لاشك أن حادث سقوط الطائرة المصرية الأسبوع الماضي سيكون له تداعيات كبيرة ليس علي العلاقات المصرية الفرنسية فقط بل أيضا سيكون له تأثيره علي الاقتصاد المصري حيث سينعكس سلبا علي حركة السياحة والتي تعاني بالفعل منذ سنوات خاصة بعد حادث طائرة شرم الشيخ الروسية وأيضا توتر العلاقات المصرية الإيطالية علي خليفة مقتل الباحث الإيطالي ريجيني وما صاحبها من تداعيات سلبية علي علاقات القاهرة وروما. ولذا فإننا لابد أن نتوقف عند مجموعة من الحقائق بالتحليل الدقيق ونحاول الربط بينها بصورة واضحة تجعلنا نتعامل مع ما يحدث بجدية شديدة... أولا ندرك جميعا عمق العلاقات المصرية الفرنسية وتطورها بسرعة كبيرة خلال العامين الماضيين فقط علي كافة المستويات خاصة ما يتعلق منها بالجانب الاقتصادي والعسكري أيضا وتم تتويج ذلك بزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند للقاهرة خلال الشهر الماضي وإعلانه دعم فرنسا بكل قوة لمصر ضد الإرهاب والوقوف معها في معركتها الاقتصادية لتتجاوز الأزمات التي تمر بها بالإضافة إلي دعم فرنسا لمصر داخل الاتحاد الأوروبي وتنسيق المواقف مع الدبلوماسية المصرية في المحافل الدولية أيضا. إذن فالعلاقات المصرية الفرنسية متميزة لدرجة تثير مخاوف لدي قوي وأجهزة أخري لا يسعدها قوة علاقات القاهرة مع المجتمع الدولي ومن هنا جاءت الضربات المتتالية للعلاقات المصرية الدولية بداية بتفجير الطائرة الروسية بشرم الشيخ لدق أسافين في العلاقات بين القاهرةوموسكو وهو ما تحقق بالفعل حيث أوقفت موسكو سياحتها إلي مصر والتي كان يبلغ قوامها ثلاثة ملايين سائح بعد أن وصلت علاقات البلدين إلي أزهي عصورها بعد توقيع الاتفاق لإقامة محطتي الضبعة النووية وإبرام صفقات عسكرية مميزة لدعم القوات المسلحة المصرية وبالتالي بروز القاهرة كقوة إقليمية مهمة أقلق بعض القوي الأخري في المنطقة. وأعتقد أن هناك رابطا قويا بين حادثي الطائرة الروسية في شرم الشيخ وسقوط طائرة مصر للطيران وأيضا بين مقتل الباحث الإيطالي فهناك تنظيمات إرهابية وأجهزة استخبارات بل ودول تقف خلف تلك الحوادث المدبرة حيث تري تلك التنظيمات والجهات في بروز دور القاهرة إقليميا ودوليا إزعاجا كبيرا بل تنظر إليه علي أنه يؤدي أيضا إلي بروز دور مصر في مواجهة الإرهاب إقليميا ودوليا سواء في الشرق الأوسط أو داخل القارة الإفريقية ولذا كان لابد من السعي وبكل قوة من تلك التنظيمات الإرهابية إلي تدمير العلاقات المصرية مع الدول التي تربطها علاقات شراكة وتعاون قوي مع القاهرة في كافة المجالات وفي مقدمتها روسيا وإيطاليا وفرنسا. والمؤكد أن القيادة السياسية في مصر وفي الدول الثلاث الأخري تدرك ذلك جيدا وتسعي إلي تفويت تلك الفرصة علي التنظيمات الإرهابية وهو ما أشار إليه الرئيس السيسي يوم الثلاثاء الماضي عند لقائه بوفد من البرلمان الفرنسي بالقاهرة حيث قال إن هذا اللقاء هو أبلغ رد علي من يسعون إلي الإساءة للعلاقات بين البلدين بينما استقبل الرئيس الفرنسي أولاند في نفس التوقيت تقريبا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف خلال زيارته لباريس للتأكيد علي رفض البلدين علي كافة المستويات للإرهاب والتصدي لمحاولات البعض تشويه علاقات الصداقة التاريخية بين الشعبين. ولذا فإن القاهرة وباريس تسعيان إلي دعم وتعزيز جهودهما بالتنسيق مع المجتمع الدولي للتصدي للإرهاب الذي يسعي بكل بقوة لتدمير الأمن والاستقرار في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وهو ما يتطلب تكثيف التعاون والزيارات علي كافة المستويات بين البلدين لتفويت الفرصة علي من يسعي لزعزعة استقرار علاقات القاهرة وباريس. [email protected]