بدأ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون رسالته إلي البرلمان البريطاني بمجلسيه العموم واللوردات باعترافين بشأن مراجعة حكومته لملف جماعة الإخوان المسلمين: أولاهما هو الموضوع معقد.. والثاني هو النتائج كشفت كثيرا لم نكن نعلمه. بعد عشرين شهرا اكتشفت بريطانيا أنها لا تعلم الكثير عن الجماعة التي تعتبر الأراضي البريطانية الآن أكبر قاعدة لها خارج الشرق الأوسط. وفي10 صفحات تضمنت32 نفطة, لخص سير جون جينكنز, سفير بريطانيا السابق في السعودية, وتشارلز فار مدير مكتب مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية البريطانية أهم نتائج المراجعة. وشملت أهم النتائج التالي: حققت جماعة الإخوان المسلمين فشلا ذريعا في الفترة بين عامي2011 و2013 في مصر, بما في ذلك فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. ويقول سير جون إن جماعة الإخوان المسلمين المصرية لم تفعل ما يكفي لإظهار اعتدالها السياسي أو التزامها بالقيم الديمقراطية, كما فشلت في إقناع المصريين بكفاءتها أو بنواياها الخيرة. وأضاف أن الجماعة وجدت, بالتالي, صعوبة في استخلاص الدروس بشأن تأثير فشلها في مصر علي مستقبلها. وقال هناك دلائل قليلة علي أن تجربة السلطة في مصر أدت إلي إعادة تفكير جماعة الإخوان في أيديولوجيتها أو سلوكها. وأبدي التقرير أسفا واضحا لأن التواصل الرسمي من جانب المملكة المتحدة مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية لم يؤد إلي تغيير ملحوظ في تفكيرها. وأضاف حتي بحلول منتصف عام2014 بدت فعليا البيانات الصادرة عن المنصات الإعلامية التابعة للإخوان المسلمين وكأنها تحرض عمدا علي العنف. وبعد استعراض الانتشار الدولي للإخوان المسلمين بداية من خمسينيات القرن الماضي, يقول سير جون إن هذا الانتشار وفر الوسائل للإخوان المسلمين لإعادة التجمع والتعافي مع الانتكاسات في مصر ومناطق أخري. وتشير النتائج إلي أنه خلال السنوات العشر الأخيرة كان الدعم لحركة المقاومة الإسلامية حماس بمثابة أولوية مهمة للإخوان المسلمين في مصر وللشبكة الدولية للجماعة. وهذه الشبكة تنفذ الآن عدة مهام تشمل الترويج لأيديولوجية الجماعة بوسائل تشمل منصات الاتصالات. كما تشمل جمع واستثمار الأموال وتوفير ملاجئ لأعضاء الجماعة الذين غادروا بلادهم الأصلية لمواصلة الترويج لنشاط الإخوان المسلمين. علاقة الجماعة بالعنف والإرهاب: استعرضت النتائج تاريخ الإخوان العنيف في مصر ودور فكر حسن البنا وأبو الأعلي المودودي وسيد قطب للتأسيس للعنف. ثم ربط بين الجماعة والهجمات التي تشنها حركة حماس ضد إسرائيل, بما فيها العمليات الانتحارية وقتل المدنيين. وقال إن شخصيات بارزة بالإخوان ومنتسبين بارزين برروا الهجمات علي قوات التحالف في العراق وأفغانستان. ورغم أن بعض أعضاء الإخوان, خاصة في الدول غير المسلمة انتقدوا بشدة تنظيم القاعدة, فإن زعماء في الجماعة ادعوا أن هجمات11 سبتمبر من تدبير الولاياتالمتحدة وأن مايسمي الحرب علي الإرهاب ليس سوي ذريعة لمهاجمة المسلمين. وحول نهج الجماعة في التغيير, انتهي سير جون إلي أن الجماعة تفضل التغيير التدريجي غير العنيف وفق مقتضيات المصلحة والمنفعة, غالبا علي أساس أن المعارضة السياسية سوف تختفي عندما تكتمل عملية الأسلمة( للمجتمع). غير أنه خلص أيضا إلي أنهم( الإخوان المسلمين) مستعدون لتأييد العنف, بما في ذلك الإرهاب من وقت لآخر, حيث لا يكون( أسلوب) التدرج( في التغيير) فعالا. وكانت الجماعة قد قدمت إلي لجنة المراجعة, حسبما قال سير جون, تقريرا قالت فيه إن الإخوان المسلمين ملتزمون دائما بوسائل المعارضة السلمية وبنبذ كل أشكال العنف طوال وجودها. غير أن نتائج المراجعة تقول إنه لم يكن ممكنا التوفيق بين هذا الزعم وآراء الجماعة. وأشار, في هذا السياق, إلي موقف الجماعة المؤيد لكتائب عز الدين القسام, الجناح العسكري لحماس, وإلي أن بعض قيادي الإخوان المسلمين ومؤيديهم أقروا الهجمات علي القوات الغربية. الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة: كشفت المراجعة أن المنظمات المرتبطة بالإخوان المسلمين في بريطانيا وأنحاء أوروبا أنشئت قبل أكثر من50 عاما. وترتبط هذه المنظمات بأخري في جنوب آسيا, وجميعها تعتبر نفسها حركة إسلامية واحدة. وتشير النتائج إلي أنه خلال التسعينيات من القرن الماضي, أنشأ الإخوان والمنتسبون إليهم منظمات في أنحاء المملكة البريطانية كانت بمثابة واجهة للترويج لآراء الجماعة. ولم تعلن أي من هذه المنظمات أنها عضو في الجماعة أو ربطت نفسها بها. كما أن عضوية أي من هذه المنظمات أو الأفراد لا يزال سرا. وتعترف النتائج بأنه لبعض السنوات, شكل الإخوان المسلمين الجمعية الإسلامية البريطانية الجديدة, وهيمنوا علي جمعية مسلمي بريطانيا, ثم لعبوا دورا هاما في إنشاء وإدارة مجلس مسلمي بريطانيا. وقد أصبحت جمعية مسلمي بريطانيا فعالة سياسيا وخاصة فيما يتعلق بفلسطين والعراق, كما دعمت مرشحين في الانتخابات البرلمانية والمحلية في بريطانيا. واكتشف مدير مكتب مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية البريطانية أنه منذ منتصف عام2014, شكل الإخوان المسلمين طيفا من المنظمات المرتبطة ببعضها بروابط فضفاضة, ولكن ليس لها قيادة أو جهة سيطرة موحدة أو زعيم واحد. وبعض هذه المنظمات ظهر في المملكة المتحدة أو انطلق منها. في الوقت نفسه, فإن بعض هذه الهيئات تمثل منظمات للإخوان المسلمين في دول أخري وتستخدم لندن كقاعدة للأنشطة الخارجية. وكشفت لجنة المراجعة عن أن أبرز عضو في جماعة الإخوان المسلمين مقيم بشكل دائم في بريطانيا( في إشارة إلي إبراهيم منير) أبلغ فريق المراجعة بأنه نسق بعض النشاط الدولي للإخوان المسلمين ولكن ليس نشاط الإخوان في هذه البلاد( بريطانيا). التمويل: تكشف النتائج عن أن الكثير من الجماعات المرتبطة بالإخوان تجمع الأموال في المملكة المتحدة. وهناك شبكة معقدة من الجمعيات الخيرية المرتبطة بالإخوان المسلمين نشأت عبر سنوات عدة. وبينما يبدو أن بعضها يجمع التبرعات فقط للإخوان في المملكة المتحدة, فإن آخرين مرتبطون بحماس. وتخلص المراجعة إلي أن الكثير عن جماعة الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة لا يزال سريا, بما في ذلك العضوية وجمع الأموال وبرامج التوعية والتعليم. وتشير إلي أن الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة يدعون أنهم يعملون علي دعم المجتمعات المسلمة هنا ويستخدمون لندن كقاعدة للنشاط في أماكن أخري, خاصة مع منظمات الإخوان المسلمين في أوروبا ومصر والأراضي الفلسطينية المحتلة والخليج. وتشدد النتائج علي أن هذا النشاط في بعض الأحيان سري. وحسب النتائج, فإن الأدبيات الخاصة بالإخوان المسلمين في هذه البلاد( بريطانيا) تستمر في إثارة بعض القلق من الأيديولوجية المؤسسة للإخوان, خاصة ما يشير إلي أن المجتمع الغربي معاد بالسليقة لدين ومصالح المسلمين و يجب ألا يرد المسلمون علي ذلك بالحفاظ علي بعدهم واستقلالهم.. وتطمئن النتائج البريطانيين علي أن الإخوان المسلمين ليس لهم علاقة بأي نشاط متصل بالإرهاب في المملكة المتحدة أو ضدها. كما أن الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة ينددون غالبا بالنشاط المتصل بالإرهاب في المملكة المتحدة الذي تمارسه القاعدة. إلا أنه يشدد علي أن جوانب من أيديولوجية وتكتيكات الإخوان المسلمين في هذه البلاد وفي الخارج, تخالف قيمنا, كما تخالف مصالحنا القومية وأمننا القومي. ولهذا السبب, فإن الحكومة البريطانية ردت بأنها ستواصل مراجعة الموقف من الإخوان المسلمين وسياساتهم وأفكارهم. رئيس الجالية المصرية في لندن: جميع التنظيمات الإرهابية خرجت من رحم الإخوان لندن أ ش أ: قال الدكتور جلال إسماعيل رئيس الجالية المصرية في المملكة المتحدة إن نتائج المراجعة التي أصدرتها الحكومة البريطانية بشأن فكر وأنشطة الإخوان المسلمين قد حظرت عملهم في البلاد بشكل عملي. وفي تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في لندن, قال رئيس الجالية المصرية في بريطانيا إن نتائج المراجعة تدين الجماعة الإرهابية, وخاصة تأكيدها علي أن قطاعات من الإخوان المسلمين لها علاقة غامضة للغاية بالتطرف العنيف. وأضاف أن الإعلان عن أن بريطانيا ستكثف المراقبة علي الآراء والأنشطة التي يروجها أعضاء الإخوان المسلمين وشركاؤهم وأنصارهم في الخارج دليل واضح واعتراف ضمني بأن الحكومة البريطانية تعلم الخطورة التي تمثلها هذه الجماعة الإرهابية علي أمن البلاد. وقال إن جميع التنظيمات الإرهابية خرجت من رحم الإخوان المسلمين, ولها ارتباط وثيق بها, مشيرا إلي نتائج المراجعة التي أكدت علي أن الجماعة كفكر وكشبكة نقطة عبور لبعض الأفراد والجماعات ممن انخرطوا في العنف والإرهاب. اتفاق مصري بريطاني علي تنشيط السياحة أكد السفير ناصر كامل سفير مصر بلندن علي التعاون القائم بين مصر والجانب البريطاني لرفع قرار حظر السفر إلي مطار شرم الشيخ, والعمل علي تنشيط السياحة إلي مصر لتدارك تداعيات هذا القرار علي السياحة في شرم الشيخ بصفة خاصة وعلي مصر بصفة عامة. وذكرت الخارجية في بيان لها أمس أنه وفي إطار جهود السفارة المصرية في لندن لرفع قرار الحكومة البريطانية بإيقاف الرحلات الجوية إلي مطار شرم الشيخ, عقد السفير المصري لدي بريطانيا ناصر كامل, وأميمة الحسيني المستشارة السياحية بالسفارة, اجتماعين مع كل من الجمعية الوطنية البريطانية لمنظمة الرحلات السياحية وأعضاء جمعية المكاتب السياحية الوطنية في بريطانيا. و تم خلال اللقاءين التأكيد علي الجهود المبذولة من جانب أجهزة الدولة المصرية لمراجعة الإجراءات الأمنية المتبعة في كل المطارات علي مستوي الجمهورية وعلي رأسها مطاري القاهرةوشرم الشيخ, وذلك للتأكيد علي سلامة كافة الركاب المسافرين من وإلي مصر, وأن الإجراءات المتبعة في جميع المطارات المصرية ترتقي للمعايير الدولية ذات الصلة, وأن الحكومة تعمل علي أن تكون المطارات المصرية من ضمن المطارات الأعلي تأمينا علي مستوي العالم.