رفض تعلم حرفة أو صنعة تكون بمثابة عوض عن التعليم بعد أن هرب منه في مراحله المبكرة وتضمن له مصدر دخل يستطيع من خلاله الانفاق علي نفسه وتكوين أسرة مثل غيره من أقرانه في بلدته الريفية المعروف عنها طيبة غالبية أهلها.. عاش الفتي فترة صباه يتنقل بين الحرف تارة ويعمل أجري باليومية تارة أخري يقضي يومه في العمل الذي كان يعتمد في أغلبه علي قوته البدنية حيث كان يقوم بتشوين البضاعة وتخزين مواد البناء مقابل أجر يومي لا يتجاوز بضع عشرات من الجنيهات.. اعتاد الشاب العشريني مرافقة أصدقاء السوء يقضون ليلهم علي مقاهي القناطر الخيرية يلوثون الطبيعة الساحرة بدخان المواد المخدرة التي يتعاطونها ويعودون لمنازلهم في الساعات الأولي من صباح اليوم التالي.. انغمس ماهر مع رفاق السوء وتعاطي المواد المخدرة وبدأت تنهار قواه البدنية التي كان يعتمد عليها عمله كأجري مما جعله غير مرغوب لدي أصحاب الأعمال خاصة بعد تناثر الأقاويل حول إدمانه المواد المخدرة ومرافقة أصدقاء السوء وبدأ الجميع في تجنبه.. مكث الشاب3 أسابيع داخل منزله بقرية الخرقانية لا يغادره الا بعد غروب شمس النهار متوجها إلي وكره يتسامر مع أقرانه من متعاطي المواد المخدرة انفق خلالها كل مدخراته واستدان من ذويه ليدبر احتياجاته من المخدرات ومزاجه اليومي حتي ضاق جميع الأهل من سلوكه السيئ وابتعدوا عنه بعد تراكم الديون عليه وسيرته السيئة التي كانت تطارده ليلا صباحا.. وذات مرة طلب منه أحد معارفه مساعدته في احضار كمية من المواد المخدرة من أحد التجار الذي كانت تربطه به علاقة صداقة ليتمكن من تقديم الواجب والتحية لمعارفه وضيوفه في حفل زفاف شقيقه وبالفعل احضر له الكمية المطلوبة واستطاع تحقيق مكسب من تلك العملية.. سيطر الشيطان علي عقله ودفعه لاستغلال تلك العلاقة مع تاجر المواد المخدرة فبدأ يستثمر معارفه من تجار المواد المخدرة ويقوم بجلب بضاعته بالجملة وإعادة توزيعها علي المدمنين وأصحاب المزاج وحقق العديد من المكاسب وراجت تجارته.. ذاع صيت التاجر بين معارفه وامتد لضواحي مركز القناطر الخيرية وأصبح من أصحاب النفوذ والسطوة يتهافت عليه الجميع داخل وكره بأحد المناطق الزراعية بقرية الخرقانية مستغلا خلو سجله الجنائي من أية سوابق قد تجعله بعيدا عن أعين رجال المباحث.. عقد التاجر العديد من الصفقات التي كان يجلبها من قري شبين القناطر المعروف احتواؤها علي أعتي تجار المواد المخدرة وقاما بإعادة توزيعها داخل وكره حتي بدأت الأجهزة الأمنية ترصد تحركاته ومصادر حصوله علي بضاعته المجرمة وتم إعداد العديد من الأكمنة لضبطه ولكنه دائما ما يلوذ بالفرار وتم صدور ثلاثة قرارات لضبطه في قضايا اتجار بالمواد المخدرة خلال العام الماضي.. استمر ماهر في ممارسة نشاطه الإجرامي وتوسيع دائرة توزيعه المواد المخدرة وأصبحت بؤرته من أشهر أوكار الاتجار بالمواد المخدرة وتحديدا جوهر الحشيش واستعان ببندقية خرطوش يدافع بها عن تجارته حتي رصده رجال المباحث واستطاعوا القبض عليه متلبسا.. وكانت معلومات سرية قد تجمعت أمام مكتب اللواء عرفة حمزة مدير المباحث الجنائية بالقليوبية عن ممارسة عاطل يدعي ماهر عمار24 سنة الاتجار بالمواد المخدرة وتحديدا جوهر الحشيش واتخاذه من قرية الخرقانية وكرا لممارسة نشاطه الإجرامي ومطلوب ضبطه وإحضارة في ثلاث قضايا اتجار مخدرات.. بعرض المعلومات علي اللواء سعيد شلبي مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية أمر بسرعة تشكيل فريق بحث وإرسال العناصر السرية لجمع المعلومات اللازمة لوضع خطة القبض علي المتهم.. تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال وتبين من تحرياته حيازة المتهم لبندقية خرطوش يستخدمها للدفاع عن تجارته المجرمة وتردد عليه العديد من المدمنين في أوقات متأخرة من الليل واستعانته بناضورجية لتأمين بؤرته.. تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة وإعداد مأمورية التي اعتمدت علي نشر بعض عناصرها كمائن بالقرب من بؤرة المتهم وتحركت باقي القوات لمداهمة الوكر وتم ضبطه وبتفتيش الوكر تم العثور علي بندقية خرطوش تركي تحمل رقم17255-15E و7 طلقات وكمية من مخدر الحشيش تزن500 جرام ومبلغ مالي450 جنيها وهاتفي محمول.. وبمواجهة المتهم أمام رجال المباحث اعترف بحيازته للمواد المخدرة بقصد الاتجار والسلاح الناري لحماية تجارته والمبلغ المالي حصيلة تجارتة والهواتف للاتصال بعملائه.. تم تحرير المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق وقررت حبس المتهم والتحفظ علي السلاح الناري والمواد المخدرة وإرسالهما للمعمل الجنائي بوزارة الداخلية لبيان مدي صلاحية السلاح الناري ونوعية المادة المخدرة المضبوطة.