"هل يؤدي التقارب بين إسرائيل وروسيا إلى تغييرات سياسية؟"، هكذا تساءلت صحيفة "معاريف" العبرية في تعليقها على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا، معتبرة أن لقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشكل مدخلاً لعملية السلام؛ خاصة مع تحالف موسكو مع كل من إيران و"حزب الله". وأضافت "في الأسابيع الأخيرة تحدث عدة مرات عن المبادرة العربية ودفع عملية السلام، والآن يقوم بزيارة لروسيا ويلتقي رئيسها فلاديمير بوتين للمرة الثالثة هذا العالم، بمناسبة مرور 25عامًا على تجديد العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب موسكو". وقالت "على العكس من الزيارتين السابقتين لنتنياهو، واللتين كانتا سريعتين وقصيرتين، فإنه من المتوقع أن يقضي نتنياهو في روسيا فترة أطول"، مضيفة أن "تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي التي سبقت زيارته لموسكو كانت تدور حول خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ودعوته لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين؛ وتحدث عن استعداد تل أبيب للتعاون مع القاهرة ودول عربية أخرى في دفع عملية السلام واستقرار المنطقة، كما أعلن بعد تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرًا للدفاع تأييده لمبادرة السلام العربية". وذكرت أن "مصادر سياسية إسرائيلية تحدثت الجمعة الماضية عن إمكانية إدخال تل أبيب الرئيس الروسي بوتين في مسار عملية السلام". ونقلت عن تسيبي ماجين -سفير إسرائيل الأسبق بروسيا – قوله "هناك احتمالية أن يكون بوتين هو الوسيط في مؤتمر قمة إقليمي يكون بديلاً لمبادرة السلام الفرنسية، ولن أتفاجئ إذا ظهر هذا المقترح خلال لقاء نتنياهو وبوتين؛ فالحديث يدور عن مصالح مشتركة، وهناك تلميحات وإشارات لهذا الأمر في رسائل نتنياهو وتصريحاته، وهناك حقيقة زيارة محمود عباس -رئيس السلطة الفلسطينية- لموسكو قبل أيام من لقاء نتنياهو وبوتين الذي جرى في أبريل الماضي، كما أن الرئيس الروسي لم يبعث مندوبًا عنه لمؤتمر باريس للسلام وهذا يعني الكثير؛ يعني أن موسكو تريد أن تكون لاعبًا إقليميًا مؤثرًا". وأضافت "في العام الأخير، وعلى خلفية تدخل روسيا في القتال بسوريا، زادت العلاقات دفئا بين تل أبيب وموسكو، وهو ما تجلى في زيادة اللقاءات بين بوتين ونتنياهو، وبعد دخول القوات السورية لسوريا لمساعدة النظام في حربه ضد المتمردين، بدأ تعاون وثيق بين إسرائيل وروسيا". بدوره قال البرلماني الإسرائيلي مايكل أورين -سفير إسرائيل في الولاياتالمتحدة سابقًا- إن "روسيا تملأ الفراغ الذي تركته واشنطن ورائها في الشرق الأوسط، لقد حدث انسحاب أمريكي على الصعيدين الاستراتيجي والدبلوماسي، وفي المقابل زاد التدخل الروسي على هذين الصعيدين في المنطقة، نتنياهو ليس الوحيد الذي يلتقي بوتين عدة مرات سنويا؛ فهناك أيضا الرئيس المصري السيسي وقادة شرق أوسطيون يزورونه، وهناك شك ان تتغير هذه السياسة حتى بعد الانتخابات الأمريكية". وأضاف أورين "لقد خاضت أمريكا حروب استنزاف في المنطقة، وضاقت ذرعا بالشرق الأوسط؛ لقد استثمروا تريليون دولار في العراق ولم يحصدوا في مقابل ذلك سنتا واحدا"؛ لافتًا إلى أن "الرئيس الأمريكي أوباما خسر ثقة العالم العربي، والمصريون لن ينسوا ماذا فعل لكل من مبارك والقذافي". من جانبه، قال رام بن باراك -نائب رئيس الموساد سابقًا- إن "بوتين يريد إعادة موسكو إلى ما كانت عليه في الماضي خلال العهد السوفييتي؛ هو يريد أن يفعل ذلك لسببين، الأول هو ان الروس يريدون أن يكونوا أقوى، والثاني هو أن بوتين يرغب في التدخل في الكثير من المناطق ليقايضها بمناطق أخرى، هذه لعبة عالمية، على سبيل المثال سوريا مقابل أوكرانيا، هذا يزيده قوة". بن باراك أضاف "كلما غاب الأمريكيون عن مكان، سيحل الروس مكانهم، يمكننا رؤية ذلك في أفريقيا وسوريا؛موسكو تبيع الكثير من السلاح وعندما تقوم ببيعه لدول محددة، سيكون هناك سيطرة على القدرة القتالية لتلك الدول ، إذا فرضت الولاياتالمتحدة حظرًا على مصر، سيكون هناك سلاح روسي".