حمدي نوح.. أحد المواهب الفذة التي لا تنسي في تاريخ كرة القدم المصرية.. صال وجال داخل المستطيل الأخضر لمدة 16 عاماً أحرز خلالها ما يقرب من 160 هدفاً محليا ودولياً انتزعت أهات وإعجاب الجماهير بمختلف ميولها التي تغنت باسمه وعشقت أداءه ليصبح اسمه جنبا إلي جنب مع أساطير الكرة في مصر رغم أنه ظهر وسط جيل من العمالقة في ذلك الوقت. وإذا كان حمدي نوح قد نجح بدرجة امتيار مع مرتبة الشرف في وضع اسمه بحروف من ذهب داخل سجلات الكرة المصرية كواحد من أفضل لاعبي الكرة فقد نجح أيضا وبنفس الدرجة في صناعة تاريخ له في مجال التدريب خارج القطر المصري من خلال النجاحات التي حققها مع الفرق التي تولي تدريبها بدولة الامارات الشقيقة علي مدار 12موسما متصلا. حمدي نوح أو فاكهة الكرة المصرية كما كان ولا يزال زملاؤه ينادونه به له مواقف وحكايات وأسرار كثيرة لم يفصح عنها حتي الآن رغم اعتزاله كرة القدم موسم 87 التقت به "المساء" الرياضي وأجرت معه هذا الحوار. * في البداية.. ماذا تقول بطاقتك العائلية؟ ** اسمي حمدي محمد حسين إبراهيم نوح مواليد 23/2/1955 بحي قايتباي الجمالية متزوج ولدي ثلاثة أبناء أمنية حاصلة علي بكالوريوس علوم ورضوي ليسانس ألسن وأحمد بكلية التجارة ويلعب بفريق 20 سنة بنادي المقاولون العرب وسيكون خليفتي في الملاعب. * كيف بدأت حكايتك مع كرة القدم؟ ** بدأت عندما شاهدني الكابتن إبراهيم عزيز لاعب الزمالك السابق ألعب كرة شراب بقايتباي وأعجب بمستواي واصطحبني للمرحومين حسني أبو زيد وأحمد شلش بنادي إسكو ونلت إعجابهما من خلال تقسيمة بالكرة وطالبني كل منهما بالانضمام لإسكو فوافقت وكان ذلك موسم 71 وعمري كان لا يتعدي ال 17 عاماً. * ماذا حدث بعد ذلك؟ ** في نفس الموسم تم قيدي بقائمة فريق 18 سنة ولعبت لفريق 20 الذي كان يقوده عصمت قينون وتم تصعيدي في نفس الوقت للفريق الاول تحت قيادة سمير أبوالسعود وشاركت مع فريق 18 في أولي مبارياتي الرسمية أمام الأهلي ثم لعبت ضمن التشكيل الاساسي للفريق الاول وكان معي مختار مختار وأحمد أبو رحاب ورضا هاشم وسمير سلامة وسامي السويسي وطلحة وسعيد سليمان. * هل تتذكر أول لقاء رسمي شاركت فيه مع الفريق الأول؟ ** بالطبع كان أمام القناطر وسجلت 3 أهداف وكان الفريق يلعب بدوري الدرجة الثالثة وتألقت معه حتي صعد للممتاز تحت قيادة ميمي فكري الذي ضم ثلاثة لاعبين من الزمالك لتدعيم صفوف الفريق هم إبراهيم نظير ومحمود إسماعيل والحارس فكري صالح والغريب أنني رغم تألقي جلست علي دكة البدلاء ورغم ذلك لم أعترض. * وماذا فعلت؟ ** مع بداية الدور الثاني شاركت في المباريات وأحرزت هدفين في الترسانة احدهما غير عادي في مرمي حسن علي وكان من تسديدة من علي بعد 35 ياردة وخرج إسكو فائزا 2/1 بعدها أصبحت ضمن التشكيل الاساسي. * هل طرأ جديد بعدها علي الفريق؟ ** بالفعل تولي الشيخ طه إسماعيل قيادة الفريق بدلا من ميمي فكري وخلال مشاهدة الشيخ طه مباراة ودية للفريق مع فريق المؤسسة العمالية للتعرف علي مستوي اللاعبين أحرزت 4 أهداف رغم أن الفريق كان في إجازة طويلة ولم أتدرب وبعد المباراة أشاد بمستواي الشيخ طه وقال لي بالحرف الواحد "لو حضرت فترة الاعداد من بدايتها ستكون من أفضل اللاعبين في مصر" وعملت بنصيحة الكابتن طه وتألقت مع الفريق وبدأ اسمي تعرفه جماهير الكرة رغم وجود نجوم كبار في ذات الوقت من بينهم حسن شحاتة والخطيب والشاذلي ومصطفي رياض وزيزو وعلي خليل والجارم وأسامة خليل والبابلي ومحسن صالح وجمال عبدالعظيم. * هل واصلت تألقك مع إسكو؟ ** للأسف تعرضت للإصابة بشرخ الشظية وابتعدت عن الملاعب فترة طويلة وقبل الاصابة كنت قد أحرزت 14 هدفا في كل الفرق التي لعبت ضد اسكو موسم 78 وكنت أتنافس مع حسن شحاتة وعلي خليل للفوز بلقب هداف الدوري الذي فاز به شحاتة برصيد 17 هدفا وجاء خلفه علي خليل برصيد 16 هدفا وجاء اسكو في المركز الرابع في الدوري. * رغم كل هذا التألق لم تنضم لصفوف المنتخب؟ ** انضممت لصفوف المنتخب تحت قيادة الشيخ طه إسماعيل الذي قاد المنتخب بالدورة الافريقية بالجزائر في نفس الموسم وكان يقود اسكو في نفس الوقت وأحرزت هدفين في مرمي مالاوي وفزنا 4/2 ثم شاركت مع المنتخب أمام ليبيا في اللقاء الشهير الذي انتهي بفوز منتخبنا بهدف أحرزه محمود الخواجة. * ماذا عن بقية مسيرتك؟ ** بعد ذلك انتقلت لصفوف المقاولون العرب حيث أرسل لي الكابتن فؤاد صدقي المدير للمقاولون في هذا الوقت المدير الإداري للفريق صلاح مصطفي وقال لي "الكابتن فؤاد عايز يقعد معاك" فذهبت إليه وطالبني بارتداء فانلة المقاولون فوافقت علي الفور. * لم يعترض مسئولو إسكو؟ ** اعترضوا ورفضوا بشدة لكن المقاولون دفع لهم 110 آلاف جنيه وكان هذا المبلغ في ذلك التوقيت كبيرا جدا وأتذكر أن المسئولين باسكو استثمروا هذا المبلغ جيدا حيث قاموا بانشاء مدرجات للملعب ومصبغة للمصنع ومركزا للعلاج. * ماذا حصلت من المقاولون بعد الانتقال إليه؟ ** حصلت علي 7 آلاف جنيه وكان مبلغاً كبيراً أيضا ولم يحصل عليه أي لاعب بجانب ال 110 آلاف جنيه التي حصل عليها اسكو حيث لم يكن هناك احتراف. * لم يتدخل أي ناد آخر في مفاوضات لضمك؟ ** يضحك حمدي نوح ويقول مبتسماً الأهلي فاوضني عن طريق عدلي القيعي الذي كان يعمل مساعدا لمدير الكرة أحمد سقراط وقال لي القيعي مستر هيدكوتي طلبك بالاسم قبل سفره في إجازة للمجر وقال إذا انضم حمدي نوح للأهلي سيفوز الأهلي ببطولتي الدوري والكأس مدي الحياة في ظل وجوده مع الخطيب ومختار مختار ومصطفي عبده في الهجوم. * لماذا فشلت المفاوضات؟ ** المقاولون تدخل بقوة وضغط عن طريق وزير الصناعة في هذا الوقت لم تسعفني الذاكرة لتذكر اسمه وطلب من مسئولي إسكو بضمي للمقاولون. * ماذا عن البطولة الافريقية التي فاز بها المقاولون؟ ** كانت موسم 81 وأحرزت خلال مشوار الفريق بالبطولة 6 أهداف وتعرضت للإصابة بمرض التهاب كبدي وبائي من ناموسة نقلت لي المرض أثناء وجودي مع الفريق بساحل العاج وابتعدت عن الملاعب 7 شهور ثم رجعت وساهمت مع الفريق في الفوز ببطولة الدوري بعد انضمام الحارس الشهير بل انطوان والغاني عبدالرزاق كريم. * ماذا بعد ذلك؟ ** انتقلت بعد ذلك للإسماعيلي موسم 83 بعد خلافات مستمرة مع الانجليزي مايكل إيفرت الذي كان يدرب المقاولون. * ما سبب خلافك مع مايكل إيفرت؟ ** سبب الخلاف انه كان يكره النجوم ويحب أن يظهر في الصورة بمفرده وفعل ذلك مع حسن شحاتة وإبراهيم يوسف في الزمالك ورحلت بعد إصراره علي تحركي داخل الملعب بالعرض وهذه الطريقة لا أجيدها وكنت أفضل اللعب داخل ال 18 حيث كان خطورتي في هذا المكان. * مشوارك مع الاسماعيلي ؟ ** ارتديت فانلة الدراويش 6 مواسم وأحرزت خلال هذه الفترة 30 هدفا وكانت متعتي الحقيقية عندما كانت الجماهير تهتف لي وتقول "حمدي.. يا حمدي.. يابو العيون السود يا حمدي" و "حمدي نوح الله يديلوا ويبعت له اللي بيريده" وكان معي نجوم كبار مثل حمادة الرومي ومحمد حازم وعلي أغا وعماد سليمان وعلي يونس ومحمود حسن ومحمود جابر. * بمناسبة المرحوم محمد حازم.. هل تتذكر تفاصيل الحادث الذي تعرض له وتوفي علي أثره؟ ** يلتقت حمدي نوح أنفاسه ويقول كان يوم غاية الصعوبة ومر عليّ كأنه سنة كاملة لأن المرحوم حازم كنت أكن له حبا كبيرا وفي هذا اليوم الحزين خرجنا بعد مواجهة مع غزل المحلة خارج الاستاد وقلت لحازم "عايز أرجع معاك القاهرة" لأن سيارتي "راكنها" أول طريق مصر الاسماعيلية فرد حازم قائلا هروح أجيب حاجة من السوق وراجعلك انت ومحمود حسن. * ماذا حدث بعد ذلك؟ ** شاءت إرادة الله أنني لم أذهب مع محمد حازم لأنني أثناء توجهي نحو سيارته ظهر أمامي حمادة الرومي ومعه صديقه المشجع الاسماعيلاوي سانتوس يقود سيارته المرسيدس وأقسم سانتوس أنني لأبد أن أتناول معه الشعاء بعد ذلك يقوم بتوصيلي للقاهرة وأمام قسمه وإصراره اعتذرت لحازم وكان معه علي أغا ومحمود حسن ومحمود جابر وأثناء تناولنا العشاء أبلغنا محمود جابر الناجي الوحيد من السيارة بهذا الخبر فأسرعنا إلي مستشفي الاسماعيلية الأميري وكانت الفاجعة الكبري أن حازم وعلي أغا فارقا الحياة.