عاش محمود ذو ال35 عاما إبن مدينة كوم أمبو في أسوان سنوات طويلة في دنيا الإجرام لا يعظه واعظ وهو واحد من كثير ممن غرتهم الحياة الدنيا فعاثوا في الأرض فسادا, حيث كانت هوايته التي يتلذذ بها ضرب ذاك وسرقة هذا وترويع الآمنين بالسلاح, وياويل من يفكر في الاقتراب وياسواد ليل من يهدده بالإبلاغ عنه, بدأ حياته شقيا بين أقرانه دخل قرية صغيرة معظمها من المزارعين, حيث كانت ميوله العدوانية واضحة في طفولته, ورغم أن كثيرا ما كان أبوه يتلقي شكوي الجيران والأقارب من شقاوة هذا الولد الصغير فإنه لم يبال ولم يحسن تربيته, حتي متابعته له في مدرسته التي كان دائم الهروب منها كانت شبه معدومة, فلفظه التعليم قبل أن يلفظه وخرج ليجد نفسه طفلا عاطلا يبحث عن إشباع رغباته بأي طريقة حتي ولو بالسرقة, ليخطو بذلك الخطوة الأولي علي طريق الشر والجريمة. وبعد أن كبر محمود ودخل عقده الأربعيني أصبح واحدا ممن يطلقون علي أنفسهم عفاريت الليل فداوم علي ممارسة نشاطه الإجرامي في جنح الليل داخل وخارج قري المركز يعث في الظلام ويختفي في النهار مختبأ تارة في الجبال وأحيانا كان يحيط مكانه بأعوانه من الناضورجية تحسبا لمداهمتهعن طريق رجال الأمن. والغريب أن هذا المجرم الذي وفي سنوات قليلة أصبح مطلوبا علي ذمة19 قضية بالتمام والكمال كان وحسب رواية جيرانه من أشد المعجبين بأدوار الزعيم عادل إمام التي كان يستعرض من خلالها قوته وعضلاته في أفلام الأكشن, فتارة كان يطلق علي نفسه محمود الزناتي متشبها بدوره في فيلم شمس الزناتي وأخري يتقمص دور حنفي الأبهة وثالثة كان مثله الأعلي وقدوته سيدكباكا في فيلم مسجل خطر فأصبحت أدوار الشر قدوته ومثله الأعلي. وأمام اللواء عمر ناصر مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان كانت المعلومات تفيد بأن هناك مجموعة من أرباب السوابق والمجرمين تختبئ داخل بعض قري مركز كوم أمبو, حيث أن مداخلها وعرة ومن الصعب اقتحامها, ولأن رجال الأمن لايعرفون كلمة المستحيل مهما كانت الصعوبات, صدرت التوجيهات من مساعد أول الوزير للمنطقة الجنوبية بمداهمة بؤر وأوكار أصدقاء الشيطان في كل مكان وعلي رأسهم هذا الشقي المسجل خطرا تحت رقم487 فئة ج مركز كوم أمبو. وبالفعل وخلال أيام عكف خلالها علي وضع خطة الإيقاع بهوقاد العميدان خالد إبراهيم مدير المباحث الجنائية ومحمود عوض رئيس المباحث فريقا من رجال المباحث المدعومين بتشكيلا من الأمن المركزي لضبطه, وفي اللحظة المناسبة ووقتما كان الجميع ينعم بالراحة وبينما محمود يتأهب للخروج في مهمة شيطانية فوجئ برجال الشرطة يحيطون به من كل جانب, فلم يقاوم واستسلم علي الفور مصدوما ليتم اقتياده وبحيازته بندقية ألية إلي ديوان المركز وسط تكبيرات الأهالي وزغاريد النساء, حيث أقر في المحضر5682 لسنة2016 بحيازته السلاح بغرض الدفاع عن النفس.