا بأسرته ويطلق عليه الجميع لقب فادي خادم الجميع. وفي مدينة أسيوط استقبل أهالي الوليدية جثمان الشهيد مايكل كارمي نخنوخ الذي اغتالته يد الخسة بحزن شديد حيث خرج الأهالي في مشهد مهيب يتقدمه جثمان الشهيد وسط العديد من الهتافات والصرخات التي امتزجت بدموع الحضور وبانهيار شديد ودموع حارقة. تحدث جون سامح- صديق الشهيد- قائلا: إننا نحتسب مايكل شهيدا عند الله حيث انه كان من خيرة الشباب من حيث الالتزام أخلاقيا بارا بوالديه وحنون علي أشقائه يتسامح في حقه كثيرا ولا يضمر الكراهية لأحد وفي محافظة سوهاج جاءت مراسم تشييع جثمان الشهيد غانم العريان صموئيل ابن قرية الشيخ مرزوق بمدينة البلينا الذي استشهد خلال الهجوم الارهابي علي كمين الغاز بالعريش وهو يؤدي واجبه الوطني والتي شارك فيها أبناء القرية من المسلمين والأقباط بدأت الجنازة بخروج أهالي القرية المسلمين قبل الأقباط حاملين جثمان ابن قريتهم البطل إلي مثواه الأخير بعد أداء مراسم قداس الجنازة بكنيسة القرية مرددين الهتافات المنددة بالإرهاب وطالبوا بالقصاص الرادع من الإرهابيين وعيونهم تزرف بالدموع علي ابن قريتهم الذي ضحي بحياته من أجل الوطن وتعالت هتافاتهم ضد الإرهاب الأسود الذي يريد ضرب أمن واستقرار الوطن مطالبين بالقصاص ممن تلوث أيديهم بدماء أبنائهم الشهداء. ويقول والد الشهيد العريان صموئيل جزار انني فقدت ابني ونور عيني وساعدي الأيمن الذي لم يفارقني طيلة حياته فقد كان عونا لي في كسب لقمة العيش حتي بعد تجنيده في القوات المسلحة كان يقضي إجازته بالوقوف إلي جانبي وأنا أمارس عملي مشيرا إلي انه لديه أربعة أبناء هم منصور وروماني وشنودة ومينا وابنة واحدة شادية إلا أن غانم كان أقربهم إلي قلبه وأكد نصري فتوح من أبناء القرية أن غانم تمتع بالسيرة الحسنة وكانا محبوبا من أهالي القرية لشهامته ورجولته حيث نشأ في أسرة فقيرة وتحمل المسئولية منذ صغره لتدبير نفقات الأسرة المكونة من والده ووالدته وخمسة أشقاء وكان الآلاف من أهالي قرية الشيخ مرزوق بمركز البلينا قد شيعوا جثمان الشهيد غانم العريان صموئيل عقب وصوله علي متن طائرة عسكرية إلي مطار سوهاج الدولي حيث كان في استقباله العميد محمد الملثم نائبا عن محافظ الإقليم الدكتور أيمن عبد المنعم والمستشار العسكري للمحافظة العميد نبيل شحاتة. وفي أسوان لم تكن الجنازة العسكرية التي شهدتها المحافظة أمس في وداع شهداء الوطن الثلاثة بشمال سيناء يوم الخميس الماضي مجرد تشيع للجنازة فقط ولكن كانت بمثابة رسالة قوية ومباشرة وجهها أهالي المحافظة بأن مصر ستظل قوية وصامدة حتي يجتز هذا الإرهاب من جذوره الشيطانية. وكانت جثامين الشهداء الثلاثة أحمد عبد الحكيم أبو بكر وعمرو وطني أحمد وإسلام محمد سيد قد وصلت إلي مطار أسوان ظهر أمس ملفوفة بعلم مصر حيث كان في استقبالها اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان واللواء مجدي موسي مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن والعميد أشرف ماهر قائد قطاع أسوان العسكري بالإضافة إلي القيادات العسكرية والأمنية وأدي الجميع صلاة الجنازة في ساحة المطار وسط حضور الآلاف من المواطنين وأهالي الشهداء. وعقب وصول جثمان كل شهيد إلي قريته كان آلاف آخرون من الأهل في انتظاره ففي نجع الحج علاب بمنطقة الجزيرة بأسوان اتشحت السيدات بالسواد واصطف الكبار و الأطفال خارج النجع ليزفوا جثمان الشهيد أحمد عبد الحكيم إلي الجنة حيث وري جثمانه الطاهر الثري داخل مدافن الجزيرة. وقال أحد أصدقاء الشهيد إنه تخرج من معهد اللاسلكي و كان نعم الصديق والأخ الذي نجده دائما في وقت الشدائد كما أن الشهيد قد سبق وأن نجا من عملية إرهابية منذ شهور في أحد الكمائن بشمال سيناء وهاهو ينال الشهادة التي كان يتمناها في المرة الثانية. وأضاف أن أحمد كان من المفترض أن يحصل علي إجازة من وحدته العسكرية لحضور حفل زفاف ابن خالته خلال أيام ولكن القدر لم يمهله. ومن الجزيرة إلي منطقة الحكروب حيث تم دفن جثمان الشهيد إسلام محمد سيد بمدافن المطحن لم يختلف المشهد كثيرا فكان الآلاف أيضا في انتظار جثمانه ومنهم من يعرفه ومنهم من لا يعرفه مرددين هتافات إلي الجنة يا شهيد. ورغم حالته النفسية المنهارة إلا إن والده تحدث بصعوبة قائلا الحمد لله قدر الله و ما شاء فعل ولكن الفراق صعب علي فلم يبق لي في الدنيا سوي ولدين. ومن الحكروب إلي نجع الحجر بقرية الكوبانية بغرب النيل كان المشهد حزينا خاصة وأن الشهيد كان خير سند لوالده الذي يعمل بمصلحة الري وقال والده إن الشهيد كان الشقيق الأكبر لأخ وأخت وكان يساعده ويعتمد علي نفسه منذ صغره بالعمل تارة سباكا وأخري بإحدي ورش تصنيع الألوميتال.