كتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان في مقال بعنوان:' ما الذي يحدث عندما تهيمن إسرائيل علي أمن الإنترنت؟' في صحيفة' نيويورك تايمز', وأضاف: إن'إسرائيل'تصنف الآن في المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة من حيث عدد الشركات الجديدة ذات الصلة بالكمبيوتر, التي انتشرت في التسعينيات في بورصة نيويورك حيث تم تداول أسهم أكثر من مائة شركة' إسرائيلية' عاملة في هذا المجال, ووحدها الشركات الأمريكية المسجلة في البورصة هي التي تجاوزت هذا الرقم. وفي هذا السياق يقول الكاتب والمترجم المصري البارز أحمد عزت سليم إن فريدمان تساءل بعد ذلك: ماذا سيحدث عندما تكون هناك شركة' إسرائيلية'بالقرب من طبريا الوحيدة في العالم التي تصنع رقاقة تحويل رئيسية للإنترنت؟ وماذا سيحدث عندما تبدأ الشركات الإسرائيلية في الهيمنة علي قطاع تكنولوجي أساسي وحساس للغاية مثل الأدوات المخصصة لأمن الإنترنت؟, ورد قائلا:الذي سيحدث أن الكل سوف يخطب' ود إسرائيل' بغض النظر عن مصير عملية السلام, فاليابان التي كانت تبتعد دائما عن' إسرائيل' وتتعامل معها بمنتهي الحذر خشية رد الفعل العربي هي الآن ثاني أكبر مستثمر لرأس المال في المشاريع الإسرائيلية بعد الولاياتالمتحدة, لذلك فإنها تبادر إلي التهام شركات برامج الكمبيوتر الإسرائيلية, ولدي الصين الآن92 عالما يقومون بأبحاثهم في' معهد وايزمان'المعروف ب'إسرائيل', وللهند52 عالما أيضا. وأضاف قائلا:هكذا تشكل شركات تكنولوجيا المعلومات وبمختلف تخصصاتها التقنية الشاملة إحدي الأدوات الفائقة للدولة الصهيونية في تأكيد الوجود الصهيوني في الفضاء السيبراني, وفي ذات الوقت تعبر عن تكامل الفعاليات الصهيونية في أرض الواقع حيث تتكامل وتترابط المجالات العسكرية والأمنية تماما مع المجالات المدنية الكل في واحد هو الكيان الصهيوني بكل آلياته وفعالياته وماهيته, حيث تعتمد شركات التقنيات المتقدمة والفائقة في نشأتها وفعالياتها وتطوراتها علي المؤسسة العسكرية واستيعاب ضباط وجنود الجيش الصهيوني. ويؤكد سليم أن رجال الأعمال هناك أتيحت لهم فرصة الاستثمار والتطوير والتغلب علي العقبات مع الذين جاءوا من سلاح الإشارة, وسلاح الجو والبحرية والمظليين, ومدفعية الجولاني, ووصولا معهم للتكنولوجيا الفائقة. وأضاف هناك رجال أعمال في إسرائيل اليوم من جميع مناحي الحياة من الجيش, الذين هم في نقطة انطلاق جيدة للغاية لتحقيق أحلامهم.. من أولئك الذين لم يتطرقوا مرة واحدة في لوحة المفاتيح في الجيش إنهم المحاربون السيبرانيون وأبطال تكنولوجيا في الكاكي'كما أن خدمة التقنيات بالجيش في الوحدة8200, هي بلا شك أساس مهم لتدريب أصحاب المشاريع المستقبلية. وأشار إلي أن تمنح هذه الأدوات لإسرائيل الفرصة للولوج والاختراق الاستخباراتي للمؤسسات والمنظمات الخارجية, وبما تشمله هذه الاستهدافات للمنافسين والمؤيدين والمعادين والمقاومين لها وبلا استثناء, وفي مختلف بقاع العالم رأسيا وأفقيا, ومن استهداف المنزل إلي المؤسسة ومن الشارع والحارة إلي القرية والحي, ومن الموظف الإداري إلي رؤوس الإدارة العليا, وكما أنها ليست مفاجأة أن شركات التكنولوجيا, مثل حاجز,Imperva, نيس, جلعاد, ويز,Trusteer, وWIX كل لها جذورها في هذه الوحدة جيش الدفاع الإسرائيلي. وقد كشف عن ذلك كله في مؤتمرCybertech الذي أقيم مؤخرا في تل أبيب حيث قال لويس رودريجيز سولير مدير خدمات مخاطر المشاريع في شركة ديلويت/إسبانيا والتي لديها مراكز عمليات سيبرانية في تشيلي, كوستاريكا, جنوب أفريقيا, إسبانيا, المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة:'أن إسرائيل هي واحدة من أعقد الاستخبارات في العالم, وإن الشركات الناشئة التي شهدناها هنا مثيرة للاهتمام إلي حد بعيد, ونحن نتحدث إليها بالفعل, وأن شركة ديلويت تخطط لفتح مركز عمليات الأمن السيبراني في إسرائيل وتتطلع إلي اكتساب شريك وترخيص التقنيات التي وضعتها الشركات الإسرائيلية. وأضاف أن فيكتور هيرنانديز جوميز مدير التطوير بالشركة أكد أن' إسرائيل لديها مجموعة واسعة من الناس المهرة'. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي سوف تخفف القيود المفروضة علي تراخيص تصدير التكنولوجيات ذات الصلة الإنترنت, ومع المتسللين للحصول علي الأكثر تطورا وألمع العقول في الأمن الرقمي من جميع أنحاء العالم والعمل معا من أجل الاستباق'كما حققت الشركات الإسرائيلية وطبقا لمكتب الأمن القومي السيبراني الإسرائيلي(NCB) زيادة في صادرات الإنترنت من3 مليارات دولار في2013 حتي6000000000 دولار في العام الماضي, ووفقا لهيئة التنسيق الإسرائيلية, التي تشكل حوالي10% من60 مليار دولار سوق الإنترنت العالمي المقدر, وبالمقارنة مع أرقام وزارة الدفاع من5660000000 دولار في العقود الجديدة الموقعة, وهو ما يعني أنه لأول مرة, أحصت الشركات الإسرائيلية أكثر في أوامر الإنترنت مما كانت عليه في الفضاء التقليدي والأعمال الدفاعية. وفي هذا السياق ينقل أحمد عزت سليم ما قاله اللواء المتقاعد إسحاق بن إسرائيل, رئيس المركز المتعدد المجالات سايبر البحوث( اللجنة الدولية) في جامعة تل أبيب إن' السوق السيبرانية في إسرائيل ينمو بوتيرة سريعة جداو'شكلت صادرات الإنترنت الإسرائيلية حوالي8% من السوق العالمية, ونما عدد من الشركات السيبرانية هنا بنسبة25%, وارتفعت الاستثمارات في الشركات المبتدئة الجديدة بنسبة40%' وبحسب بن إسرائيل, وهو رئيس سابق لفرقة العمل الحكومية فإن المبلغ الفعلي للطلبات التصدير التي تبرمها الشركات الإسرائيلية-أو الشركات متعددة الجنسيات التي تقوم بأعمال السيبرانية هنا- يمكن أن يكون أعلي من ذلك. وبذلك- و الكلام لأحمد عزت سليم_ يعتبر الفضاء السيبراني اليوم سلاحا فتاكا, يحمل معه التهديد حيث لم يعد مجرد الوسيلة اليومية لاكتساب المعرفة أو تواصل البشر, وانطلاقا من ذلك وفر القطاع الحكومي أنظمة وشهادات العمل في ساحة الإنترنت, فضلا عن تبني عقيدة دفاعية جديدة. وأخيرا يطلق أحمد عزت سليم صرخة تحذير قائلا:لقد استطاعت الدولة الصهيونية أن تزيد من قدراتها الدفاعية, وأن تواجه العمليات المضادة, وذلك من خلال تفعيل وتقنين الرقابة علي كل المنتجات والتقنيات والمكونات والبرمجيات والمعدات والملحقات, ووضع آليات التجسس والاختراق من خلال تقنياتها المصدرة, إضافة إلي الخبراء الإسرائيليين المتعاملين مع علي المستوي العالمي مع الشركات والمؤسسات والمنظمات والهيئات الرسمية وغير الرسمية والمدنية وغير المدنية, حتي أن العديد من الخبراء يتوقعون أن تكون إسرائيل بفضل هذه السيطرة واحدة من أكثر الدول تنظيما وتأثيرا علي مستوي العالم.. فماذا نحن فاعلون؟!!