ودعت أسيوط أمس جثامين شهدائها الثلاثة الذين لقوا مصرعهم غدرا خلال المظاهرات السلمية التي شهدتها محافظة أسيوط أول أمس. حيث امتزجت دموع وصرخات وآهات أهالي مدينة أسيوط ومراكزها والقري التابعة لها في الموكب الجنائزي المهيب الذي شهدته مراسم تشييع الشهداء الثلاث حيث خرجت كل جنازة بمفردها وأصعب المشاهد كانت خلال نقل الشهيد محمد ناصف شاكر إلي مثواه الأخير في مدافن العائلة بقرية نجع سبع حيث كان المشهد مؤثر للغاية فالرجال والشباب يذرفون الدموع والسيدات يصرخن بحرقة والأهالي يتساقطن علي الأرض من شدة الحسرة علي فقدان الشهيد الذي راح فداء واجبه الوطني. وبانهيار شديد ودموع حارقة تحدث أحمد محمود صديق الشهيد قائلا إننا نحتسب الفقيد شهيدا عند الله فهو كان يؤدي واجبه تجاه وطنه وانه كان من خيرة الشباب ووالده أستاذا بجامعة أسيوط وكان ملتزم دينيا وأخلاقيا بارا بوالديه يتسامح في حقه كثيرا ولا يضمر الكراهية لأحد وهو ما جعل كل من حوله يتعلق به كثيرا خاصة وانه كان ودودا يسعي دائما إلي صله الرحم من حيث زيارة جميع أصدقائه وأشقائه وأقاربه وذلك للحفاظ علي حلقة التواصل فيما بينهم. هذا بالإضافة إلي سعيه الدائم في أعمال الخير دون أن يشعر به احد. وشيع جثمان الشهيد في مشهد جنائزي مهيب ضم جميع أهالي قرية نجع سبع والقري المجاورة لها. ولم يختلف الوضع كثيرا في جنازة الشهيد محمد عبد الحميد حيث خرجت الجنازة من مسجد مكة بوسط مدينة أسيوط وتوجهت إلي مقابر العائلة بمنطقة عرب المدابغ وسط صرخات وآهات الأهالي الذين أعتصرهم الألم والحزن علي وداع الشهيد ومقتله علي يد هؤلاء البلطجية والخارجين عن القانون الذين لا يعرفون الرحمة وخلال مراسم تشييع الجنازة ألتف المئات من شباب الثورة حول الجثمان يهتفون ضد الرئيس مرسي وعشيرته ولكن أقارب وأهالي الشهيد رفضوا بشدة استغلال ذلك الموقف المهيب في المواقف السياسية وطلبوا من الجميع الرحيل وهو ما استجاب له علي الفور الشباب الثائر وغادروا المكان علي الفور. وجاء المشهد المأساوي الثالث في جنازة الشهيد أبانوب عادل والذي لقي مصرعه أيضا بنفس سبب الوفاة بطلقة في الرأس حيث خرجت مدينة أسيوط عن بكرة أبيها رجالا ونساءا شيوخا وشبابا وحتي الأطفال الصغار واصطف الجميع علي جنبات الطريق أمام كنيسة القيامة وشاركهم في مراسم تشييع جثمان الشهيد أهالي منطقة غرب البلد وأتشح الجميع بالسواد وامتزجت صرخاتهم ودموعهم حسرة علي فراق ابنهم الذي راح ضحية الغدر. وأكد محمود سيد ناشط سياسي أن أسلوب قتل شهداء أسيوط الثلاثة لم يختلف كثيرا عن أسلوب قتل المتظاهرين في ميدان التحرير حيث توفي الشهداء الثلاثة أثر إصابتهم بطلق ناري بالرأس قضي علي حياتهم في الحال وهو ما يشير إلي استخدام ذات الأسلوب الذي كان يستخدم في ميدان التحرير علي يد مجموعة من القتلة المحترفين والتي يؤكد الجميع أنهم كانوا من الأخوان المسلمين. وعلي الجانب الآخر أصدر حزب الوفد باسيوطبيانا أعلنوا خلاله تحميل جماعة الأخوان المسلمين والجماعة الإسلاميةسقوط قتلي وجرحي من الشباب الثائر الذي كان سلاحه الهتاف ولا يحمل إلا علم مصر. رابط دائم :