شاب تزامنت مراحل طفولته مع الأغنية الشهيرة التي كانت تغنيها الفنانة القديرة عفاف راضي..سوسة سوسة سوسة..سوسة كف عروسة.. فكثيرا ما كان يرددها عندما يلهو مع رفقاء الطفولة في قريته بمركز كوم أمبو وبسببها أطلق الأطفال عليه لقب سوسة, خاصة أنه قد كان نحيل الجسد يعشق الوقيعة مابين رفاقه. وعلي عكس المتوقع من أطفال هذا السن, كانت كل أفكار هذا السوسة تقوم علي الإجرام, ففي الوقت الذي يلعب فيه الصغار ألعاب بريئة كالحجلة والكرة و الاستغماية, كان هو عاشقا للعبة العسكر والحرامية بل ويتفنن في إبداعاتها متقمصا دائما دور الحرامي الذي يجيد الإفلات من قبضة العسكري حتي كبر ودخل في مرحلة المراهقة ليبدأ مرحلة جديدة من مراحل الإجرام بسرقة ما خف وزنه, حتي أصاب أهالي قريته بالجنون فصدرت تعليمات الأباء للأبناء بالابتعاد تماما عن طريقه. ومع شعوره بالنظرة الحقيرة الدونية من أصدقاء الطفولة, كان تصميمه أكبر علي الانتقام من الجميع ليأخذ طريقا أخر وسط شلة أهل السوء الذين لا هم لهم سوي البحث عن الكيف ومن أين يأتي الكيف له وقد نبذه أهله بسبب السرقة وبيع المخدرات. وبمرور الزمن تغيرت عقلية محمد. ع. س سوسه, حتي بلغ من العمر28 سنة فعل خلالها ما لم يستطع أحد أن يفعله, فكلما يقبض عليه ويخرج, يعود مرة ثانية وهكذا حتي وصل عدد قضاياه إلي15 قضية متنوعة مابين السرقة والمخدرات وحيازة السلاح. وفي يوم لم تشرق له شمس عند سوسة, كان رجال مباحث مديرية أمن أسوان قد انتهوا من تنفيذ الخطة المحكمة التي وضعها اللواء مجدي موسي مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان لتطهير المحافظة من بؤر الشر, وطبقا لتحريات رجال الأمن توجهت قوة إلي قرية سوسة بمركز كوم أمبو ليفاجئ الشرير بالقوة وهي تحيط به من كل جانب ليسقط مغشيا عليه وبحيازته8 كيلوجرامات من نبات البانجو المخدر وبندقية آلية مطموسة الأرقام, واصطحبه رجال الأمن إلي ديوان المركز وسط تهليل الأهالي وتم تحرير المحضر3982 لسنة2016 إداري مركز كوم أمبو وإحالته لعرضه علي النيابة العامة التي تولت التحقيق.