من يستفيد من الحرب الباردة ؟ جهاد المومني أعلنت قيادة الجيش الروسي أن إسرائيل تصدرت قائمة الدول الداعمة لجورجيا بعد الولاياتالمتحدة المزود الرئيسي لجورجيا بالأسلحة خلال الحرب الأخيرة في القوقاز، وأوردت قيادة الجيش الروسي أرقاما ومعلومات عن أنواع وكميات الأسلحة التي تلقتها جورجيا من إسرائيل بتركيز على طائرات التجسس وعمليات التدريب الخاصة بالاقتحام والتصفيات بكواتم الصوت. وحسب القيادة الروسية فأن جورجيا استخدمت تقنيات وأساليب إسرائيلية في اقتحام تسخنفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية بداية النزاع، وليس في نية موسكو السكوت على ما اعتبرته حربا إسرائيلية غير مباشرة ضد روسيا، وهي حرب لم تتوقف في يوم من الأيام حتى عندما فتحت روسيا الأبواب على مصاريعها لتهجير أكثر من مليون يهودي روسي إلى إسرائيل جلهم تحولوا إلى مستوطنين ومقاتلين في جيش الدفاع الإسرائيلي، ناهيك عما أقدمت عليه موسكو من خطوات استراتيجية للتقارب مع إسرائيل حين قننت التعاون العسكري مع خصومها في المنطقة وبالدرجة الأولى سوريا وإيران. هذا التعاون لن يعود إلى سابق عهده بعد حرب القوقاز الأخيرة الأمر الذي يثير حفيظة سياسيين إسرائيليين مخضرمين يدركون أهمية أن لا تظل إسرائيل أسيرة علاقات ملزمة مع الغرب معتمدة على دعمه وتأييده وتهمل الصلات الوثيقة التي يجب أن تربطها بروسيا لتحافظ على حيادها على الأقل في أي نزاع عسكري محتمل مع إيران، وكذلك لضمان موقف روسي معتدل تجاه المفاوضات السلمية مع الأطراف العربية. وبعبارة أخرى فأن إسرائيل لن تغامر بخسارة روسيا بجعلها خصما وهي تعلم تماما أن روسيا قادرة على ضرب مصالح إسرائيل في الصميم، ولقد بدأت بوادر الرد الروسي على تحالف تل ابيب - تبليسي بالظهور بدعوة تلقاها الرئيس الأسد لزيارة موسكو في أسرع وقت ممكن، وهذه رسالة قوية تذكر بما يمكن لروسيا أن تفعله للدفاع عن مصالحها بإعادة تحالفاتها السابقة وتطوير القائمة منها لترتقي إلى مستويات مقلقة بالنسبة لإسرائيل التي تسعى لتكون أكثر الأطراف استفادة من حرب القوقاز وتعمل بشتى وسائلها لإشعال فتيل الحرب الباردة بين الشرق والغرب. فبدون هذه الحرب ستكون إسرائيل عرضة للضغوط الغربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تنفيذا لوعود غربية أمريكية للعرب بحل سلمي يقوم على مبدأ الدولتين، وقد وجدت إسرائيل فرصتها الآن في تشتيت الجهود الغربية وترحيلها نحو جورجيا وبنفس الوقت المساهمة المباشرة في خلق خصومات جديدة وجدية للولايات المتحدة تدفع بواشنطن للاكتراث بمصالحها وبما يهدد نفوذها العالمي وترك إسرائيل مستقلة عن أية التزامات أو ضغوط في المرحلة الحالية، هذا الهدف إما انه تحقق لإسرائيل أو انه في طريقه للتحقق فجميع المؤشرات تؤكد أن الحرب الباردة بين القطبين العسكريين حلف الناتو وروسيا قد بدأت بالفعل، ويعتبر هذا الأسبوع الذي شهد توقيع كونداليزا رايس لاتفاقية نشر الدرع الصاروخية في بولندا بداية تاريخ جديد بين روسيا والغرب عموما. عن صحيفة الرأي الاردنية 21/8/2008