جذبت العلاقات الإسرائيلية- الروسية مستويات غير عادية من الاهتمام خلال الأشهر الأخيرة وذلك علي خلفية التدخل العسكري الروسي في سوريا وإيجاد آلية لعدم التعارض ما بين القوات الروسية والتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية في سوريا, لتقف العلاقات الروسية- الإسرائيلية علي حبل مشدود من مصالح مشتركة ومتضاربة في سوريا. ولا شك أن تحالف روسيا الوثيق مع إيران وحزب الله اللبناني يثير حفيظة إسرائيل إلا أن هناك أصواتا إسرائيلية تتعالي لتوضح الاختلافات بين مصالح روسياوإيران في سوريا والمنطقة بأسرها. من وجهة نظر إسرائيل فان الدور الإيراني الحالي في سوريا هو السبب الرئيسي للقلق بينما ينظر للدور الروسي في سوريا علي انه مفيد نظرا لسعي موسكو للقضاء علي التنظيمات الإرهابية والمتشددين وهو الأمر المفيد لتل أبيب بينما تنظر إسرائيل لإيران علي أنها قوة تسعي لفرض هيمنتها الإقليمية مما يؤثر علي المصالح الإسرائيلية في المنطقة خاصة أن طهران تتمني زوال إسرائيل.وذكر معهد دراسات الشرق الأوسط أنه بمجرد انحسار الحرب في سوريا سيتركز اهتمام حزب الله علي لبنان وسوف ترتفع التوترات مع تل أبيب, ومن ثم فان التقارب الذي حدث أخيرا بين روسيا وإسرائيل سوف يؤثر علي الاشتباكات المستقبلية بين تل أبيب وحزب الله والتي قد تخلو من الدعم الروسي وان كانت الحركة مسلحة بأفضل الصواريخ الروسية الصنع, وبينما تناقش إسرائيل الحرب الثالثة المرتقبة مع حزب الله كأمر واقع فان الدولة الوحيدة القادرة علي منع اندلاع هذه الحرب هي روسيا. تقوم العلاقات الروسية- الإسرائيلية علي الشك والاحترام في نفس الوقت حيث أن لدي إسرائيل قدرة لا نهائية علي الشك بالغير, بينما تحتفي تل أبيب بالصور التذكارية التي التقطت مؤخرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرسائل إستراتيجية موجهة لأعداء تل أبيب. ولا شك أن الاقتراب الإسرائيلي من روسيا يأتي في أعقاب سعي الأخيرة لإضعاف سيطرة الولاياتالمتحدة علي الشرق الأوسط كجزء من إستراتيجية عالمية لموسكو لاستعادة نفوذها في مواجهة واشنطن, في الوقت الذي يتراجع فيه النفوذ الأمريكي في المنطقة وإن كان الدعم الأمريكي لإسرائيل مستمرا. ويكشف التقارب الروسي- الإسرائيلي عن دبلوماسية مرنة وضعتها روسيا للتعامل مع جميع الجهات الفاعلة الأخري في المنطقة, إلا أن مخطط إسرائيل الكبري يؤشر الي أن العلاقات الإسرائيلية- الروسية ستواجه معضلات خطيرة في المستقبل.وفي الواقع كان دور الولاياتالمتحدةالأمريكية هامشي جدا في اشتباكات إسرائيل في الآونة الأخيرة مع حماس في غزة, ولكن ليس هناك سجل حافل لدبلوماسية روسية نشطة في مثل هذه النزاعات في العقود الأخيرة.