تفجرت الدهشة بمدينة بورسعيد عقب الإعلان عن البرنامج الكامل لاحتفالات المحافظة بعيدها القومي( عيد النصر) والذي يوافق الذكري التاسعةوالخمسين لانتصار المدينة الباسلة علي قوي العدوان الثلاثي في حرب1956 وخروج آخر جندي محتل من ارض بورسعيد يوم23 ديسمبر عام56 حيث خلا البرنامج من العرض العسكري الرمزي المعتاد, ووضع أكاليل الزهور علي النصب التذكاري لشهداء معركة بورسعيد بالمسلة, وعروض طلاب المدارس وفرق الفنون الشعبية ومواكب الزهور المعتادة صباح يوم23 ديسمبر من كل عام. وجاء برنامج الاحتفالية ليكشف عن مدي التدهور الحاد في تعامل المحافظة الرسمي مع المناسبة الوطنية التي يعتز بها أهالي المدينة والأجيال المتعاقبة من مواطنيها والتي حرص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علي المشاركة في فعالياتها العام التالي علي النصر مباشرة(1957) وحتي توقفها بسبب نكسة1967 وتوالي اهتمام الدولة بها في عهد الرئيس السادات والذي كان يوفد رئيس الوزراء وكبار المسئولين لمشاركة شعب بورسعيد أفراحهم بالمناسبة الوطنية قبل أن يطمس الرئيس المعزول حسني مبارك الذكري والمدينة بأسرها خلال عقود رئاسته الثلاثة حيث تجاهل الاحتفالية لسنوات واكتفي بإرسال كلمة لأهالي المحافظة كان يلقيها أحيانا أحد الوزراء أو المحافظ في سنوات مابعد تعرضه لاعتداء احد مواطني المدينة عام.1999 وفي جولة ل الأهرام المسائي عقب الاعلان عن برنامج احتفالات العام الحالي والتي انطلقت يوم الجمعة الماضي بنقل تليفزيوني مباشر لصلاة الجمعة من مسجد السلام بحضور وزير الأوقاف وتتواصل حاليا ببعض الفعاليات المتواضعة وتختتم نهاية الأسبوع الحالي سجلت السطور انطباعات المواطنين حيث قال الاعلامي محمد زكريا ان الفارق شاسع بين احتفالات بورسعيد بعيد النصر في زمن الزعيم جمال عبد الناصر والرئيس الراحل أنور السادات من جهة وزمن المخلوع مبارك والمعزول مرسي فقد كانت المناسبة عيدا لمصر والمصريين وأطلق عليه وصف عيد النصر قبل ان يتحول في العقود الاخيرة لوصف عيد بورسعيد القومي وبعد أن كان يوم23 ديسمبر من بين الاعياد القومية والوطنية والتي تحتفل به الدولة رسميا بإجازة للعاملين والهيئات والمصالح العامة أصبح فيما بعد اجازة للمدارس البورسعيدية فقط ثم تحول الي يوم عمل عادي بالسنوات الاخيرة. ويضيف ان برنامج احتفالات العيد الحالي يعد هو الاسوأ علي الاطلاق حيث خلا من افتتاح اي مشروعات كبري من شأنها اضافة فرص عمل لشباب المدينة او منشآت خدميةجديدة في مجالات الصحة والتعليم. ويقول حسن عبد الحافظ( مدرس) ان برنامج العام الحالي للاحتفالية قد كشف بوضوح الفشل الذريع لقيادات المحافظة ومديريات الخدمات المختلفة والتي لم تقدم للمحافظة وأبنائها اي جديد يذكر علي مدي العام المنتهي وتعمق تعثرها بفشلها الذريع في تسويق مشروعات الجهاز التنفيذي للمنطقة الحرة حيث مازال مول المعمورة والكازينو العائم ومحلات حديقة الاطفال الشاطئية بحي العرب والوحدات السكنية لمشروع المحروسة الاسكاني بمحور محمد علي مهجورة لايستفيد منها احد وراحت جميعها ضحية للسرقة والإهمال واهدار المال العام ويتساءل عبد الحافظ ماهو معني ان يتحولمعظم برنامج الاحتفالية الباهتة لجولات تفقدية لمشروعات قائمة او تحت الانشاء( مستشفي النساء والولادة محطات الصرف الصحي ازدواج طريق شرق التفريعة المشروعات السكنية القومية كالاسكان الاجتماعي والتعاوني المجمع الثقافي خط الحراسات بواغيز الجميل) ؟ واين نتاج العام المنتهي من مشروعات خدميةوانشائية خاصة بالمحافظة والاحياء؟