تلقت الأهرام المسائي أمس اتصالا هاتفيا من الدكتور عبدالفتاح البنا أستاذ ترميم الآثار بكلية الآثار بجامعة القاهرة أشار خلاله إلي وجود قطع أثرية قال انها نتاج السرقات التي تعرضت لها مواقع اثرية في الفترة الأخيرة بمنطقة الهرم وعلي الفور توجه الأهرام المسائي إلي الفيلا رقم(5) الكائنة بشارع حدائق الأهرام وأثناء وجودنا قابلنا الدكتور عبدالفتاح البنا ومجموعة من شباب الأثريين طلاب وخريجي كلية الآثار وعاملين بالمجلس الأعلي للآثار وهم يمثلون لجانا شعبية للحفاظ علي الآثار والمناطق والتلال والمخازن الأثرية. وقال الدكتور عبدالفتاح البنا إنه قام بابلاغ مجموعة الشباب فكان رأيهم التوجه إلي هذا المكان للتأكد من صحة هذه المعلومات وبالفعل أستقلوا سيارة ميكروباص بها(22) فردا وأنتظروا بعيدا عن الفيلا وأقترحوا علي الدكتور عبدالفتاح مقابلة صاحب الفيلا للسؤال عن ماهية هذا المكان, ولمن تؤول ملكيته وعندما طرق الباب خرجت الخادمة فطلب منها مقابلة صاحب الفيلا فأفادته بعدم وجود أحد بالفيلا إلا أن شباب اللجان الشعبية أصروا علي الدخول نتيجة تأكيد أهالي المنطقة لهم بتهريب حقائب آثار. أضاف أن الخادمة قامت بالاتصال بشخص يدعي أمير عبدالحميد وأبلغته بوجود مجموعة من الشباب يريدون اقتحام الفيلا وتفتيشها علي الفور توجه هذا الشخص إلي مقر الفيلا وقابل الدكتور عبدالفتاح البنا حيث أفاده بأنه كان يعمل بمركز البحوث الأمريكية لكنه علي المعاش حاليا, وقدم نفسه علي أنه وكيل أعمال صاحب الفيلا الدكتور مارك ليز وهو أجنبي. كما أن هذه الفيلا مملوكة لشركة تحت التأسيس تابعة للمجتمع المدني وأن هناك طلبات كثيرة في وزارة التضامن والعدالة الاجتماعية والخارجية للحصول علي الموافقة علي انشاء الشركة إلا أنهم لم ينتهوا من الاجراءات حتي الآن. وقال البنا: علي الرغم من أن هذا النشاط طبقا لكلامه أنهم كانوا يعملون منذ10 سنوات في مقر آخر بنفس الشارع في العقار رقم(4) لكنه ايجار أما بالنسبة لهذه الفيلا فهي تمليك حيث تم شراؤها من ورثة مصطفي النحاس باشا. أضاف أن أمير عبدالحميد قام بتذكيره أنه كان ضمن اللجنة الدائمة لمباني غير آيلة السقوط لمحافظة الجيزة وأن هذا المبني تم تسجيله بالفعل بعدم هدمه أو التغيير فيه, وناشد البنا الأجهزة الأمنية الموجود في البلد لحماية التراث المصري وتاريخه في غيبة من القانون ورجال الحماية التقليديين للوقوف مساندين لهذه القضية التي تبدو في ظاهرها أنها عمل مشروع ولكنها في حقيقتها أوسع مسارح تجارة الآثار في شكل خفي. مطالبا الحكومة المصري باستعادة الفيلا الخاصة بزوجة الزعيم مصطفي النحاس كتراث معماري فريد وضمها لمنظومة الثقافة في مصر لكي تحكي حقبة مهمة في التاريخ المصري المعاصر كما اننا لانقبل بأي حال من الأحوال أن تكون تحت يد أجنبية يستهان فيها بالتراث والحضارة المصرية, وأتهم الدكتور البنا وكيل أعمال مالك الفيلا بطلب تلميح رشوة مقابل الانصراف من المكان. وقال حسام محمد عبدالفتاح خريج آثار وأحد شباب اللجان الشعبية لحماية الآثار جميع القنوات التليفزيونية تحدثت عن هذا المكان وزعموا وجود آثار به بالاضافة إلي ان اذاعة ميدان التحرير أعلنتا هذا الكلام علينا يفيد بأن البعثة الاجنبية خرجت من الفيلا بحقائب كبيرة بها آثار وأستقلوا ميكروباصا لتهريب هذه الآثار. وأضاف أن هؤلاء الشباب توجهوا علي الفور إلي قسم شرطة الهرم لعمل محضر رسمي لاثبات تهريب الآثار وقيد المحضر برقم3529 لسنة2011 اداري الهرم. وقال محمود صبح فرج خريج آثار: أثناء حضورنا إلي الفيلا فوجئنا بوجود سلم خشبي متحرك خلف الفيلا يتم من خلاله تهريب الآثار. وعند سؤالنا لاصحاب المكان أتهمونا بأننا نريد التهجم علي المركز لسرقة محتوياته فتحدثنا معهم مرة أخري وبالفعل توجه الدكتور عبدالفتاح السيد ومحمد اسكندر إلي داخل المركز وتحدثوا معهم وسألوهم عن وجود آثار مشتبه فيها أفادوهم بعدم وجود أي شيء إلا أنهم فوجئوا بخروج مجموعات من الأجانب بشنط كبيرة فعرضنا عليهم التفتيش فرفضوا وقالوا لهم إن الشرطة هي التي من المفترض ان تقوم بعملية التفتيش إلا أن الشرطة منعت التفتيش. وطالب بفرض حراسة من الجيش والشرطة وتفتيش المكان للتأكد من صحته وهل له ترخيص أم لا وهل توجد به قطع أثرية أم لا خاصة وأنهم يعملون في الخفاء. وشدد محمد فولي امام ومصطفي محمود حسن مجموعة شباب اللجان الشعبية لحماية الآثار علي محاسبة جميع الفاسدين في وزارة الدولة لشئون الآثار واقالة الدكتور زاهي حواس وتوفير عدالة تعيين أوائل وخريجي كلية الآثار. الأهرام المسائي قررت الخوض في مغامرة صحفية وأثناء دخولنا وجدنا أن الفيلا مكونة من طابقين وبها حديقة كبيرة ومزودة بمكتبة علمية وغرفة محاضرات بأحدث الاجهزة وقابلنا الدكتور مارك ليزمالك الفيلا الذي اصطحبنا إلي الجلوس في الحديقة وسألناه عن طبيعة عمل المكان أفادنا بأنه مركز بحوث آثار ومدرسة للحفائر ويعمل منذ عامين بموافقة من المجلس الأعلي للأثار ووزارة الثقافة كما أن المجلس يقوم بالاشراف علي كل الأعمال ونقوم بكتابة تقارير رسمية عن هذه الاعمال ونقدمها للمجلس الأعلي للآثار, ويتم عمل نشرات دورية وطباعة كتب. وقال مارك إنه سمع بالأمس من أهالي المنطقة أن الفيلا التي يمتلكها بها آثار وشاهد مظاهرة أمام المركز بقيادة الدكتور عبدالفتاح البنا مطالبين بتفتيش المكان وهتافات كثيرة تندد بأنه شريك لزاهي حواس. أضاف أنه يعمل في بعثة رسمية منذ سنوات طويلة من خلال وزارة الثقافة والمجلس الأعلي للآثار مشيرا إلي أن ما يفعله هؤلاء الشباب أمر غير مقبول لأننا ليس لدينا آثار نقوم بتهريبها. وفي سؤالنا للدكتور مارك عن وجود ترخيص لهذاالمكان أفادنا بأنه في انتظار موافقة المجلس الأعلي للأثار ووزارة الثقافة. وعن الحقائب الخارجة من الفيلا قال إنها مجرد ساندويتشات. ومن جانبه أكد أمير عبدالحميد وكيل أعمال مالك الفيلا أن سبب هذه المشكلة هو الدكتور عبدالفتاح البنا نظرا لأنه كان ضدهم في لجنة مشكلة بقرار من محافظة الجيزة لتحديد مدي تاريخية هذه الفيلا واذا كانت ملك النحاس باشا بالفعل أم لا خاصة وأن العقود تثبت أن النحاس باشا ليس له علاقة بهذه الفيلا.