تعرف علي نوعية المواد المخدرة بمختلف أصنافها قبل أن يشتد عوده ويتم عقده الأول.. تنبهت أذنيه منذ صغره لمفردات بيع وتداول جوهر الحشيش المخدر الذي اشتهرت به منطقته مقر ولادته وعاش بين دروبها يسمع روايات أساطير تجارالحشيش الذين ذاع صيتهم بين ربوع القليوبية.. انغمس عمرو منذ نشأته في بلدته الخرقانية في تلك الأجواء يشاهد المكاسب التي يحققها تجار المواد المخدرة من تجارتهم مستغلين طبيعة منطقتهم الجغرافية والحدائق الكثيفة الذين حولوها لأوكار لتجارتهم الأثمة بعيدا عن أعين رجال الأمن.. عاش الشاب فترة صباه في تلك الأجواء وحاول كثيرا الانضمام لتجار المواد المخدرة بعد تعرفه علي بعض أقرانه من رفقاء السوء الذين انجرفوا في تيارهم يروجون لهم تجارتهم ورفض استكمال دراسته التعليمة وأصر علي الهروب من الدراسة يقضي أغلب يومه بينهم.. تمرد كثيرا علي النصائح التي أسديت له من ذويه بمحاولة تقويمه وإبعاده عن دربه المعوج ولكنه دائما كان يواصل السير في غيه خاصة بعد العديد من المحاولات لتلقينه صنعة تكون بمثابة عوضا عن التعليم تضمن له مصدر دخل يعينه علي البعد عن طريق الإجرام والعيش وسط تجار المخدرات.. دارت عجل الحياة ومرت الأيام فقد معها الجميع الأمل في إعادته عن طريقه وبات سلوكه أمرا معتاد خاصة بعد معرفة ذويه إدمانه المواد المخدرة بمختلف أصنافها وصار عمرو منبوذا من الجميع.. توطدت علاقات عمرو ببعض تجار المواد المخدرة بمنطقة الجعافرة بعد أن عاش بينهم وعمل مع الكثير منهم ناضورجي يراقب دولايب المواد المخدرة يضمن مزاجه اليومي وعمل مع الآخرين في ترويج السموم علي المدمنين مقابل نسبة من الأموال.. تمرس الشاب الذي قارب عقده الثاني علي الانتهاء وذاع معه صيته وأصبح مشهورا بين تجار المواد المخدرة والمدمنين يقصد دولابه الجميع وجرت الأموال بين يديه غير عابيء بما يفعله خاصة بعد تعرفه علي أحد رفاقه يدعي محمد يصغره بسبع سنوات تشابهت معه ظروفه وأحلامه في جمع الأموال بأي طريقة.. استعان عمرو برفيقه وقررا تكوين تشكيل ثنائي يتخصص في جلب والاتجار بالمواد المخدرة وتحديدا مسحوق الهيروين وبالفعل عقدا العديد من الصفقات انتفخت معها جيوبهما بالمال الحرام وذاع صيتهما من جديد بين مدمني المزاج العالي من الهيروين واتخذا من منطقة الفرنواني وكرا لممارسة نشاطهما المجرم وأصبح الجميع يقصدونهما حتي رصدتهما أعين رجال المباحث.. كانت معلومات سرية قد تجمعت أمام مكتب اللواء سعيد شلبي مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية عن وجود بؤرة إجرامية بمنطقة الفرنواني التابعة لشبرا الخيمة يتخذها عاطلان مسرحا لممارسة نشاطهما الإجرامي في الاتجار بالمواد المخدرة وتحديدا مسحوق الهيروين.. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية شارك فيها العقيد محمود هندي رئيس فرع البحث الجنائي بشبرا الخيمة وهاني أبو سريع وكيل فرع البحث للقضاء علي تلك البؤرة والقبض علي المتهمين.. وبتكثيف التحريات وإرسال العناصر السرية تبين أن البؤرة يتزعمها عاطلين هما عمرو بهاء37 سنة مسجل اتجار بالمواد المخدرة مقيم الخرقانية بالقناطر الخيرية ومحمد رمضان30 سنة سبق اتهامه في قضايا مخدرات ومقيم بالفرنواني.. وأضافت التحريات أن المتهمين تخصصا في جلب والاتجار بمسحوق الهيروين المخدر ويتردد عليهما العديد من المدمنين في أوقات متأخرة من الليل وأن بحوزة المتهمين أسلحة نارية للدفاع عن تجارتهما واعتادا إطلاق عدة أعيرة نارية لإرهاب المارة.. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات وإعداد مأمورية من رجال المباحث ونشر العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من وكر المتهمين لمنع هروبهما وفي الوقت المحدد تم مداهمة البؤرة والقبض عليهما.. وبتفتيش المكان تم العثور علي فرد خرطوش و4طلقات من ذات العيار وكمية من مسحوق الهيروين المخدر وزنت180 جراما ومبلغ مالي600 جنيه وهاتفين محمول وبمواجهتهما اعترفا بحيازتهما المواد المخدرة بقصد الاتجار والسلاح الناري لحماية تجارتهما والمبلغ المالي حصيلة تجارتهما والهواتف للاتصال بعملائهما.. تم تحرير المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق وقررت حبس المتهمين والتحفظ علي المضبوطات وإرسالها للمعمل الجنائي لبيان نوعية المادة المخدرة ومدي صلاحية السلاح الناري.