ننشر جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني لصفوف النقل والشهادة الإعدادية بالبحيرة    نيجيريا تعتزم السماح بتداول 20% من إنتاج النفط في البورصة للمرة الأولى    لماذا تختار إسرائيل توجيه المسيرات إلى الهجوم على أصفهان؟    الكونفدرالية، جوزيه جوميز يعلن قائمة الزمالك لمواجهة دريمز الغاني    عمر مرموش يقود هجوم فرانكفورت أمام أوجسبورج في الدوري الألماني    النيابة العامة تحيل عاطلا للجنايات بتهمة سرقة مليوني جنيه بالقاهرة    الاستماع لأقوال شهود العيان في مصرع عامل وإصابة زميله داخل مصنع لإنتاج المخلل بالبدرشين    جعلنا نحب مهنة التمثيل.. عمرو يوسف ينعى صلاح السعدني    انطلاق ليالي العرض المسرحي "الحياة حدوتة" ببورفؤاد    طارق البرديسى: الفيتو الأمريكى تأكيد على سياسة واشنطن الجائرة ضد فلسطين    الهنود يبدءون التصويت خلال أكبر انتخابات في العالم    ولاية ألمانية تلغي دعوة القنصل الإيراني إلى حفل بسبب الهجوم على إسرائيل    تسجيل أول سيارة بالشهر العقاري المتنقل في سوق بني سويف    وزير الاتصالات يشهد ختام فعاليات البطولة الدولية للبرمجيات بمحافظة الأقصر    أخبار الأهلي : حقيقة مفاوضات الأهلي للتعاقد مع لاعب البنك فى الصيف    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    محافظ أسيوط يوجه الشكر لاعضاء اللجنة النقابية الفرعية للصحفيين بالمحافظة    الحماية المدنية تسيطر على حريق في «مقابر زفتى» ب الغربية    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    "التعليم الفني" يكشف تفاصيل انطلاق مشروع "رأس المال الدائم"    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    مطار مرسى علم الدولي يستقبل 149 رحلة تقل 13 ألف سائح من دول أوروبا    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    صلاح السعدنى.. موهبة استثنائية وتأثير ممتد على مدى نصف قرن    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    محافظ الإسكندرية يدعو ضيوف مؤتمر الصحة لزيارة المعالم السياحية    عمل الحواوشي باللحمة في البيت بنفس نكهة وطعم حواوشي المحلات.. وصفة بسيطة وسهلة    6 آلاف فرصة عمل | بشرى لتوظيف شباب قنا بهذه المصانع    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    من بينهم السراب وأهل الكهف..قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    رجال يد الأهلي يلتقي عين التوتة الجزائري في بطولة كأس الكؤوس    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    جامعة القاهرة تحتل المرتبة 38 عالميًا لأول مرة فى تخصص إدارة المكتبات والمعلومات    «التحالف الوطني»: 74 قاطرة محملة بغذاء ومشروبات وملابس لأشقائنا في غزة    وفاة رئيس أرسنال السابق    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 4 مجازر في غزة راح ضحيتها 42 شهيدا و63 مصابا    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    شرب وصرف صحي الأقصر تنفى انقطاع المياه .. اليوم    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 3 عناصر إجرامية بحوزتهم حشيش وأسلحة نارية ب 2.2 مليون جنيه    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي.. وتأصيل الإبداع العربي
نشر في القاهرة يوم 07 - 09 - 2010

منذ الدورة الأولي لمهرجان "القاهرة الدولي للمسرح التجريبي" عام 1988 طرحت بعض التساؤلات والاستفسارات المهمة، وأري أنها كانت حينئذ تعد تساؤلات منطقية وحتمية، ولكن ما يستحق الدهشة والتعجب حقا هو استمرار طرح نفس التساؤلات المكررة مع توالي كل دورة جديدة وحتي خلال الدورة الحالية - أي بعد مرور ما يقرب من ربع قرن - ولعل من أهم تلك التساؤلات المتكررة:
ما مفهوم التجريب المسرحي وما هي أهم ملامحه وسماته؟ هل هناك ضرورة للتجريب المسرحي تستدعي تنظيم مهرجان عالمي له؟ هل الاهتمام بالتجريب المسرحي يعني إهمال باقي القوالب والأشكال المسرحية؟ هل نحن مؤهلون كعرب لاقتحام عالم التجريب المسرحي؟ والحقيقة أنني أري أن توالي دورات المهرجان بانتظام قد حملت في طياتها الإجابة عن كثير من تلك الاستفسارات، كما أن الرصد الدقيق لأنشطة وفعاليات الدورات السابقة ومن بينها نتائج لجنة التحكيم الدولية يمكن أن يكون مرشدا إيجابيا أيضا للإجابة بدقة عنها، لكن ربما يكون السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: إلي أي مدي نجحت دورات المهرجان في إلقاء الضوء علي بعض المواهب الجديدة بعالم التجريب المسرحي؟ أو بمعني آخر كيف ساهم المهرجان في صناعة وتقديم نجوم جدد من المبدعين العرب؟
الفرق الوطنية والقومية
حرصت أغلب الفرق المسرحية الكبري بمختلف الأقطار العربية الشقيقة علي المشاركة بفعاليات الدورات المتتالية، وبالتالي فقد حرصت إدارة هذه الفرق ومكاتبها الفنية علي أن يتضمن إنتاجها السنوي بعض العروض ذات السمات التجريبية، ومن أهم هذه الفرق التي تكررت مشاركاتها بالدورات المختلفة كل من: "الفرقة القومية للتمثيل" بالعراق، وفرقة "المسرح القومي" بسوريا، وفرقة "المسرح الوطني" الفلسطينية، وفرقة "المسرح الوطني" اليمنية، فرق "وزارة الثقافة" الأردنية، وفرق "الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية"، وفرقة "مسرح الشارقة الوطني" و فرقة "المسرح الأهلي" بأبوظبي، وفرقة "المسرح الشعبي" بقطر، وفرقتي "مسرح أوال"، و"مسرح الصواري" بالبحرين، وأيضا فرقة "المسرح الوطني" الجزائرية، وفرق المسرح الوطني التونسية، وفرقة "المسرح الوطني" بالجماهيرية الليبية، وفرقة "المسرح الوطني" بالسودان.
لم يقتصر تأثير المهرجان فقط علي مجرد حرص الفرق الكبري علي المشاركة بفعالياته وتضمين إنتاجها السنوي بعض العروض التجريبية، فالمتابع يمكنه أن يرصد بسهولة تأسيس عدة فرق مسرحية حديثة ذات سمات تجريبية بعد تأسيس المهرجان، حيث اتخذت أغلبية هذه الفرق من التجريب المسرحي منهجا ولعل من أهمها: فرقتي "ورشة فضاء التمرين المستمر" و"ورشة بغداد المسرحية" بالعراق، وفرقتي "طقوس" و"المسرح الحديث" بالمملكة الأردنية، وفرق "المسرح التجريبي" و"ليش للمسرح الحركي، و "كون المسرحية" و "شبيبة دمشق المسرحية" بسوريا، وفرقة "الشبابية للفنون المسرحية" بقطر، وفرق "جماعة التجريب المسرحي"، و "جماعة التجريب السوداني" و"الورشة المستمرة لتطوير فنون العرض" بالسودان، وفرقتي "لابو بكيت" و"نحن نلعب للفنون" بالمملكة المغربية.
المعاهد والجامعات
كان من المنطقي أيضا أن تعني وتهتم فرق المعاهد الأكاديمية ببعض الدول الشقيقة بتقديم بعض التجارب الطليعية، تلك التجارب التي يشارك في تقديمها نخبة من الشباب الموهوبين طلاب المعاهد تحت إشراف بعض الأساتذة الأكاديميين، وكان لتميز هذه التجارب أكبر الأثر في ترشيح هذه العروض للمشاركة بفعاليات الدورات المختلفة للمهرجان ومن أهم هذه الفرق التي شاركت بهذا العرس السنوي فرقة "المعهد العالي للفنون المسرحية" بسوريا، فرقة "المعهد العالي للفنون المسرحية" بالكويت، فرقة "جامعة الملك عبد العزيز" بالسعودية، فرقة "الجامعة اللبنانية الأمريكية" بلبنان.
كان من المنطقي أن تتضمن مشاركات كبري الفرق العربية بفعاليات المهرجان تقديم بعض الإبداعات لنخبة من كبار المخرجين الذين حرصوا علي تجديد إبداعاتهم والاستفادة من أحدث المناهج المسرحية الحديثة وتقديم تجارب جديدة، ونذكر من بينهم علي سبيل المثال: قاسم محمد، فاضل خليل، عوني كرومي (العراق)، مانويل جيجي، رياض عصمت، نائلة الأطرش، فايز قزق، رولا الفتال (سوريا)، ونضال الأشقر، سهام ناصر، روجيه عساف، د. إيلي لحود، شكيب خوري (لبنان)، جواد الأسدي، سامح حجازي، نزار الزعبي، رائدة غزالة، إيمان عون (فلسطين)، وخالد الطريفي، غنام غنام، سوسن دروزة، عبد الكريم الجراح، حكيم حرب، فراس الريموني، مجد القصص (الأردن)، د. حسين المسلم (الكويت)، ناجي الحاي، جمال مطر، عبد الله المناعي، حسن رجب، عمر غباشي (الإمارات)، حمد الروميحي، عبد الرحمن المناعي (قطر)، عبد الله السعداوي، يوسف حمدان، جمال صقر (البحرين)، وعبد الكريم جواد (سلطنة عمان)، وفريد الظاهري، علي سبيت (اليمن)، أحمد الأحمري (السعودية)، وحسن قرفال، فتحي كحلول، فرج بوفاخرة (ليبيا)، وعلي مهدي، ربيع يوسف الحسن (السودان)، والمنصف السويسي، الفاضل الجعايبي، عز الدين قنون، توفيق الجبالي، محمد إدريس، رجاء بن عمار، المنجي بن إبراهيم (تونس)، ومحمد بن قطاف، فوزية آيت الحاج (الجزائر).
ويلاحظ من خلال تتبع الأعمال السابقة لبعض هؤلاء المبدعين قبل تأسيس المهرجان أنه كان يمكن تصنيف أغلبها تحت مسمي "المسرح الرصين" أو المسرح الكلاسيكي أو بمعني آخر المسرح التقليدي، ولكن هؤلاء المبدعين قد استطاعوا بتوظيف موهبتهم وخبراتهم تحقيق ذلك التواصل مع اللحظة الراهنة ونجحوا في تقديم عروض تعتمد علي روح المغامرة والابتكار وتتسم بالتجريب والحداثة، كما يمكن تسجيل ملاحظة أخري وهي مشاركة بعض النقاد المتخصصين واقتحامهم لعالم الإخراج المسرحي ومن بينهم علي سبيل المثال كل من المبدعين: مخلوف بكروح (الجزائر)، يوسف الريحاني (المغرب)، حمد الروميحي (قطر)، يوسف حمدان (البحرين)، عبد الكريم جواد (سلطنة عمان)، عمر غباشي (الإمارات).
الجوائز الأولي
بعض الفرق المسرحية العربية استطاعت ومنذ الدورة الرابعة للمهرجان أن تؤكد تميزها وقدرتها علي منافسة كبري الفرق المسرحية التجريبية بجميع دول العالم، وأن تنجح بعروضها في حصد بعض الجوائز المهمة بالمهرجان، ونظرا لأهمية هذه العروض وتأثيرها علي المسرح العربي والذي اتضح بشدة من خلال بعض محاولات استنساخ العروض الفائزة بالدورات المتتالية أري أهمية تسجيل تلك العروض التي حصدت الجوائز وهي طبقا للتسلسل الزمني:
- العرض اللبناني "الجيب السري" والعرض السوري "النو" (عام 1992)، العرض السوري "الآلية" (عام 1994)، العرض التونسي "كلام الليل" (عام 1995)، العرض التونسي "عطيل" (1998)، العرض السوري "بعد كل هاالوقت"
(عام 2000)، العرض الفلسطيني "قصص تحت الاحتلال" (عام 2001)، العرض اللبناني "كلون هون" (إنهم جميعا هنا) (عام 2004)، العرض العراقي "أعتذر أستاذي .. لم أقصد ذلك" لفرقة "ورشة (عام 2004)، العرض الجزائري "القول والبندير" (عام 2004)، العرض الأردني "الخروج إلي الداخل" (عام 2005)، العرض السوري "فوضي" (عام 2005)، العرض العراقي "حريق البنفسج" (عام 2005)، العرض السوري "شوكولا" (عام 2007)، العرض العراقي "تحت الصفر" (عام 2008).
وبعيدا عن الجوائز ومعايير لجنة التحكيم أري ضرورة التنويه والإشادة أيضا بمشاركات أخري لبعض العروض ، أبدع المسرحيون العرب في تقديمها.
تأثرت ملامح الخريطة المسرحية العربية - إيجابيا وسلبيا - بتنظيم المهرجان، وكان من أهم مظاهر تأثرها ظهور جيل جديد يعني بالدرجة الأولي بالتجريب، ويحرص علي الاطلاع علي أهم التجارب العربية والعالمية واستلهام بعضها، وأقصد بذلك هذا الجيل الذي امتلك قدرة وجرأة البحث عن الأشكال والقوالب الجديدة، ومحاولات اقتحام المجهول والولوج إلي مناطق إبداعية جديدة، وهو الجيل الذي برز من خلاله بعض المبدعين الذين استطاعوا اقتناص الكثير من الجوائز الأولي للجنة التحكيم الدولية بالمهرجان.
ومما لاشك فيه أن نجاح بعض المواهب الشابة في حصد بعض الجوائز الأولي للمهرجان يعد دلالة واضحة علي مدي مساهمة المهرجان في ظهور جيل جديد من المبدعين العرب، وهو الجيل الذي يمكن أن نطلق عليه بحق مسمي "جيل التجريبي".
وفي هذا الصدد يجب أن نؤكد أن الجوائز - وإن كانت تمثل مؤشرا مهما ودلالة علي التميز - فإنها بلا شك ليست المعيار الوحيد للجودة، حيث ترتبط الجوائز بطبيعة عروض المهرجان وبتشكيل لجنة التحكيم ومعاييرها وأيضا باختلاف مستوي العروض المشاركة من عام لآخر.
المبدعون الجدد
السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نجح المهرجان فعلا خلال دوراته المختلفة في تغيير ملامح خريطة الإبداع المسرحي بمختلف الأقطار العربية؟ أو بمعني آخر هل نجح في تقديم وإلقاء الضوء علي عدد من المبدعين الجدد؟. إن الإجابة تتأكد بالإيجاب بدراسة تفاصيل الخريطة المسرحية التي قد تختلف من دولة وأخري طبقا للظروف الإنتاجية، وكذلك من خلال رصد قوائم العروض المسرحية والمبدعين العرب الذين فازوا ببعض جوائز المهرجان خلال دوراته المختلفة.
وبداية يمكننا أن نؤكد أن المهرجان قد ساهم في تأكيد موهبة جيل الوسط وكذلك في إبراز موهبة بعض الأسماء لمبدعين جدد.
ظهرت وتأكدت من خلال الدورات المتتالية بعض المواهب اللامعة في مجال الإخراج، تلك المواهب التي استطاع عدد كبير منها الفوز بالجائزة الأولي، وعلي سبيل المثال جيل الوسط وبعض الوجوه الجديدة التي قدمت أعمالا متميزة وأصبحت رموزا للتجريب المسرحي بالأردن ونذكر منهم كلا من المبدعين: غنام غنام وحكيم حرب ومجد القصص وعبد الكريم الجراح و فراس الريموني ، وكذلك الحال بالعراق حيث برزت أسماء كل من المبدعين: د.هيثم عبد الرزاق و عماد محمد، ويكفي أن نذكر أن المخرج السوري/ عبد المنعم العمايري - علي سبيل المثال - قد حصل علي جائزة أفضل إخراج مسرحي، وهي الجائزة التي لم يحصل عليها بعض أساتذته وكبار المخرجين السوريين الذين شاركوا بعروضهم بفعاليات الدورات المختلفة وفي مقدمتهم: فايز قزق وجهاد سعد، مما يؤكد علي نزاهة التحكيم واختلاف مستوي العروض من دورة لأخري وقبل هذا وذاك علي تلك المساهمة الإيجابية للمهرجان في اكتشاف جيل جديد وإلقاء الضوء علي الإبداعات المختلفة.
هذا وتضم قائمة الفائزين بجائزة المخرج الأول أسماء المبدعين:
- الفلسطيني/ جواد الأسدي، البحريني/ عبد الله السعداوي، الكويتي/ سليمان البسام، والسوريان/ عبد المنعم العمايري، وأسامة جلال.
الأداء التجريبي
وقد تأكدت أيضا خلال دورات المهرجان أسماء بعض الفنانين الذين استطاعوا بموهبتهم وحسن تدريبهم إظهار بعض المهارات والقدرات الأدائية وتقديم بعض الأدوار المتميزة التي حفرت وظلت خالدة بالذاكرة، ولكن نظرا لكثرة عدد هؤلاء المبدعين نسبيا خلال أكثر من عشرين دورة، وحتي لا يصبح التقييم الشخصي مجحفا للبعض الآخر فضلت أن أقوم برصد وتسجيل أسماء هؤلاء المبدعين الذين حالفهم الحظ ونجحوا بموهبتهم في حصد جوائز التمثيل الأولي بالمهرجان وهم طبقا للتسلسل الزمني:
- العراقي/ جواد الشكرجي، الفلسطينية/ دلع الرحبي، الأردنية/ كفاح سلامة، التونسيات الثلاث/ جليلة بكار وفاطمة بن سعيدان وصباح بوزويته، التونسي/ بشير الغرياني، الفلسطينية/ إيمان عون، التونسيتان/ ليلي طوبال وصابرة الهميس، اللبنانية/ برناديت حديب، التونسي/ المنصف الصايم، الجزائري/ هلال عنتر، الجزائرية/ كريمة نايت، اليمنية/ شروق محمد، الفلسطينية/ بيان شبيب، السوريان/ فايز قزق و نضال السيجري، السورية/ راما العيسي، العراقيان/ عبد الستار البصري و يحيي إبراهيم، العراقية/ بشري إسماعيل.
سمات خاصة
شاركت بفعاليات الدورة الحالية (الثانية والعشرين) 22 فرقة مسرحية تمثل 13 دولة عربية، وذلك بخلاف العرض المشترك الذي تم تقديمه بالتعاون بين فلسطين واليابان، ويمكن من خلال رصد العروض العربية المشاركة بهذه الدورة رصد السمات العامة التالية:
- التعبير عن عزلة الإنسان ومعاناته في العصر الحديث: الأمثلة متعددة لتلك العروض التي تناولت معاناة الإنسان خلال القرن الحالي وإحساسه الدائم بالوحدة ومن بين هذه العروض علي سبيل المثال: البندقية، و مجرد علامة استفهام لا أكثر (السعودية)، عابر سبيل (قطر)، فوتو كوبي (سوريا)، سجون (الأردن)، حقيبة (تونس)، صور في الذاكرة (ليبيا)، الجسر (سلطنة عمان).
- الارتباط باللحظات والأحداث الآنية: حرص عدد من المبدعين علي التعبير عن مشاعرهم ومواقفهم تجاه بعض الأحداث الآنية المهمة والظروف الصعبة والتحديات التي تواجه أمتنا العربية، ومن الأمثلة الواضحة علي ذلك: دارفور سيرا علي الحبل (السودان)، جوانتانامو (لبنان)، دائرة العشق البغدادية (العراق)، سجون (الأردن).
- قصر زمن العروض: تباينت كثيرا مدة تقديم كل عرض ولكن يمكن بصفة عامة أن نقرر بأن أغلب العروض قد اعتمدت علي لغة التكثيف الدرامي، وأغلب العروض تراوح زمن تقديم كل منها بين النصف ساعة والساعة، ومن بين العروض التي قدمت خلال 30 دقيقة كل من: جوانتانامو (لبنان)، صور من الذاكرة وبارنوايا (ليبيا)، في حين قدم عدد كبير من العروض خلال 45 دقيقة ومن بينها:عابر سبيل (قطر)، عروس النسر (اليمن)، الجسر ورجل بثياب امرأة (سلطنة عمان)، البندقية، ومجرد علامة استفهام (السعودية)، كافكا وأبوه والمدير (لبنان)، في انتظار البرابرة (سوريا)، جلسة سرية (العراق)، دارفور سيرا علي الحبل (السودان).
- الانطلاق من التراث العربي والشعبي: حرص بعض المبدعين العرب علي استلهام التراث العربي وتوظيف بعض أشكال الموروث الشعبي والفنون التراثية لتأكيد الهوية العربية في مواجهة الموجات الغربية ودعاوي العولمة، ومن بين هذه العروض: ميشع يبقي حيا (الأردن)، عروس النسر (اليمن).
- إعادة قراءة وتأويل النصوص الأجنبية: اتخذت بعض الفرق النص المسرحي الأجنبي قاعدة للانطلاق إلي العرض، ومن أوضح الأمثلة علي ذلك عرضي دولة العراق وهما: "دائرة العشق البغدادية" عن نص "دائرة الطباشير القوقازية (للكاتب والمخرج الألماني/ برتولد بريخت) و عرض "جلسة سرية" (للكاتب الفرنسي/ جان بول سارتر)، والعرض اللبناني "كافكا وأبوه والمدير والذئب والخنازير" (عن نص رسالة إلي الأب للكاتب العالمي/ فرانز كافكا)، وإن كان قد تم تقديم هذه النصوص من خلال غرسها في التربة العربية لتصبح برؤيتها الإخراجية الجديدة متقاطعة مع الواقع الراهن ودالة علي أهم الأحداث الآنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.