هو واحد من عظماء الساحرة المستديرة بلا منافس,إذ تمكن من ترك بصمة رائعة في المستطيل الأخضر, وجعل من الماضي مصباحا مضيئا ودافعا قويا لمستقبل أفضل. .ما أجمل أن يتمكن المرء من الحفاظ علي مكانته دون أن يتأثر بعواصف الدهر مواجها قسوةالنسيان وآلامه..السطور السابقة تنطبق علي جمال عبد الحميد الذي يمثل قصة جميلة ومشرفة في تاريخ الكرة المصرية وأحد أخطر مهاجمي القارة السمراء في الثمانينيات والتسعينيات والشريك الأساسي في أفضل إنجازات الأهلي والزمالك والمنتخب الوطني وقائد كتيبة الفراعنة في كأس العالم عام1990, الذي لم يستسلم للبقاء في الماضي الذي شهد إسعاده للجماهير الحمراء والبيضاء وعشاق الكرة المصرية, بمختلف ميولهم,وقرر أن يكافح في مجال التدريب الذي يعتبره الامتداد الحقيقي للاعب كرة القدم بعد أن تغني الملايين باسمه ورفعوه علي الأعناق في الزمن الذهبي, فالتقيناه لنتعرف منه علي آخر أخباره ورؤيته لأحوال معشوقته المستديرة وقصته منذ ظهوره علي الساحة الكروية حتي الآن من خلال هذا الحوار: بداية كابتن جمال..ما آخر أخبارك الآن؟ أعمل الآن مديرا فنيا لفريق السكة الحديد وكنا نسير بشكل جيد في مجموعة القاهرة في دوري القسم الثاني حتي توقف النشاط الكروي ونترقب الآن عودة المسابقة المحلية. وهل أنت راض عن مسيرتك الكروية؟ بل أفخر بها بعد أن قدمت كل ما لدي, وأتمني أن أكون قد أسهمت في إسعاد جماهير الكرة المصرية سواء عندما كنت لاعبا في الأهلي حتي انضمامي للزمالك وتخلل مسيرتي مع القطبين نجاحي في قيادة المنتخب الوطني في كأس العالم بإيطاليا عام.1990 حدثنا عن قصتك مع كرة القدم؟ بدأت لاعبا في شوارع عين الصيرة مسقط رأسي, وكانت أجمل لحظات حياتي مباريات الشارع واختبرت في أكثر من ناد ونجحت في أندية الزمالك والترسانة والإسماعيلي ولم أنضم لأي من هذه الأندية الكبيرة. وما السبب؟ ببساطة لم أكن أمتلك ثمن تذكرة الأتوبيس, ولذلك آثرت السلامة وفضلت إكمال مسيرتي كلاعب في شوارع عين الصيرة حتي جاءت اللحظة الفارقة في حياتي. وفيم تتمثل هذه اللحظة؟ عندما ذهبت لإجراء الاختبار العملي في المصنع الحربي وطلب منا مدرب فريق المصنع الراحل شيكو وقال لنا: من يجيد لعب كرة القدم ينضم للفريق وستكون لديه فرصة الخروج3 أيام أسبوعيا وعندما شاهدني أبدي دهشته لعدم انضمامي لأي ناد وعرض علي اللعب في صفوف الأهلي فوافقت علي الفور خاصة أن الأهلي كان حلم كل شاب عاشق للكرة ويضم بين صفوفه أساطير الكرة المصرية في هذا الوقت. وكيف جاء انضمامك للأهلي؟ ذهبت بصحبة إداريي فريق مصنع54 الحربي وهما كابتن هاني والشيخ صلاح وقابلنا الكابتن عوضين الذي اصطحبني لغرفة جهاز الكرة وأخذ مني بياناتي مثل اسمي رباعيا وتاريخ ميلادي وأعطاني جنيهين وقال لي اركب تاكسي ياجمال, وبالرغم من ذلك أخذت أول أتوبيس قابلني من أمام النادي. وماذا عن مسيرتك في الأهلي؟ أعتقد أنني أسهمت في إنجازات جيدة للقلعة الحمراء, وفي البداية أحرزت هدفين من أربع مباريات شاركت فيها وكان يقود الفريق المجري هيديكوتي ويعاونه الراحل فؤاد شعبان وأسهمت منذ انضمامي لصفوف الفريق موسم77/76 وحتي رحيلي بعد إصابتي في موسم82/81 في تتويج الأهلي بأربعة ألقاب لبطولة الدوري الممتاز وبطولتين لكأس مصر وبطولة دوري أبطال إفريقيا أبطال الدوري عام1982 وحصلت علي لقب هداف الدوري عام1979 وحصلت علي لقب هداف الفريق3 مواسم. وماذا يمثل الأهلي بالنسبة لك؟ يمثل لي ذكريات جميلة ومازلت أتذكر مجموعة أصدقائي مثل ماهر همام وحمدي جمعة وشطة ومحمود الخطيب. رحيلك من الأهلي سبب لك ألما نفسيا فما تعليقك؟ رحلت عن الأهلي بسبب الإصابة إثر كرة مشتركة بيني وبين إكرامي حارس المرمي في التقسيمة, وبعد رحيلي بدأت أفكر في اعتزال الكرة والاتجاه لعمل خاص يجلب لي المال خاصة أن حالتي المادية كانت صعبة, وكنت طالبا في معهد الكفاية الإنتاجية وخلال تلك الفترة رفضتني بعض الفرق أبرزها المصري البورسعيدي والترسانة والإسماعيلي, وقام الدكتور مصطفي الشرقاوي بخلع المسامير من قدمي وبدأت أشعر أنني قادر علي العطاء مرة أخري, وقدمني حمامة نجم الزمالك السابق لمحمود أبورجيلة الذي وضعني تحت الاختبار وتجاوزت الاختبارات الفنية والبدنية والطبية بنجاح لأنضم لصفوف الزمالك. وماذا عن ذكرياتك في صفوف الزمالك؟ ذكري جميلة ومشرفة يكفي أنني لعبت10 مواسم شاركت في إحراز درع الدوري4 مرات وأسهمت مع الفريق في الفوز بكأس مصر مرتين وتوج الفريق وأنا ضمن صفوفه ببطولة دوري أبطال إفريقيا3 مرات وكنت هداف الفريق الأول خلال تلك الفترة. أين أنت من الزمالك هذه الأيام ؟ لن أعود للزمالك إلا وأنا مدير فني للفريق الأول لكرة القدم. كابتن جمال كيف تري الفوارق بين الكرة المصرية عندما كنت لاعبا والآن؟ فوارق كبيرة ويكفي أن تعلم أن لاعبي المنتخب الأول حصلوا علي مكافآت لم تتجاوز السبعة آلاف جنيه لكل لاعب بعد الفوز ببطولة الأمم الإفريقية بمصر عام1986 وبعد الوصول لكأس العالم عام1990 بإيطاليا حصل كل لاعب علي20 ألف جنيه وتتضح هنا الفوارق الشاسعة بين الماضي والحاضر. وما السبب في هذه الفوارق السحيقة؟ الكرة لم تكن وسيلة إعلامية بهذا الشكل الحالي وكنا نعيش في عصر الهواة والموارد المالية لم تكن بهذه القوة التي عليها الآن ولم نكن نعرف معني بعض المصطلحات مثل الرعاة وحق الرعاية وحقوق البث الفضائي. إذن أنتم جيل غير محظوظ؟ علي العكس نحن جيل أكثر حظا من الجيل الحالي فبالرغم من قلة الوسائل الإعلامية وقتها إلا أن هذه الوسائل القليلة كانت مركزة ومسلطة علينا بعكس هذه الفترة. وماذا عن رأيك فيما تشهده الكرة المصرية الآن؟ حزين جدا ولم أكن أتخيل أن أري منتخب مصر يخرج من تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية بهذا الشكل المتتالي وأن تشهد المباريات سقوط قتلي بسبب عدم تصفية الأجواء بين الأندية وروابط المشجعين التي قضت علي الجمهور العادي والأمن بالرغم من ذلك أتمني أن تسترد الكرة المصرية عافيتها.