العشوائية في الاختيار وقلة الخبرات سحبتا بساط الريادة المصرية للفن المسرحي د. عمرو دواره: الإنتاج العربي أرقي من الإنتاج المصري لأسباب..!! مدير المسرح العائم: لا أحد ينكر تفوق العروض التونسية ولجان التحكيم لها رأي آخر بعد انتهاء الدورة ال 22 من مهرجان المسرح التجريبي وفوز عرض (حقائب) من تونس بجائزة أفض عرض وعدم حصول مصر علي أي جائزة خلال هذا المهرجان، كان لنا أن نتوقف لنتساءل هل مصر عروضها لا ترقي للفوز بجائزة خلال المهرجان التجريبي بالرغم من أن مصر رائدة في عالم الفن? اختلفت آراء المخرجين المسرحيين والنقاد ومديري المسارح حول المهرجانات التجريبية بشكل عام وأسباب عدم فوز مصر بجائزة خلال المهرجان وهل تونس تستحق الفوز بجائزة أفضل عرض? وقال الدكتور عمر دواره: مخرج وناقد مسرحي ومؤسس الجمعية المصرية لهواة المسرح ومدير مهرجان المسرح العربي في القاهرة إن المهرجان التجريبي علي مدار 22 سنة يحتاج لإعادة التقييم وذلك ليس عيباً فالإصدارات التي يصدرها تصل إلي حوالي 26 كتاباً سنوياً فوصل عدد الإصدارات إلي 324 كتاباً علي مدار السنوات المختلفة وهي من مميزات المهرجان التجريبي، مضيفاً إلي أنه كان هناك فترة توقف للمهرجان وهذه الفرق المسرحية، ومن خلال مسئولية د. عمرو دواره عن إدارة وتنظيم الندوات العربية في المهرجان التجريبي تم التعرف علي أهم تفاصيل الخريطة المسرحية العربية في كل دولة عربية وهمومنا وطموحنا كعرب، لذلك لابد من التأكيد علي أن الانتاج العربي في بعض الدول أصبح أرقي من الإنتاج المصري لأن هناك بذلاً لكثير من الجهد والعرق بصدق علي مدي شهور بجدية شديدة جداً ولكن الفنان المصري مشغول بين التليفزيون والسينما والإعلام، فبالتالي لا يكون لديه الوقت لعمل البروفات الكافية للعرض المسرحي التي لا تقل عن (4:5) أشهر بانتظام، فالفريق التونسي الذي قدم عرض (حقائب) والذي فاز بجائزة أفضل عرض كان من الواضح مدي الجدية في التدريب والالتزام والانسجام بين فريق العمل وعمله بروفات لمدة 4 شهور بشكل مستمر يومياً وهذا يخلق نوعاً من التفاهم والانسجام ويطور العمل، وهذا العرض التونسي انتج من أكثر من عام وقدم في مهرجان قرطاج الماضي في أن العروض المصرية تقدم وتنتج خصيصاً للمهرجان وتنتج في عجلة شديدة جداً وتعتمد علي أنصاف الموهوبين والشباب ولا تعتمد علي الخبرات، فكل العروض المشاركة بها مصر لا نجد أي مخرج من المخرجين من جيل الرواد أو جيل الوسط، فكلهم شباب فكيف تنافس مصر بهذا المستوي، فهي أزمة إدارة بلا شك، ومَن مِن المؤلفين الذين تقدم نصوصهم فلا يوجد شباب من فراغ فأين الخبرة? وأشار د. عمرو أن العرضين اللذين تم تقديمهما في المهرجان وهما (ظل الحمار) و(دعاء الكروان) عروض لا تقف في منافسة العروض العربية وليس (حقائب) فقط فالعروض الأردنية كانت من العروض المتميزة وهناك عرض عراقي رائع من إخراج عواطف نعيم ومجموعة رائعة من الممثلين العراقيين، فهم يأخذون المسألة بجدية أكثر من المصريين وتونس تستحق الفوز وفي النهاية كلنا عرب. بالإضافة إلي أن العروض المصرية المقدمة شبابية وتكون التجربة الأولي أو الثانية للمخرج في حين في فترة من الفترات في هذا المهرجان كان يشارك بخبراته (جلال الشرقاوي) و(كرم مطاوع) وهم أسمان لهما خبرات كبيرة. وأكد الدكتور عمر دواره أن المشكلة الرئيسية الرئيسية تكمن في الإدارة لأنها هي التي وضعتنا في هذا الوضع لأنها تنتج عروضاً بتكلفة أقل للتجريبي ولابد أن تتبوأ مصر مكانتها الفنية الحقيقية لوضعها التاريخي والفني بإنتاج عروض تليق باسمها. وقال محمد محمود مدير المسرح العائم إن المهرجان شهد تطويراً وتم الاستفادة منه كثيراً ولكن حتي الآن لم نصل لصيغة معينة (هل هذا تجريبي أم لا?) وبعد 22 سنة هناك اختلاف بين النقاد والمتخصصين عن ماهية التجريبي. فعرض (ظل الحمار) الذي قدم في المهرجان التجريبي الدورة ال 22 من مركز الإبداع قيل عنه إنه عرض هائل ولكن رئيس اللجنة أقر أنه لا يمت للتجريب بصلة، وهذه علامة استفهام فمن الأساس إذا كان لا يمت للتجريب بصلة، لماذا تم قبوله داخل المهرجان التجريبي? وبالرغم من أن (مسرحية قهوة سادة) التي قدمت قبل ذلك من مركز الإبداع قالوا عنها إنها غير تجريبية ولكنها حصلت علي جائزة فهناك تناقضات رهيبة فإلي الآن لم نتفق عن ماهية التجريب، وهذه مشكلة في حد ذاتها، فليس كل ما يقدم في المهرجان التجريبي أبدع ما قدم خلال العام علي مستوي مصر والعالم كله. وأضاف محمد محمود أنه مازالت الفرق القادمة من الخارج معظمهما دون المستوي وخاصة (الافريقية والعربية والأجنبية) فهناك فرق أفضل من ذلك، ولكن طبيعة المهرجان تفرض ذلك وعدم توافر امكانيات مادية ترضي هؤلاء الذين يحكمون حضور المهرجان، فالعروض المصرية المقدمة يختار منها عرضان فقط من 10 عروض والدول الأجنبية التي يتم أخذها بدون أي محذورات وبلا أي شروط وبمجرد أنها دولة أجنبية، فيتم اختيار عروضها وهي لا تمت للتجريب بصلة والعروض الأجنبية نجد أن هناك عروضاً يتحدثون بلغة غريبة ليست عربية أو انجليزية أو فرنسية وإنما لغات شرقية لا يفهمه ولا يوجد أي إبهار في الصور. وأكد محمد محمود أن عرض (حقائب) يستحق الفوز لأن تونس سابقة في هذا المجال فرصيدهم السابق يحكم عليهم وهم يستحقون هذا الفوز، مؤكداً أن هناك عروضاً كانت مقدمة للمهرجان تم رفضها رغم تميزها ومنها (أحدب نوتردام) ولكن لجان التحكيم لها حسابات أخري لذلك لابد من معرفة ماهية التجريب. أكد جلال عثمان المخرج المسرحي أن المهرجان التجريبي بشكل عام مهم جداً للحركة المسرحية في مصر، مؤكداً علي أنه ضد من يقول إن هذا المهرجان يمثل عبئاً كبيراً علينا في مصر وأنه ضد الثوابت والثقافة الخاصة بنا، فهذا المهرجان يعطي لنا فرصة مشاهدة عروض مختلفة والتعرف علي الآخر، فعندما قامت وزارة الثقافة بتوفير ذلك فهو شيء محترم للغاية. وأضاف جلال عثمان أن مشكلة المهرجان التجريبي ازدحام المهرجان بعروض متعددة لأكثر من دولة، فما المانع من تقديم 20 عرضاً ل 20 دولة فقط بدلاً من تقديم 60 عرضاً ل 60 دولة فتحديد الأعداد المتقدمة في العروض يكون أفضل من مجرد تعدد العروض، فلابد من وجود عملية تنظيمية للعروض أكثر مما هو عليه فالمهرجان التجريبي لا غني عنه، مضيفاً أنه يتمني استمراره وعدم توقفه لأنه يفيد وله مميزات عديدة أهمها الانفتاح علي نافذة العالم ومشاهدة العروض الأجنبية والأوروبية وغيرها. أما عن عدم حصول مصر علي أي جائزة في المهرجان التجريبي الدورة ال (22) فهذا سببه العشوائية في اختيار العروض المصرية التي تدخل المهرجان فلا يصح بمجرد معرفة موعد المهرجان أن يتم عمل بروفات سريعة ويكون كل ما يقوم بذلك الشباب فقط فأين أهل الخبرة فلابد من اختيار عرضين والتخطيط لهما جيداً بالإضافة إلي ذلك الاستعانة بالخبراء الذين يساعدون ويسندون الشباب في هذا المهرجان فعلي الوجه الآخر نجد مثلاً عرض (حقائب) الذي حصل علي جائزة أفضل عرض من تونس فريق العمل، قام بعمل مجهود كبير وملحوظ في العرض، فالعمل يتم بجسد الممثل وبالديكور وبالألفاظ والحركات وغيرها من مقومات نجاح العمل المسرحي، وبالفعل عرض (حقائب) يستحق الجائزة التي حصل عليها فهم قاموا بمجهود كبير وجميل جداً. وقال جلال عثمان إن من أسباب عدم حصول مصر علي جائزة في المهرجان التجريبي في هذه الدورة أنه لابد من إحلال وتجديد اللجان بدلاً من وجودها نفسها كل عام، بالإضافة لضرورة مشاركة الخبراء والمحنكين وليس العمل كله قائماً في التمثيل والإخراج والديكور وغيرها علي الشباب فقط، فلابد من مشاركة أهل الخبرة ووجود استشاري حتي نستطيع الحصول علي البطولة مثل الرياضة وكرة القدم فيتم الاستعانة بالمدربين الكبار ليتعلم منهم الصغار. وأكد علي عدم وجود وحدة العمل فروح التعاون والمشاركة غير موجودة الآن وهذا ما يسبب الفشل، فنحن نفتقد لروح التعاون والمشاركة في أعمالنا حالياً. شيماء مصطفي