تمرد علي حياته الريفية وأظهر عصيانه لوالده منذ صغره الذي كان دائما يطالبه بالالتزام والمحافظة علي دراسته خاصة بعد تعثره في استكمال تعليمه فكان بمثابة عائق أمامه للاستمرار وسط ذويه الذين لفظوه مبكرا وتوترت العلاقة بينهم. زادت حدة الخلافات بين سلامه ابن العشرين سنة ووالده بعد رفضه تعلم حرفة أو صنعة يتكسب منها رزقه وتضمن له مصدر دخل يستطيع من خلاله الإنفاق علي نفسه وتكوين أسرة مثل أقرانه في جزيرة بلي مركز بنها وتكون عوضا عن التعليم الذي فشل فيه ورفض النصائح التي أسديت له من ذويه بالمحافظة علي عمله ولكن الشاب دائما ما كان يتردد بين ورشة وأخري يتعلم حرفة يوما ويتركها أياما أخري حتي ساءت سيرته بين أرباب الأعمال. عاش سلامة بين رفقاء السوء ممن علي شاكلته يقضون ليلهم علي المقاهي يتعاطون المواد المخدرة ويعودون لمنازلهم في الساعات الأولي من صباح اليوم التالي وبدأت تتناثر الأقاويل حول إدمانه المواد المخدرة ومرافقة أصدقاء السوء حتي تجنبه الجميع بعد فقدان الأمل في إصلاحه. انغمس سلامة وسط تجار المواد المخدرة لتوفير مزاجه الشخصي في كثير من الأوقات والعمل مع بعضهم في ترويج السموم بين المدمنين وبعد مرور وقت ليس بالكثير فضل العمل منفردا وتخصص في مسحوق الهيروين وانتفخت جيوبه بالأموال وذاع صيته بين راغبي البودرة. استعان التاجر بشقيقه الأصغر سعيد ليكون بمثابة ذراعه اليمني وأغواه بالأموال الكثيرة والثراء السريع ففضل الشاب ابن السادسة عشر العمل مع شقيقه وأهمل دراسته وعاش مع شقيقه يروجان الهيروين علي المدمنين. استمرت حياة الشقيقين علي هذا المنوال وذاع صيتهما وأصبحا من أشهر مروجي الهيروين وسط منطقتهما وبدأ اسماهما يترددان بين رجال المباحث وتم إعداد العديد من المأموريات التي كانت تستهدفهما ولكنهما دائما كان يلوذان بالفرار حتي تم رصد تحركاتهما من جديد واصطيادهما. كانت معلومات سرية قد تجمعت أمام مكتب اللواء سعيد شلبي مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية تفيد بتكوين شقيقين تشكيلا عصابيا تخصص في الاتجار بالمواد المخدرة وتحديدا مسحوق الهيروين واتخاذهما من مسكنهما بمنطقة جزيرة بلي وكرا لممارسة نشاطهما. وأضافت التحريات أن المتهمين هما سلامة حسن32 سنة عاطل وشقيقه سعيد19 سنة طالب بالثانوي الزراعي. وعلي الفور أمر مدير الأمن بتشكيل فريق بحث وإرسال العناصر السرية لجمع المعلومات اللازمة عن المتهمين لوضع خطة القبض عليهما بقيادة اللواء أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة وتقنين الإجراءات وإعداد مأمورية للقبض عليهما تم ضبطهما وبتفتيش البؤرة تم العثور علي كمية من مسحوق الهيروين المخدر وزنه250 جراما وكمية من مخدر الحشيش وزنه25 جراما ومبلغ مالي20725 جنيها و5 دولارات أمريكية و3 هواتف محمولة و2 سلاح أبيض وميزان حساس. وبمواجهتهما أمام رجال المباحث اعترفا بتكوين تشكيل عصابي تخصص في الاتجار بالمواد المخدرة وأقرا بحيازتهما للمواد المخدرة.