قبل بداية فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بشهر واحد تشتعل الفرق المختلفة بالنشاط سعيا اللحاق بالمهرجان وإنتاج عروض مسرحية جديدة تناسب طبيعته التجريبية, وهي عادة تتكرر سنويا وكأننا لا نعرف مسبقا موعد المهرجان التجريبي, وبالرغم من أن اغلب الفرق المسرحية التي تعسي للمشاركة في التجريبي تعتمد فكرة عملها علي التجريب في الاساس ومن المفترض أنها تقدم أعمال من هذا النوع علي مدار العام, ومن جانب آخر لا تجد العروض المسرحية التي تلهث للحاق بالمهرجان التجريبي فرصة للتعرف علي ردود الفعل تجاهها واراء النقاد التي قد تسهم في ظهورها بشكل أفضل, وهو ما أشار إليه الفنان خالد جلال مدير مركز الإبداع الفني الذي حقق عدد من الجوائز في الدورات السابقة للمهرجان التجريبي فيقول إن العروض المسرحية تحديدا لابد من عرضها جماهيريا قل المشاركة في المهرجانات بوقت كاف لأن آراء النقاد وموقف الجمهور منها مهم بالنسبة للمخرج وصناع العمل للتجويد وضبط ايقاع العرض, كما حدث في عرض أنا هاملت العام الماضي حيث استفاد بطل العرب محمد فهيم من الملاحظات التي وجهت إليه واستطاع في النهاية الفوز بجائزة أفضل ممثل في التجريبي باجماع لجنة التحكيم. ويضيف خالد جلال قائلا إن الظروف التي واجهت المخرج هاني عفيفي هذا العام مع عرضه أكثر بياضا هي السبب في تأخر عرضه حتي اقتراب موعد المهرجان التجريبي, وبسبب تغيير الممثلين أكثر من مرة ثم تغيير النص بالكامل في النهاية في حين ان مركز الابداع من جانب آخر يعمل طوال العام علي تقديم عروض تجريبية بدليل ان العرض الثاني ظل الحمار الذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية بدأ عرضه منذ عدة أشهر وشارك في المهرجان القومي للمسرح وحقق جوائز وكذلك عرض عنبر رقم واحد الحاصل علي جائزة أفضل عرض جماعي وعرض جماهيريا لفترة طويلة قبل موعد المهرجان. ويقترح خالد جلال ان تشترط المهرجان علي العرض الجماهيري للأعمال قبل المشاركة بها في المسابقة الرسمية مشيرا من جانب آخر إلي ميزة في لجنة المشاهدة وهي أنها إذا ما وجدت عرضا غير مكتمل لا تقبل مشاركته في المهرجان. ومن جانب آخر قدمت فرقة مسرح الطليعة للمهرجان هذا العام خمسة عروض مسرحية ثلاثة منها تم إنتاجها قبل موعده مباشرة للمشاركة في الفعاليات في حين أن منهج الفرقة الأساسي يعتمد علي إنتاج عروض تجريبية علي مدار العام ويري المخرج هشام عطوة مدير مسرح الطليعة أنه بالرغم من الطبيعة التجريبية للفرقة إلا أن المهرجان التجريبي له سمات خاصة يجب مراعاتها في الأعمال المقدمة للمشاركة فيه, وهذه النوعية من العروض التجريبية لا تحمل طابعا جماهيريا بمعني أنها لن تلقي اعجاب الجمهور العادي ولن تحقق النجاح في شباك التذاكر مضيفا أنه كمدير للفرقة لايستطيع ان يصعب الأمور علي المخرج ويطلب منه تقديم عرض تجريبي متكامل وفي نفس الوقت جماهيري. أما المخرج شادي سرور مدير فرقة مسرح الشباب فيقول إنه تولي إدارة المسرح منذ أشهر قليلة وهو ما تسبب في تآخر إنتاج العروض بالاضافة إلي أن عروض الموسم السابق في مسرح المستقبلية بإنتاج عروض تناسب كل الأذواق بعضها تجريبي يصلح للمشاركة في المهرجان ويبدأ العمل فيها مبكرا وتعرض علي الجمهور في الموسم المسرحي بشكل طبيعي وعروض اخري جماهيرية للمهرجان القومي للمسرح, لأنه من المفترض أن المسرح يقدم عروضه المسرحية طوال العام بغض النظر عن مواعيد المهرجانات. ويتفق معه ناصر عبدالمنعم مدير فرقة الغد القومية للعروض التراثية في ان إعادة عرض الأعمال التجريبية يعتمد علي نجاحها لأنه احيانا ما تحدث مفاجآت غير متوقعة ونفاجئ بفشل عروض لكبار المخرجين وبالتالي فان اعادتها تتسبب في الخسارة للفرقة ومن جانب آخر يضيف أنه في بعض الاحيان يكون الفنانين المشاركين في العمل لديهم ارتباطات اخري بعد المهرجان ولا تتاح لهم فرصة إعادة العرض. ويقول ناصر عبدالمنعم إنه يعتبر إنتاج العروض التجريبية في اللحظات الأخيرة خطأ كبير يتكرر في كل عام, بينما من المفترض أن يتم اختيار العروض المرشحة للتجريبي من بين الأعمال المسرحية التي قدمت خلال الموسم وعلي وجه الخصوص أعمال مسرح الطليعة باعتباره مسرح تجريبي في الاساس, بخلاف مسرح الغد الذي يعتمد لي علي التراث وليس بالضرورة ان تكون عروضه المسرحية ذات طابع تجريبي مثل العرض الأخير الشطار وكذلك الإنتاج الجديد للفرقة عشاق النيل فهي أعمال تراثية تعتمد علي عناصر الفرجة الشعبية.ويؤكد ذلك المخرج أحمد عبدالحليم عضو لجنة مشاهدة العروض المصرية في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ويقول إنه من الأفضل ان تنتج عروض التجريبي علي مدار العام وتتاح فرصة مشاهدتها أكثر من مرة حتي تكون هناك فرصة للتجويد وظهور الأفضل من بينها فالجمهور نفسه يعتبر لجنة مشاهدة ويضيف أن الأعمال المسرحية يفضل أن تمر بمرحل قبل المهرجان فتنتج قبل موعده بثلاثة أو أربعة أشهر علي الأقل ويتم فرزها من قبل لجنة من البيت الفني للمسرح ثم تعرض علي لجنة التجريبي حتي تصل إلي أفضل مستوي ويكون المخرج مهيأ تماما للعرض امام اللجنة مشيرا إلي أن اللجنة تصدم احيانا ببعض المخرجين الذين يطالبون بتأجيل المشاهدة ليوم أو اثنين برغم أنها تبدأ عملها قبل المهرجان التجريبي بعشرة أيام فقط. ويضيف قائلا إن العمل في اللحظة الأخيرة هو طبيعة الشعب المصري فبرغم معرفتنا بمواعيد هذه المهرجانات وموعد شهر رمضان سنويا إلا أننا لا نبدأ في الاستعداد إلا في اللحظات الأخيرة.