امتهن منذ صغره عدة حرف تنوعت بين الحدادة وإصلاح أعطال السيارات.. تعلم فنونها علي أيدي أمهر الصناع الذين تنقل بين ورشهم المنتشرة بربوع وضواحي شبرا الخيمة التي ترعرع بين مناطقها المتشعبة وطباع أهلها الطيبة.هجر محمد التعليم بعد أن احترف صنعة الحدادة رافضا كل النصائح التي أسديت له بالاستمرار في استكمال دراسته التعليمة والحصول علي مؤهل متوسط يكون بمثابة شهادة.. ولكنه رأي الطريق بعيدا فقرر الاستمرار والتركيز في صنعته التي تضمن له دخلا يكفيه ويفيض وإن كان لا يحقق كل أحلامه وطموحاته في المستقبل. دارت عجلة الزمن والشاب قابع في ورشته, يوم حلو وآخر مر يتردد عليه الكثيرون من أرباب الحاجات وكان وقتها قد انتصف عقده الثالث ولم يحقق أيا, مما حلم به من امتلاك سيارة والسكن في المناطق الراقية وأرصدة بالبنوك وشرد بذهنه بعيدا عن ورشته ناقما علي من في مثل سنه. شعر الشاب أن عمره قد أوشك علي الانتهاء ولن يستطيع تحقيق أحلامه, التي عاش من أجلها وفضل تعلم حرفة وترك التعليم ليضمن دخلا مجزيا يكون عونا له ويصبح رجل أعمل ذائع الصيت. بدأت عزيمة محمد تنهار يوما تلو الآخر أهمل معها عمله وعرفت الخلافات مع أرباب الأعمال طريقها إليه خاصة بعد كثرة تغيبه وعدم إتقانه لفنون حرفته واتجاهه للانغماس مع رفقاء السوء بتعاطي المواد المخدرة التي أفسدت عليه حياته, وجعلته منبوذا من جميع معارفه وأرباب الأعمال. ساءت أحوال محمد المادية بعد هجره عمله واستدانته من أقاربه وذويه الذين أغلقوا أبوابهم في وجهه بعد اعتياده علي أخذ الأموال منهم دون تسديدها ومما زاد غضبهم تجاه بعد علمهم بتعاطيه المواد المخدرة. فكر محمد في استغلال علاقاته ومعارفه في وسط الاتجار بالمواد المخدرة وقرر معاونتهم في ترويجها علي المدمنين ووزع في البداية الأقراص المخدرة التي تتميز بسهولة ترويجها ولكن بعد فترة قرر العمل في توزيع جوهر الحشيش المخدر خاصة بعد تكوينه عدة زبائن من أصحاب المزاج العالي. عقد التاجر العديد من الصفقات, بدأت معها أحواله المادية تنتعش ظن بعد بعده أنه قد أوشك علي تحقيق حلمه بعد أن ضل الطريق وذاع صيته بين المدمنين وأصبح الجميع يقصدونه. كانت معلومات سرية قد تجمعت أمام مكتب اللواء مجدي عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية عن تواجد بؤرة إجرامية في عزبة عثمان بشبرا الخيمة يتخذها عاطل مسرحا لممارسة نشاطه الإجرامي في الاتجار بالمواد المخدرة وتحديدا جوهر الحشيش المخدر. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء دكتور أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية شارك فيها العميد حسام فوزي رئيس مباحث المديرية للقضاء علي تلك البؤرة والقبض علي المتهم. وبتكثيف التحريات وإرسال العناصر السرية تبين أن البؤرة يتزعمها عاطل يدعي محمد حسين28 سنة مقيم عزبة عثمان.. وأضافت التحريات أن المتهم تخصص في جلب والاتجار بجوهر الحشيش المخدر ويتردد عليه العديد من المدمنين في أوقات متأخرة من الليل حيث يحوز المتهم أسلحة نارية وبيضاء للدفاع عن تجارته. وبعرض المعلومات علي المستشار مصطفي المتناوي رئيس نيابة شبرا الخيمة أول تم تقنين الإجراءات وإعداد مأمورية من رجال المباحث ونشر العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من وكر المتهم لمنع هروبه وفي الوقت المحدد تم مداهمة البؤرة والقبض عليه.. وبتفتيش المكان, تم العثور علي كمية من جوهر الحشيش المخدر وزنة300 جرام ومبلغ مالي2000 جنيه وأسلحة بيضاء وهاتف محمول وبمواجهته اعترفا بحيازته للمواد المخدرة بقصد الاتجار والسلاح الأبيض لحماية تجارته والمبلغ المالي حصيلة تجارته والهواتف للاتصال بعملائهما, تم تحرير المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق وقررت حبس المتهم والتحفظ علي المضبوطات وإرسالها للمعمل الجنائي لبيان نوعية المادة المخدرة.