اعلن الرئيس مبارك في خطابه الي الشعب اول فبراير استجابته لمطلب ثورة الشباب انه لن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية لفترة جديدة وانه يكفي من العمر في خدمة مصر وشعبها. وانه حريص كل الحرص علي ان يختتم عمله من اجل الوطن بما يضمن تسليم امانته ورايته ومصر عزيزة آمنة مستقرة وبما يحفظ الشرعية ويحترم الدستور. وقال ان هذا الوطن العزيز هو وطني.. مثلما هو وطن كل مصري ومصرية.. فيه عشت وحاربت من اجله, ودافعت عن ارضه وسيادته ومصالحه وعلي ارضه اموت. واكد اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ان الرئيس مبارك عاش مقاتلا في سبيل مصر ورفعتها ولن يترك ارضها ابدا, وان معظم المصريين يحترمون الرئيس مبارك ويحترمون كل من يعمل لمصلحة مصر, كما عمل الرئيس مبارك طوال حياته. لقد عرفت الرئيس مبارك عن قرب من خلال مرافقته في رحلاته الخارجية مع الزملاء رؤساء المؤسسات الصحفية ورؤساء التحرير لاكثر من30 رحلة, وكانت عادته الجلوس مع الصحفيين داخل الطائرة في حوار حول مختلف القضايا الداخلية والخارجية.. وكان صريحا ومتواضعا وبسيطا ويستمع باهتمام الي اسئلة وآراء الزملاء, وكان يؤكد دائما انه يشعر بمعاناة محدودي الدخل والشباب ويسابق الزمن لحل كل المشاكل وبناء مصر النهضة. منذ ان تولي الرئيس مبارك الحكم اعلن ان الهدف الذي تدور حوله جهود العمل الوطني في الداخل والخارج هو رفاهية الانسان المصري.. واستعادة مصر مكانتها اللائقة بها في المجتمع الدولي, ومن اجل هذا الهدف كان شغله الشاغل منذ ان تولي الرئاسة الوضع الداخلي, ولذا جاءت الديمقراطية والتنمية الاقتصادية في طليعة العمل الوطني. ففي مجال الديمقراطية اكد حتميتها في بناء التقدم وضرورة المشاركة السياسية وكفالة الحريات, كما اكد ايضا حاجة الوطن الي كل ابنائه بغض النظر عن معتقداتهم السياسية او تطلعاتهم الفكرية او مواقعهم الاجتماعية. حتما شهدت مصر سلبيات وانحرافات كبيرة وسيطرة رجال الاعمال علي الحكم ولكن ستظل للرئيس مبارك صفحات مضيئة في مسيرة مصر الوطنية, فهو احد ابطال نصر اكتوبر وصاحب الضربة الجوية الاولي, وكان حريصا علي استقلالية وحرية القرار الوطني, وسيحكم التاريخ علي ادائه الوطني ما له وما عليه. ان مصر الخالدة ستستمر في مسيرتها الحضارية التي بدأت منذ سبعة آلاف عام. اصبح يوم25 يناير2011 يوما خالدا في المسيرة الوطنية لتاريخ مصر.. ففيه انطلقت ثورة الشباب السلمية من اجل سيادة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية من خلال التغيير لقيادة العمل الوطني. وكان رئيس الجمهورية موفقا في اختيار رموز القوات المسلحة المشهود لها بالكفاءة والصدق والشفافية والنزاهة.. اللواء عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية والفريق احمد شفيق لوزارة والمشير محمد حسين طنطاوي نائبا لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والانتاج الحربي. بكل المقاييس فإن القوات المسلحة كانت ومازالت صمام أمان مسيرة الوطن وحماية مؤسساته وتحقيق الاستقرار وتأمين مسيرة الشباب. وجه اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية التحيه الي شباب مصر الواعي الذي خرج في مظاهرات يوم25 يناير الماضي.. وشكر الشباب الذين اطلقوا شرارة الاصلاح.. واضاف انه لابد من انتهاء الوقت المتبقي لاجراء تعديلات تشريعية ودستورية. وشدد علي ان الدولة جادة في تلبية مطالب الشباب واستمرار الاعتصام يزيد من الشلل للدولة وهو مزيد من الخسائر.. وقد يستغل هذا الاعتصام اجندات خاصة لإرهاب المجتمع وترويعه, معربا عن أسفه للخسائر الاقتصادية الكبيرة التي اكد انها سيكون لها تأثير كبير جدا في المستقبل. ونفس المعاني اكدها الفريق احمد شفيق رئيس الوزراء وان الحكومة في خدمة الشعب واهدافه الوطنية. واكدت القوات المسلحة علي انها حريصة علي امن وسلامة المواطنين وانها لن تلجأ لاستخدام القوة ضد هذا الشعب العظيم, واكدت اهمية التزام المواطنين بالتعبير عن آرائهم بالطرق السلمية. واعلنت القوات المسلحة ان رسالة الشباب ومطالبهم قد عربت, وان القوات المسلحة ساهرة علي حمايتهم, وناشدت اياهم بالعودة الي ديارهم حتي يتحقق الامان والاستقرار للوطن. وناشدت شباب مصر الواعي ورجال مصر الاوفياء ان نتطلع الي المستقبل, ويجب ان نفكر في بلدنا مصر.. الجيش والشعب عبر الهزيمة في اكتوبر1973 والجيش والشعب قادر ان يعبر الموقف الحالي بالعزيمة والرجولة والشهامة. واكدت للشباب وللشعب ان رسالتكم وصلت ومطالبكم عرفت, ونحن ساهرون علي تأمين الوطن من اجلكم انتم شعب مصر الكريم او يجب ان نلبي نداء الوطن بالعمل الجاد المثمر, ونحرم الحاقدين من رؤيتنا في وسط الازمات. ونادت القوات المسلحة الشباب ليس بسلطان القوة ولكن برغبة في حب مصر علي اعادة الحياة الطبيعية لمصر.. ونحن بكم ومعكم من اجل الوطن والمواطنين والامن والأمان لمصرنا المحروسة.. وسنستمر في تأمين وطننا العظيم مهما كانت التحديات.. لتعيش مصر حرة قوية ومطمئنة. قال الشعب المصري كلمته عبر المسيرات الحاشدة في القاهرة والاسكندرية ومحافظات اخري مطالبا بالتغيير الشامل متطلعا الي عصر جديد يحقق لهم ما يحلمون به من الحياة الحرة الكريمة, وتوفير فرص العمل الشريف, وتقديم الخدمات اللائقة في كل ميدان لصالح محدودي الدخل وغيرهم ممن ساقتهم الي ساحة الفقر, سياسات اقتصادية غير ملتزمة بالبعد الاجتماعي ولم تحقق العدالة الاجتماعية. يستطيع الشعب تحقيق احلامه اذا التزم الجميع الحفاظ علي مصر الخالدة مؤسساتها ومقدراتها وثرواتها منجزاتها التي بناها الشعب بدمائه وعرقه واياديه واظافره ولاينبغي التفريط فيها او تعريضها للخطر تحت اي شعارات تستهدف الاثارة ونشر الفوضي. ان مصر هي الباقية وشعبها هو الحكم يختار من يشاء لقيادته متحملا مسئولية الاختيار. يقف الشعب المناضل والجيش الباسل والشرطة النقيه الآن في حراسة مصر الخالدة كي تلملم جراحها وتستعيد امنها وتخطو تحت راية الحرية والديمقراطية في طريق التنمية الحقيقية التي توفر العمل اللائق لشبابها, وتضمن الرزق الحلال الكريم لكل مواطن دون تفرقه في العقيدة او الطائفة او الطبقة. ان المسيرة الوطنية الجديدة تتطلب من الجميع في كل موقع عملا جادا مخلصا يعلي قيم التضحية وإنكار الذات والصدق والشفافية والامانة ويتخلص من رواسب الطبقة المعنية والظواهر الشاذة الغريبة علي المجتمع المصري. لقد عاشت مصر شامخة وصارت أم الدنيا بفضل تضحيات ابنائها المخلصين لوطنهم لا لأنفسهم وهي الآن احوج ما تكون الي التضحية وإنكار الذات من المجتمع. ان الحركة التعاونية المصرية التي تضم12 مليون اسرة في اطار18 الف منظمة تعاونية جزء من المسيرة الوطنية للشعب وهي من مؤسسات المجتمع المدني.. ضمير الوطن تسهم بكل امكاناتها في حماية مصالح الشعب. الاشخاص زائلون.. والوطن باق شامخا.. وستظل مصر الرائدة بحكم عبقرية المكان في المنطقة. ان المسيرة الوطنية مستمرة وسيظل الرئيس مبارك احد الزعماء البارزين في كتاب الوطن.. حفظ الله مصر من كل الشرور لتستمر واحة من السلام والامان. وصدق الله العظيم ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين إن مصر الخالدة ستظل فوق الجميع والسيادة للشعب