أنا سيدة في التاسعة والثلاثين من عمري, مررت في بدايات العشرينيات بتجربة زواج فاشلة أثمرت عن طفل وحيد فقررت عدم الزواج مرة أخري والتفرغ له إلي جانب عملي, ومنذ حوالي5 سنوات انتقل زميل جديد إلي مقر عملي وسرعان ما عرفنا سر وجومه واكتئابه إذ أنه كان يمر بالمراحل الأخيرة من طلاق زوجته أم طفليه, في البداية لم يلفت انتباهي لكنني أشفقت عليه مما يعانيه فاقتربت منه لمواساته وشيئا فشيئ توطدت علاقتنا وصرنا أصدقاء, وبمرور الوقت تولدت بيننا مشاعر حب عميقة في الوقت الذي كانت علاقته بمطلقته شبه مقطوعة إلا من زيارات قليلة يشاهد فيها ابنيه, تزوجنا ومرت الحياة بنا هادئة إلي أن جاء يوم علم فيه بنية مطلقته في الزواج مرة أخري, وهنا ثارت ثورته التي تعجبت لها لكنه بررها بخوفه علي أطفاله لكنني بإحساس الأنثي أيقنت أنه مازال يحبها! وفجأة هدأ زوجي بعدما علم بتراجع طليقته عن الزواج لأسباب تخصها, وحمدت الله كثيرا علي مرور الزوبعة واعتقدت أن الحياة ستعود بيننا لسابق عهدها حتي فوجئت به ذات يوم يخبرني أنه يفكر في إعادة طليقته إلي عصمته أيضا بحجة الأولاد سيدي.. أنا أحب زوجي جدا لكنني لا أطيق فكرة أن مشاعره مع امرأة أخري, وكثيرا ما أشعر بأنه خدعني بل وخدع نفسه عندما تزوجني لكن ما ذنبي أنا؟ وهل أوافقه علي إعادتها حتي لا أخسر حياتي معه؟ أم أطلب الطلاق مرة ثانية؟ يجيب علي هذه المشكلة دكتور مدحت عبد الهادي استشاري العلاقات الزوجية قائلا: سيدتي حالتك هذه أنت وزوجك نموذجا لما نحذر منه المطلقين حديثا, ألا وهي الخروج من علاقة للدخول في أخري! وبمعني آخر لقد استغل كل منكما الآخر لنسيان حالته والخروج من أزمته ومداواة جراحه, لذلك لم يفاجئني موقف زوجك وحنينه مرة أخري إلي أم أولاده والسؤال الذي كان عليك التحقق من إجابته قبل الإقدام علي تجربة زواج أخري هو: رغم مرور خمس سنوات علي طلاقك, هل شفيت من أعراضه واسترددت توازنك النفسي والعاطفي؟ أم تسرعتي وتعلقتي بآخر قبل أن تدرسي وتستوعبي أسباب فشل تجربتك الأولي؟ تقولين أنك تحبينه وتشعرين بالغيرة من وجود أخري في حياته, لكن هل تعتبر هذه مشاعر الأنثي الطبيعية التي قد تتحول إلي زوجة أولي عندما يتزوج زوجها بأخري؟ أم أنك خائفة من فقدان مكانتك وأنك لن تصبحي المفضلة والأثيرة عنده وسيكون مقامك عنده هو مقام الزوجة الثانية التي لا تشعر أبدا بالاستقرار ولا الأمان ويظل زواجها مهددا أمام أم الأولاد؟ أما بالنسبة لمشاعر زوجك والتي يجب أن تأخذيها في الاعتبار, فهي تعبر عن أب خائف علي مصير أبنائه ومنشغل بحالتهم النفسية والضرر الذي قد يكون تسبب فيه لهم بطلاقه لأمهم وزواجه من أخري هي أنت, هذه الأفكار تجعله عصبيا متقلب المزاج وشارد الذهن وقد تصل به إلي الاكتئاب, لذلك يفضل للمطلقين من الرجال ألا يرتبطوا بعلاقة عاطفية جديدة قبل مرور6 أشهر من حدوث الطلاق كي يتقبلوا حدوثه ويختبروا مشاعرهم الحقيقية نحو مطلقاتهم, وللاستدلال علي شفائهم من الماضي علامات هي الهدوء عند الحديث عن مطلقته والانتظام في رؤية أبنائه والالتزام بمسؤولياتهم نحوهم, والبدء في الحديث عن الخطط المستقبلية نصيحتي لك يا سيدتي أن تخبري زوجك بمدي حبك له, واستعدادك للتفاني في تلبية احتياجاته لكنك لن تقبلي أن تكون مكانتك عنده في المرتبة الثانية, واتركي له الاختيار بعد تحديد مهلة ليقرر... فالزواج أساسه الاستقرار والإحساس بالأمان وليس التوتر والقلق اللذين يدمران الأساس, مع تمنياتي أن يوفقك الله للصواب.