سيمنز الألمانية تكشف موعد تسليم أول قطار كهربائي سريع ل مصر    مقتل ضابط ومجندين إسرائيليين خلال معارك شمالي قطاع غزة    قائمة الترجي التونسي لمواجهة الأهلي بإياب نهائي أبطال إفريقيا    الأرصاد الجوية تكشف موعد انكسار موجة الحر    مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية: إنشاء دار للابتكار والمعرفة.. ومجمع ارتقاء للثقافة والفنون    عرض آخر حلقتين من مسلسل البيت بيتي 2 الليلة    رامي رضوان يهنئ زوجته دنيا سمير غانم على فيلمها الجديد روكي الغلابة    أمين الفتوى يوضح أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة: هذا اليوم صيامه حرام    الكشف عن ملعب نهائي دوري أبطال أوروبا 2026    إعلام إسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات شمالي الأراضي المحتلة    برلماني: مصر تمارس أقصى درجات ضبط النفس مع إسرائيل    انتبه- 8 أعراض للسكري تظهر على الأظافر    مراقبة بدرجة أم.. معلمة بكفر الشيخ "تهوي" للطالبات في لجنة الامتحان "فيديو"    كيليان مبابى يتوج بجائزة هداف الدورى الفرنسى للمرة السادسة توالياً    سام مرسي يفوز بجائزة أفضل لاعب في دوري القسم الثاني بتصويت الجماهير    تقارير| بوتشتينو يدخل اهتمامات اتحاد جدة    قيادى بحماس: حملات إسرائيل استهدفت قطر بالأمس القريب واليوم تبدأ على مصر    اتحاد الكرة يكرم حسن وسامي بعد ظهورهما المشرف في كأس الأمم لكرة الصالات    وزير الري يشارك في جلسة "نحو نهج عالمي واحد للصحة" بمنتدى المياه.. صور    وزارة الصحة تقدم نصائح للحماية من سرطان البروستاتا    موعد وقفة عيد الأضحى وأول أيام العيد 2024    6 يونيو المقبل الحكم بإعدام المتهمة بقتل طفلتيها التوأم بالغردقة    ضبط المتهمين باختطاف شخص بسبب خلاف مع والده فى منطقة المقطم    الجارديان: وفاة رئيسي قد تدفع إيران لاتجاه أكثر تشددًا    إقبال متوسط على انتخابات الغرف السياحية.. والقوائم تشعل الخلافات بين أعضاء الجمعية العمومية    وزير التعليم العالي يبحث مع مدير «التايمز» تعزيز تصنيف الجامعات المصرية    رئيس هيئة تنمية صناعة التكنولوجيا: التصميمات النهائية لأول راوتر مصري نهاية العام    تضامن الفيوم تنظم قوافل طبية تستهدف الأسر الفقيرة بالقرى والنجوع    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    وزير الصحة يفتتح الجلسة الأولى من تدريب "الكبسولات الإدارية في الإدارة المعاصرة"    مجلس الوزراء يبدأ اجتماعه الأسبوعي بالعاصمة الإدارية لبحث ملفات مهمة    اتصالات النواب: البريد من أهم ركائز الاقتصاد الوطني وحقق أرباحا بمليار و486 مليون جنيه    السكة الحديد: تخفيض سرعة القطارات على معظم الخطوط بسبب ارتفاع الحرارة    البنك المركزي يكشف عن وصول قيمة أرصدة الذهب لديه ل448.4 مليار جنيه بنهاية أبريل    مسابقة 18 ألف معلم 2025.. اعرف شروط وخطوات التقديم    فرقة طهطا تقدم "دراما الشحاذين" على مسرح قصر ثقافة أسيوط    عاجل..توني كروس أسطورة ريال مدريد يعلن اعتزاله بعد يورو 2024    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    التصريحات المثيرة للجدل لدونالد ترامب حول "الرايخ الموحد"    أبرزهم بسنت شوقي ومحمد فراج.. قصة حب في زمن الخمسينيات (صور)    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    واشنطن بوست: خطة البنتاجون لتقديم مساعدات لغزة عبر الرصيف العائم تواجه انتكاسات    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    للمرة الأولى منذ "طوفان الأقصى".. بن جفير يقتحم المسجد الأقصى    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    حفظ التحقيقات حول وفاة طفلة إثر سقوطها من علو بأوسيم    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    مصر والأردن    لأول مرة .. انعقاد مجلس الحديث بمسجد الفتح بالزقازيق    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    إنبي: من الصعب الكشف عن أي بنود تخص صفقة انتقال زياد كمال إلى الزمالك    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان الكبير جميل راتب يفتح قلبه لالأهرام المسائي:
الشعب المصري قاد الثورة والمثقفون ساروا في ركبه

داخل منزله بالزمالك يجلس الفنان الكبير جميل راتب علي مقعده المفضل يرتشف مشروبه, محاولا أن يتمسك بهدوئه المعتاد, وذلك بعدما أغضبه حالة الصخب والصوت العالي الذي يحدثه بعض العمال نظرا لأعمال الصيانة التي تجري في الشقة المجاورة له ليعكروا صفو هذا المكان الهادئ الراقي الذي اعتاد عليه النجم الكبير.
في ظل هذه الأجواء التقت جريدة الأهرام المسائي بالجميل جميل راتب, لينسي كل هذه الهموم بمجرد أن بدأ في سرد ذكريات مشواره الفني الطويل الذي توجته ادارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي بالتكريم في الدورة ال23 التي انتهت منذ أيام قليلة, حيث يحكيلنا جميل راتب عن أعماله في المسرح الفرنسي حيث كان عضوا في العديد من الفرق المسرحية وشارك في اكتشاف عدد من أهم صناع المسرح في العالم مثل يوجين يونسكو وجان انوي, وصامويل بيكيت ثم انتقل الي اهم فرقة مسرحية في فرنسا وهي الكوميدي فرانسيز, جميل راتب الارستقراطي ارتبط بالمجتمع وتعلم أن الفنان له دور ثقافي واجتماعي مهم بعد أن عمل في سوق الخضار في فرنسا وتواصل مع الطبقات الاجتماعية البسيطة وعندما عاد الي مصر خطفته السينما والتليفزيون وقدم اعمال مسرحية قليلة.
ما شعورك بعد تكريمك في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي؟
شرف كبير لي أن يحتفي بي مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي بعد عودته وإن كنت أري أن هناك الكثير من المسرحيين الذين يستحقون التكريم ربما أكثر مني حيث أن لهم باع طويل في المسرح المصري, لأنني لم أقدم تجارب كثيرة في المسرح المصري علي عكس رصيدي المسرحي الكبير في فرنسا, ولم يحالفني الحظ بالمشاركة في الدورات السابقة من المهرجان التجريبي.
متي بدأت رحلتك مع التمثيل في فرنسا؟
سافرت إلي فرنسا في سن العشرين, تحديدا عام5491, والتحقت بمدرسة التمثيل لمدة ثلاث سنوات وحصلت علي الجائزة الأولي في التمثيل, وبدأت العمل هناك قبل حتي أن أتخرج من المدرسة وشاركت في أعمال مهمة, ولم اتوقف عن العمل منذ ذلك الوقت, ولكن البداية كانت مع فرق صغيرة الا انها فرق مهمة كانت تكتشف المخرجين والمؤلفين الجدد مثل يوجين يونسكو فالفرقة التي كنت اعمل معها هي التي اكتشفته, وعملت بالمسرح التجريبي كثيرا مع فرق صغيرة قبل أن انتقل للعمل في المسارح الكبري مع الفرق المعروفة مثل الكوميدي فرانسيز.
كيف كان حال المسرح في فرنسا في هذه الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية؟
كانت هذه الفترة مهمة جدا في تاريخ المسرح حيث ظهر في اعقاب الحرب عدد من المؤلفين الجدد بالإضافة الي المؤلفين الذين بدأوا في شق طريقهم في نهاية الحرب, وازدهرت حركة المسرح بشكل عام والفرق المسرحية, وكان من أهمها فرقة جون فيلار لأنها كانت تقدم الأعمال الكلاسيكية بطريقة جديدة وتعتبر من أشهر الفرق الفرنسية وقتها, واشتركت معهم في مسرحية من تأليف وإخراج جون فيلار, وشاركت بعدها في أعمال اخري كثيرة لنفس الفرقة, كما شاركت في اعمال اخري مهمة مع جان انوي, ويونسكو الذي اكتشفناه في فرقتنا الصغيرة, هذا بالإضافة إلي كثير من المخرجين الذين بدأوا في فرنسا إبان هذه الفترة مثل صامويل بيكيت الذي كتب في انتظار جودو مما دفع بازدهار الحركة المسرحية التي أهتم صناعها بالحالة الإجتماعية والسياسية, وبالنسبة لي حققت استفادة عظيمة من هذه الحالة وعملت مع فرق مختلفة مبتدئة وآخري كبيرة, وكانت أكبر استفادة أني أكتشفت أن الممثل ليس مجرد صورة في الصحف وانما له دورا ثقافيا واجتماعيا مهما, لذلك كان مجهودي يتجه دائما الي القضايا الاجتماعية والسياسية وكنت حريصا علي الاهتمام بها, وهذا فتح الكثير من الابواب في عقلي وزادتني ثقافة.
ومتي عدت الي مصر وكيف اثرت هذه التجربة علي عملك؟
عدت الي مصر في عام1977, وقدمت أول عمل مسرحي مع الراحل كرم مطاوع, وهو أحد أهم مخرجي المسرح قمت معه ببطولة مسرحية دنيا البيانولا وحينها اكتشفت أنه أصبح لدينا مسرحا حقيقيا وأن المسرح المصري اصبح مصريا, فقبل ثورة يوليو1952 كان يوجد مسرح يقدمه عظماء مثل الراحل يوسف وهبي لكنه كان معتمدا علي الأعمال المترجمة من المسرح العالمي ولا توجد اعمال لمؤلفين مصريين, لكن بعد الثورة اختلفت الحياة المسرحية في مصر حيث نشأ كثير من المؤلفين المسرحيين الجدد مثل نعمان عاشور, وميخائيل رومان وغيرهم, والحقيقة أن جميعهم قدموا مسرحا واقعيا يتحدث عن المشاكل المصرية وقضايا المجتمع, لذلك هناك فرق كبير بين شكل المسرح المصري قبل وبعد الثورة, ووجدت أن حركة المسرح في مصر تزدهر ايضا بالمؤلفين الجدد المهتمين بالقضايا الاجتماعية والسياسية وهموم مجتمعهم.
وهل كان هذا التغيير في حركة المسرح المصري هو الدافع الذي شجعك علي الوقوف علي خشبة المسرح؟
لا في البداية لم يكن لدي أية علاقة بالمسرح المصري وعندما عدت الي مصر كنت في أجازة, وحينها عرض علي كرم مطاوع العمل معه في دنيا البيانولا, وكان الراحل صلاح جاهين من اعز اصدقائي وهو الذي قدمني لعدد من المخرجين المسرحين والسينمائين, وعندما بدأت في تقديم اعمال في المسرح كانت اعمالا صغيرة لمدد قصيرة, لأن السينما والتليفزيون ابعداني عن المسرح قليلا, ولكن اكتسبت وقتها من هذه التجارب الانتشار علي المستوي العربي وزيادة اسهمي علي المستوي العالمي, وهي مرحلة مهمة جدا في حياتي لكنها ابعدتني عن المسرح, رغم اني كنت مهتم جدا بالمسرح وفكرة التبادل الثقافي وبما انه كان لدي خبرة في المسرح الفرنسي فقد قدمت أعمالا مسرحية في اطار فكرة التبادل الثقافي, اعمال فرنسية في مصر وأعمال مصرية في فرنسا, وتم تخصيص مهرجان لي تحت عنوان مهرجان الثقافة المصرية استمر علي مدار شهر كامل في فرنسا قدمت من خلاله أعمال سينمائية مهمة ومعارض فن تشكيلي ومسرحية وحيدة وهي شهرزاد لتوفيق الحكيم, التي قدمتها باعداد خاص وكنت اعرف توفيق الحكيم وكان وقتها موجود في باريس اثناء عرض المسرحية, وهي مختلفة تماما عن النص المكتوب, لكنه اعترف انه تقديم جيد لنصه حيث كان يؤمن ان اعماله المسرحية مناسبة للقراءة لكنها لاتلائم خشبة المسرح وقدمتها ايضا في مصر بالعربية والفرنسية في مسرح الهناجر.
هل شعرت بفارق كبير بين العمل علي خشبة المسرح في مصر وفرنسا؟
لم اشعر بفارقا كبيرا لأني عملت مع مخرجين متميزين بحق ولديهم خبرة كبيرة ووعي حقيقي مثل كرم مطاوع ومحمد صبحي, واتمني أن يكون في الاجيال الجديدة مخرجين متميزين مثلهم, المخرجين الجدد ليس لديهم خبرة القدامي بالتأكيد, وصحيح انه يوجد حاليا شباب صاعد بدأ في الظهور علي الساحة لكن الرؤية عنهم لم تتضح بعد, ولابد أن يجتهدوا ويعملوا كثيرا علي أنفسهم لكن الأهم من ذلك هو أن يكون لديهم قدر من الثقافة والتنوير واستيعاب لاحتياجات مجتمعهم.
جيل كرم مطاوع وسعد اردش من المخرجين المسرحين حصل علي منح وبعثات تدريبية في دول اوروبا اثقلت مواهبهم وساعدتهم علي تطوير حركة المسرح, فهل تعتقد ان غياب هذه البعثات الان اثر سلبا علي حركة المسرح في مصر؟
بالتأكيد هذه البعثات لها تأثير كبير علي المسرح, فالمخرج بحاجة لتطوير امكانياته وتبادل واكتساب خبرات مختلفة والتعرف علي حركة المسرح في العالم, ولكن في الحقيقة لا أعلم مدي اهتمام الدولة بهذا الأمر في هذه المرحلة بالتحديد.
ولماذا كانت تجاربك في المسرح المصري قليلة؟
ابتعدت عن المسرح بسبب انشغالي بالعمل في السينما والتليفزيون لأنهما يستهلكان الكثير من الوقت وبالتالي عندما يعمل الممثل في ايا منهما لا يجد الوقت الكافي للمسرح, ولكن لدي تجارب مسرحية مهمة عزيزة علي قلبي منها مسرحية رقصة الموت التي قدمتها باللغة الفرنسية في اطار تجربة التبادل الثقافي مع العظيمة الراحلة سناء جميل في فرنسا وقدمناها في مصر ايضا بالفرنسية وكان من المفترض أن نقدمها باللغة العربية ايضا ولكن واجهنا بعض المشاكل والصعوبات فلم نقم بذلك, بالإضافة إلي مسرحيات آخري مهمة مثل زيارة السيدة العجوز, التي اخرجها محمد صبحي بابداع وقمت ببطولتها امام سناء جميل وهي ممثلة رائعة وحققنا بها نجاحا كبيرا جدا.
هل تقبل الجمهور الفرنسي التجارب المسرحية الجديدة بسهولة؟
تطلب الامر بعض الوقت حتي استطاع المسرح الفرنسي أن يحصد ثمار التجريب, فالجمهور الفرنسي لم يكن علي استعداد للتعامل مع اشكال التجريب لأنه بالنسبة لهم نوعية خاصة جدا وكانت في البداية غريبة عليهم, وفي البدايات كانت الاعمال التجريبية صعبة جدا علي الجمهور مثل أعمال يونسكو علي سبيل المثال, لكن الجمهور تعود عليها مع الوقت واصبح لها أهمية كبيرة.
هل تري أن هناك خللا في دعم الدولة ورعايتها للمسرح والثقافة حاليا؟
بالتأكيد الخلل قائم ليس فقط في دعم الدولة للمسرح فقط ولكن ايضا في دعهما للسينما أيضا, لابد أن تقدم الدولة دعم مادي لبعض الفرق المسرحية التي تستحق الدعم لانها تقدم اعمالا مميزة, ولكن للاسف هذه الحراك والدعم من قبل الدولة غير موجود, لابد من تبادل الخبرات والتجارب مع الخارج, وارسال بعثات مختلفة للتعلم والتدرب, فمثلا الراحل كرم مطاوع تعلم في إيطاليا وقدم تجارب عظيمة في مصر.
هل اهتمت الدولة بالسينما علي حساب المسرح؟
نعم هذا حقيقي, فمثلا في الاوبرا هناك فرق أجنبية تشترك مع نظيرتها المصرية في تقديم عروض معينة لكن بالنسبة للمسرح الدرامي هذا التبادل لا يحدث, بالاضافة الي أن مكاسب التليفزيون بالنسبة للانتاج والممثلين أهم, ولكن علي القول انه مازال هناك بعض المخرجين الذين يقدمون اعمالا تهتم فعلا بالقضايا الاجتماعية والسياسية ولكن مع الاسف التليفزيون اصبحت اعماله شيء فظيع جدا بسبب السعي خلف المكاسب المادية فقط.
وما هي علاقة الفنان بمجتمعه؟
الفنان لابد أن يكون لديه علاقة بالسياسة والمجتمع, وهذا موجود علي مستوي الفنانين الرجال وبعض المخرجين الذين يعملون بهذا المنطق, أما الفنانات فالاغلبية اهتمامهن منصب أكثر علي المظهر, الفنان في المقام لابد أن يكون مثقفا لأنه يستطيع أن يخلق لذاته تفاصيل تساعده علي العمل.
هل تري أن الاحوال المضطربة التي تمر بها البلاد اثرت علي طموح الشباب حاليا وهي السبب في حالة التخاذل واللامبالاة التي اصابت الكثيرين؟
بالتأكيد ما يحدث من حولنا يؤثر علي الشباب وربما يصيبهم بالاحباط, ولكن في نفس الوقت هناك بعض الشباب المتسرع فهناك ممثلين شباب علي سبيل المثال بمجرد أن يحصل احدهم علي دور واحد في مسلسل يتحول وكأنه اصبح نجما كبيرا, رغم انه لا يمتلك الموهبة ولا يسعي للاشتغال علي نفسه لتطوير موهبته ويوسع ثقافته, وربما يكون هناك عدد قليل من الفنانين الشباب الذي لديه ثقافة ووعي حقيقي ولكن بالنسبة للفنانات المعاصرات القليل جدا منهن لديه ثقافة ووعي بالمجتمع, العظيمة محسنة توفيق من اكثر الممثلات الذين عرفتهم ثقافة رغم انها لم تحصل علي ما تستحقه في مجال الفن.
ومن من المخرجين والفنانين المعاصرين تري الذي تري أنه يعبر بأعماله عن قضايا مجتمعه؟
خالد يوسف علي سبيل المثال ويسري نصر الله وأسامة فوزي فهم مخرجين مهمين وقدموا اعمال جيدة رفضها بعض النجوم لانه لم يكن لديهم الاولوية التامة تجاه مجتمعهم, ومن الفنانين الشباب انا معجب جدا بمنة شلبي لانها موهوبة جدا ولديها احساس صادق, ونيللي كريم وإن كنت افضل منة شلبي اكثر, في الرجال ايضا هناك ممثلين متميزين واري أن هناك أمل حقيقي في السينما والتليفزيون ايضا.
علي الرغم من اصولك الارستقراطية الا انك مرتبط بمجتمعك وقضاياه بدرجة كبيرة هل اثر هذا علي اختيارك لأعمالك؟
لا اهتم بفكرة اصولي الارستقراطية علي الاطلاق, وعندما ذهبت الي فرنسا عملت في البداية في سوق الخضار حتي استطيع الحياة هناك, وفي هذه الفترة تواصلت مع وسط اجتماعي لم يكن من الممكن أن اعرف عنه اي شيء ووجدت ان هدفهم مثلي تمام وهو الحصول علي المال الذي يكفل لهم الحياة, وفهمت وقتها الكثير من الامور عن الحياة الاجتماعية وجعلني انظر للعالم بنظرة مختلفة تماما وفتح أبواب في عقلي وافكار عن المجتمع الذي تواصلت معه عن قرب.
وما اكثر شيء يقلقك من بعد ثورة الربيع العربي؟
الشعب المصري, ما يقلقني هو خوفي علي الشعب المصري لأن الحكام لايهتمون بالشعب المصري, وهذا الشعب هو الذي قدم ثورة الربيع العربي وليس المثقفين, فالمثقفين انضموا اليها واتبعوها بعده, الشعب المصري ذكي جدا ربما لايكون مثقفا لكن لديه إحساس بالإنسان, وهو شعب عظيم جدا وانا في انتظاره لكي يكمل طريقه.
هل كنت تتمني تقديم شخصية معينة ولم تتح لك الفرصة علي مدار تاريخك الفني؟
هناك دور نجحت في تقديمه في تونس وهو دور عطيل وكنت اتمني تقديمه في مصر ولكن للاسف لم يحدث ذلك, وبالنسبة للأدوار السياسية فقد شاركت مع المخرج أنور القوادري في اكثر من عمل, وعندما كان يستعد لتقديم فيلما عن جمال عبد الناصر سألني عن الدور الذي اريد المشاركة به والحقيقة ان الدور الذي تمنيته هو دور عبد الحكيم عامر لاني اعتبره شخصية شكسبيرية تراجيدية, ورد علي بأني اكبر سنا من الدور وقدم لي دور الرئيس الراحل محمد نجيب لانه الأقرب لي سنا في ذلك الوقت, ولكن الشخصيات التي تبنيتها فعلا هي عبد الحكيم والرئيس جمال عبد الناصر, ومع ذلك انا سعيد جدا بالأدوار التي قدمتها علي مدار تاريخي واري انها كانت غنية ومختلفة جدا, لان الممثل الذي يشعر بالدور ويعيش فيه مهما اختلفت الأدوار فان متعته في انه يعيش حيوات مختلفة وكثيرة مع هذه الأدوار.
ومن اكثر مخرج شعرت بمتعة حقيقية اثناء العمل معه؟
صلاح ابو سيف, دوري في فيلم البداية علي سبيل المثال كان صعبا جدا وبعد انتهاء تصوير كل مشهد كنت اذهب اليه واسأله اذا كان المشهد جيد ام لا, ويرد بلا اهتمام كويس كويس فأجد نفسي حائرا لا افهم علي أعجبه أدائي ام لا, وعندما بدأ عرض الفيلم في السينما وجدت تمثال لشخصيتي في الفيلم امام دار العرض, ورغم انه في تترات الفيلم كان يسبق اسمي اسماء يسرا واحمد زكي وكنت تقريبا الاسم الرابع الا ان خلفية التتر بالكامل كانت تحمل صورتي منفردا, فقلت له اشكرك علي هذا, فقال لي دة مش انت دة دورك اللي في الفيلم.
ومن الممثلة التي أجبرتك علي التفكير والاستعداد جيدا قبل الوقوف أمامها؟
فاتن حمامة, لانها كانت تهتم بكل التفاصيل وتبحث عن المثالية في كل شيء من ديكور وملابس وتمثيل وغيرها, فقد كانت ممثلة عظيمة ومهمة, واذكر اني في احد المشاهد كنا في سيارة وسألتني سؤال لكني صمت لحظات لأفكر قبل ان اجيب عليها حتي انها قالت لماذا لا ترد فقلت أردت التفكير في الإجابة اولا لان هناك تفاصيل اخري متوقفة عليها.
متي سيتم عرض اخر اعمالك ايير او الامس وماقصته؟
ايير هو اخر افلامي السينمائية من المقرر عرضه في عام2017, وقد بدأ تصويره في شهر يونيو الماضي في المغرب ومازال التصوير مستمرا لكني انتهيت من تصوير دوري وهو دور طبيب, المخرج والممثل الرئيسي فيه من المجر والإنتاج مشترك بين فرنسا والمغرب والمجر وألمانيا والسويد وسيعرض باللغة الفرنسية, وهو فيلم مهم فمخرج ومؤلف الفيلم بالينت كينيريس حصل من قبل علي السعفة الذهبية لافضل فيلم قصير في مهرجان كان السينمائي الدولي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.