بعض ما يكتب هذه الأيام يحمل الشىء ونقيضه، رغم أن الحقائق باتت أكثر وضوحا. ولم يعد هناك مجال لما يمكن التستر عليه بعد أن كشف زيف القتلة المصدرين لنا بفعل قوى الشيطان الأكبر. للأسف الشديد لايزال بين ظهورنا من يدافع عن الرؤية الأمريكية للشرق الأوسط الجديد، رغم أن المخطط الأمريكى الصهيوني. لم يعد خافيا على أحد. فما يجرى وما يرتكب من إرهاب وجرائم ومحاولات لتفتيت وتقسيم دول الوطن العربى وإنهاك جيوشها وإنهاء مؤسساتها يعبر عن مخطط فرض السيطرة والإستعمار بصورة جديدة ومغايرة عن الاستعمار القديم. ومن المؤكد أن هذه الجريمة النكراء التى إرتكبت على الساحة الليبية لبعض المصريين، إنما يؤكد مدى إرهاب هذا التنظيم الداعشى ذى اللباس الأمريكى.وحتى الخنجر الأمريكى. ذى الأطوال والأجسام والتى لا تخرج عن إطار الفرق الخاصة والمدربة. كما أن الملابس التى يرتديها الأسرى هى ذات الملابس واللون الذى كان يرتديه السجناء فى جوانتانامو. وقد أدلى أخيرا الجنرال ويليام أودوم، مدير وكالة الأمن الوطنية إبان حكم رونالد ريجان بتصريح قال فيه دأبت الولاياتالمتحدة على استخدام الإرهاب بأى طريقة، وفى العامين 1978- 1979 كان مجلس الشيوخ يحاول تمرير قانون ضد الإرهاب العالمي، وفى كل نسخة يقدمونها، كان المحامون يعترضون عليه بقولهم: إن هذا سيجعل الولاياتالمتحدة فى حالة مخالفة للقانون. وخلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، استخدمت وكالة الاستخبارات الأمريكية الإخوان المسلمين كعائق أمام التوسع السوفيتى ومنع انتشار الشيوعية بين العرب. كما قامت الولاياتالمتحدة بالدعم المكشوف لحركة سركات إسلام الإندونيسية ضد حكم سوكارنو، ودعمت جماعة- إسلامى الباكستانية ضد ذوالفقار على بوتو وأخيرا وليس آخرا دعمت تنظيم القاعدة. ولكى لا ننسى فقد أنجبت الولاياتالمتحدة أسامة بن لادن وأرضعت تنظيمه طوال فترة الثمانينيات. وقد نقل عن روبن كوك وزير الخارجية البريطانى الأسبق قوله لمجلس العموم البريطانى أن تنظيم القاعدة هو بلا شك صنيعة وكالات الاستخبارات الغربية. وأوضح كوك أن القاعدة كان بالأصل قاعدة بيانات لآلاف الإسلاميين المتطرفين الذين قامت الاستخبارات الأمريكية بتدريبهم والسعودية بتمويلهم لمجابهة الروس فى أفغانستان. وقد ظلت علاقة الولاياتالمتحدة بالقاعدة تتأرجح ما بين المحبة والكراهية، حسب قيامها بدعم المصالح الأمريكية فى منطقة معينة أو عرقلتها. وظلت وزارة الخارجية الأمريكية إما فى حالة دعم وتمويل أو فى حالة هجوم كاسح عليها. وحتى فى الوقت الذى كان صناع السياسة الأمريكية الخارجية يدعون أنهم يعارضون التطرف الإسلامى فقد كانوا يكتنزونها كسلاح لسياساتهم الخارجية. وفى السياق نفسه، جاء تكوين الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام، وعلى خطى القاعدة، قامت بقطع رءوس أمريكيين وغربيين وسلطت أنظار العالم عليها، وهى اليوم تمتلك مساحات شاسعة من الأراضى بحجم بريطانيا. ولكى نفهم كيف ظهرت ونمت وكبرت هذه الدولة الإسلامية بهذه السرعة، علينا أن ننظر إلى جذورها المدعومة من قبل أمريكا. ففى عام 2003، أدى الاحتلال الأمريكى للعراق إلى إيجاد مناخ ملائم لنشوء الجماعات الإسلامية المتشددة، كالدولة الإسلامية. كان الاسم الأول للدولة الإسلامية هو القاعدة فى العراق. وبعد عام 2010، توجهت أنظار الجماعة إلى سوريا حيث كان هناك ثلاث حروب هي: بين الحكومة والثوار وبين إيران والسعودية وبين أمريكا وروسيا. وهذه الثالثة هى الحرب الباردة الجديدة جعلت صناع السياسة الخارجية يخاطرون بتسليح الجماعات الإسلامية فى سوريا لأن بشار الأسد هو حليف لروسيا، ثم أصبح الوضع محرجا حين تحول كثير من الثوار ضد الأسد إلى هذه الجماعات الإسلامية المتشددة، التى تسلحت ببنادق م 16 الهجومية الأمريكية الصنع وكانت تتباهى بها. إن الولاياتالمتحدة تستخدم الدولة الإسلامية بثلاث طرق هي: مهاجمة أعدائها فى الشرق الأوسط وذريعة للقوات الأمريكية للتدخل فى الخارج ومبرر لتوسيع عمليات الاستطلاع والتجسس. ومن خلال التوسعة السريعة فى الاستطلاع، فقد استطاعت إدارة أوباما أن توسع صلاحياتها فى التجسس فى داخل الولاياتالمتحدة. وفى الختام لاشك عندى إنها مذابح إرهابية وعمليات قتل جبانة وبذات التكنولوجيا. وبنفس أدوات القتل وكأنهم الشخوص أنفسهم بلباسهم وأطوالهم.الأمر الذى يؤكد أن هذا الإرهاب مصدره أمريكا فى محاولة لشيطنة المنطقة. من خلال الشياطين الصغار الذين إرتضوا لأنفسهم أن يؤدوا هذا الدور الوضيع.