جامعة النيل تُعلن الدكتور عصام رشدي قائماً بأعمال رئيس الجامعة    انفوجراف | شروط ومستندات التقديم للتدريب الصيفي بالبنك المركزي المصري    120 مليون سنويا.. خالد الغندور يكشف انتقال حمدي فتحي إلى بيراميدز    تسرب غاز من جهاز الشحن.. مصدر أمني يكشف أسباب حدوث انفجار داخل محطة وقود بشارع رمسيس    الشيخ خالد الجندي بصف وجه النبي صلى الله عليه وسلم: جمال لا يُضاهى (فيديو)    ما حكم اتفاق الزوجين على تأخير الإنجاب؟.. أمين الفتوى يوضح    مرافق الأقصر تحرر 111 محضر ومخالفة خلال حملة مكبرة بشوارع المدينة    مستشفى سوهاج العام تحصل على المركز الثانى فى إجراء جراحات العظام    سعر ومواصفات MG ZS الفيس لفت الجديدة فى السوق المصرى    طرح قطع أراض سكنية بالمجتمع السكنى الجديد غرب طريق الأوتوستراد بحلوان للبيع    جمهور رحمة محسن يطالب بالدعاء لها بعد تداول صورتها داخل المستشفى    إنطلاق فعاليات حملة "100 يوم صحة" بميدان الثقافة في سوهاج    تقارير.. شتيجن يقترب من الانتقال إلى جالطة سراي    كريم الدبيس: "كولر" مراوغ وقطعت عقود بلجيكا للانتقال للأهلي    وزير الشؤون القانونية يهنئ رئيس هيئة النيابة الإدارية    نتيجة الامتحان الإلكتروني لمسابقة معلم مساعد دراسات اجتماعية.. الرابط الرسمي    لليوم الثالث.. انتظام أعمال تصحيح الشهادة الثانوية الأزهرية بالقليوبية    مها عبد الناصر تطالب بالكشف عن أسباب وفاة 4 أطفال أشقاء في المنيا    رئيس الطائفة الإنجيلية: الموقف المصري من نهر النيل يعكس حكمة القيادة السياسية وإدراكها لطبيعة القضية الوجودية    عاجل| البترول توقع اتفاقية ترخيص للبحث عن خام الذهب مع شركة سنتامين المركزية    مصدر ل"مصراوي": كشف جديد للذهب بمنطقة "آفاق" باحتياطي يتخطى 300 ألف أوقية    محافظ المنيا يكرم الفائزين بمسابقة "الصياد الكبرى" لحفظ القرآن الكريم ويمنح جوائز ورحلات عمرة للمتميزين    المفتي الأسبق: يوضح عورة المرأة أمام زوج أختها    الكرملين: روسيا ما زالت مستعدة للتفاوض مع أوكرانيا رغم تصريحات ترامب    كشف مبكر ومتابعة حالات مرضية.. انطلاق حملة «100 يوم صحة» في أسيوط    بسبب فيديو متداول.. أمن الفيوم يضبط متهمًا هدد أسرة بسلاح أبيض    برينتفورد يضم جوردان هندرسون في صفقة انتقال حر لمدة عامين    تضم 5 آلاف كتاب من مختلف المجالات، افتتاح مكتبة متحف المركبات الملكية ببولاق    أمير كرارة وأبطال فيلم الشاطر يحتفلون بالعرض الخاص فى 6 أكتوبر.. اليوم    برج السرطان.. حظك اليوم الثلاثاء 15 يوليو: احذر    إلهام شاهين عن صورة لها بالذكاء الاصطناعي: زمن الرقى والشياكة والأنوثة    كل ما تريد معرفته عن كأس العالم للأندية 2029    الإيجار القديم بين الواقع والمأمول.. نقلا عن "برلماني"    شواطئ شرم الشيخ تستقبل زوار العالم    اليوم نظر محاكمة عامل متهم بقتل زوجته فى الطالبية    دعاء الفجر.. اللهم إنا نسألك فى فجر هذا اليوم أن تيسر أمورنا وتشرح صدورنا    بحافلة متعطلة.. إسرائيل تلجئ نازحا من طولكرم إلى مأوى من حديد    "الأونروا": ارتفاع معدلات سوء التغذية في قطاع غزة    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من اليمن دون تفعيل صفارات الإنذار    «مصيرك في إيد الأهلي».. شوبير يوجه رسالة إلى أحمد عبدالقادر    حكومة كردستان العراق: تعرض حقل نفطي في دهوك لهجوم بطائرة مسيّرة    الرئيس الإيراني: الحرب وحّدت الإيرانيين داخل البلاد وخارجها.. ونتمسك بخيار الدبلوماسية    القومي لحقوق الإنسان يعقد ورشة عمل حول العمال وبيئة العمل الآمنة    نيسان تعتزم إغلاق مصنعها الرئيسي في أوباما بحلول مارس 2028 لخفض التكاليف    وزارة العمل: 3 فرص عمل في لبنان بمجالات الزراعة    الصحة: بدء تدريب العاملين المدنيين بوزارة الداخلية على استخدام أجهزة إزالة الرجفان القلبي (AED)    بإقبال كبير.. قصور الثقافة تطلق برنامج "مصر جميلة" لدعم الموهوبين بشمال سيناء    الفئات الممنوعة من التصويت بانتخابات مجلس الشيوخ.. المحجور عليه.. المصاب باضطراب نفسى أو عقلى.. والمحكوم عليه نهائيا فى جناية    ثنائي بيراميدز ينضم إلى معسكر الفريق في تركيا    مشاركة الرئيس السيسي في قمة الاتحاد الأفريقي بمالابو تؤكد دعم مصر لأمن واستقرار القارة    محمد حمدي: هذه أسباب عدم نجاحي مع الزمالك    محامي المُعتدى عليه بواقعة شهاب سائق التوك توك: الطفل اعترف بالواقعة وهدفنا الردع وتقويم سلوكه    الحكم محمد الحنفي يعلن اعتزاله    أكلت بغيظ وبكيت.. خالد سليم: تعرضت للتنمر من أصدقائي بعد زيادة وزني    مدحت العدل يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحه حول حجاب حفيدة أم كلثوم    تعرّف على عقوبة إصدار شهادة تصديق إلكتروني دون ترخيص وفقًا للقانون    «مستقبل وطن» يُسلم وحدة غسيل كلوي لمستشفى أبو الريش بحضور قيادات جامعة القاهرة    أكثر أنواع السرطان شيوعًا.. تعرف على أبرز علامات سرطان القولون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيران والحوثيون.. والهوي غلاب
نشر في الأهرام المسائي يوم 05 - 04 - 2015

نام العرب طويلا وكثيرا.. وكان نومهم أشبه بنوم أهل الكهف.. فلما استيقظوا فجأة وجدوا أمة العرب ودولهم مختلفة تماما عما كانوا يعرفونها قبل نومهم.. فقد فوجئوا بالآتي:
1- أهمل العرب جميعا الشيعة العرب وأقصوهم ولم يعيروهم التفاتا وبعضهم عاملهم معاملة سيئة.. ولم يهتموا بمدرسة النجف في العراق.. ولم يراعوا كذلك المدرسة الزيدية القريبة من السنة في اليمن.. وبعضهم مثل صدام نكل بهم.. وعلي عبد الله صالح قتل حسين الحوثي الأب الروحي للحوثيين.. والقذافي قتل الإمام الصدر.. ولما لم يجد شيعة العرب صدرا حنونا لدي العرب توجهوا إلي مدرسة قم بإيران فارتموا في أحضانها وتمرغوا تحت عتباتها وطلبوا وصالها.. وخطبوا ودها.. فاستجابت لهم علي الفور.. ووجد كل منهما في الآخر طوق نجاة له.
2- قبل معظم الشيعة العرب أن يكونوا ترسا في الامبراطورية الفارسية الجديدة ووجدوا أن ذلك أفضل من أن يكونوا لا شيء في مملكة العرب.. فأعطتهم إيران كل الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والإعلامي.. وحولتهم من أفراد مستضعفين إلي جماعات وأحزاب قوية ثم إلي دول.. بعد أن أصبح ولاء الشيعة العرب لإيران أكثر من ولائهم للعرب ودولهم.
3- استطاعت إيران أن تلتهم ثلاث دول عربية مستغلة نوم العرب الطويل وغطيطهم في سباتهم العميق وكادت تلتهم اليمن إلا أن العرب أفاقوا فجأة حينما رأوا إيران تحاصرهم عبر البحر المتوسط ومن البحر الأحمر وأنها ستغلق عليهم مضايق تيران ومضيق باب المندب.. فأرادوا استنقاذ اليمن قبل أن يفوت الأوان وتتفكك دول الخليج تحت وطأة مطرقة إيران وسندان إسرائيل.
4- أهمل العرب جنوب السودان وكردستان فارتميا في الحضن الإسرائيلي.. فقد أهمل شمال السودان العربي جنوبه الوثني وغفل عن تنميته وتطويره ورعايته فارتمي في الحضن الإسرائيلي إلي غير رجعة وقسم السودان إلي شطرين.
5- أهمل العراقيون العرب كردستان وأهلها وعاملها صدام أسوأ معاملة وضرب أهلها من أحفاد صلاح الدين الأيوبي بالغازات الحربية المحرمة.. فارتمت في الحضن الإسرائيلي الذي عوضها عن العرب في كل شيء فأقامت إسرائيل لهم دولة قوية وبنت لهم كل مؤسسات الدولة السيادية من جيش وشرطة واستخبارات وتسليح واقتصاد.. والآن ضاعت من العرب كردستان العراق والتي جعلت لإسرائيل موطأ قدم ثالث في قلب الأمة العربية وفي أجمل مناطق العالم العربي
6- نام العرب طويلا فأصبحت معظم الدول العربية مثل البيت الوقف أو المرأة المعلقة وذلك بفعل الجماعات التكفيرية مثل داعش والقاعدة تارة.. أو بفعل المجموعات أو الميليشيات الشيعية مثل حزب الله او الميليشيات الشيعية العراقية مثل عصائب أهل الحق وميليشيا بدر وميليشيا المهدي وكلها مسلحة.. أو ميليشيا الحوثيين في اليمن.
7- كل ميليشيا أو جماعة من هؤلاء تحرص علي جعل الدولة كخيال المآتة.. في الوقت الذي تملك فيه هذه الميليشيا كل شيء
فحزب الله أقوي من الدولة اللبنانية التي لا يوجد لها رئيس منذ قرابة عامين.. وحزب الله يملك قوة عسكرية واقتصادية واجتماعية ودعوية وإعلامية واستخباراتية أقوي من الدولة اللبنانية.. وكذلك الحوثيون الذي جعلوا اليمن بلا رئيس وحكومة تحت أسر الحوثيين وقادة جيش تحت أسرهم. والخلاصة أن الحوثيين أقوي من الدولة اليمنية التي أصبحت كالبيت الوقف.. ونفس الأمر في العراق حيث الميليشيات الشيعية أقوي بكثير من الحكومة والجيش العراقي.
8- استيقظ العرب فجأة فوجدوا أن دولهم تلفظ أنفاسها في العناية المركزة.. وأن معظم الجماعات والميليشيات في بلادها تدين بالولاء إما لإيران أو تركيا أو غيرهما.. وأن حزب الله سعيد وفخور بكونه أقوي من لبنان.. والحوثيون سعداء بكونهم أقدر من الدولة اليمنية وداعش أقوي من الدولة العراقية والميليشيات الشيعية أقوي من العراق وميليشيات القاعدة أقوي من الدولة الليبية
9- استيقظ العرب فوجدوا إسرائيل تريد الزعامة وإقامة إمبراطورية شرق أوسطية يقودها اليهود تارة.. وإيران تريد الزعامة الفارسية تارة.. وتركيا تريد الزعامة العثمانية ثالثا.. وكلهم يريد بناء إمبراطوريته علي حساب العرب وفي بلادهم وفوق أشلائهم.. ووجد العرب أنفسهم في مؤخرة الذيل لا يملكون الدفاع عن بلادهم فضلا عن صد الآخرين.
10- وجدت إيران في المذهب الشيعي وسيلة قوية لاختراق الوطن العربي.. واستخدمته كوسيلة تعضد تحركها السياسي وتخدم مصالحها الإستراتيجية.. وقد أحسنت استخدام المرونات السياسية الكبري في المذهب الشيعي مثل التقية والمرونات الفقهية مثل زواج المتعة وغيرها للوصول إلي ما تريد في هدوء وتريث وتدرج وذكاء تحسد عليه ودون الصخب أو الضجيج أو الصوت العالي الذي اعتاد العرب عليه طويلا في خوض معاركهم.
11- إيران كغيرها من الدول لا يهمها المذهب الشيعي كثيرا.. ولكن يهمها في المقام الأول والأخير مصالحها الاستراتيجية.. فإن جاء المذهب مواكبا لها فبها ونعمت.. وإن اصطدم المذهب بها ضربت به عرض الحائط.
12- أقام الحوثيون جماعتهم علي نمط حزب الله بالضبط.. وضبطوا ساعتهم علي ساعته والساعة الإيرانية.. فغيروا أسمهم إلي أنصار الله.. واخترعوا عدوا جديدا لم يعرفوه من قبل هو أمريكا وإسرائيل رغم أنهم بعيدون عنهما ولم يتحدثا من قبل عن هؤلاء الأعداء الجدد ولكن لزوم التسويق الجيد.. وجعلوا قناتهم نسخة طبق الأصل من قناة المنار.. وغيروا مذهبهم من الزيدية إلي الأثنا عشرية.. رغم عراقة مذهبهم وأنه أصل في مذاهب الشيعة.. ورغم أنه ليس من العقل أو الحكمة أن أترك مذهبا قريبا من بني وطني وجيراني وإقليمي لارتبط بمذهب أقل عراقة وشأنا ودقة علمية منه ويعاديه ويختلف معه كل بني وطني وإقليمي.. ولكن الهوي غلاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.