رغم أنه طبيب متخصص في المسالك البولية إلا أن الشخصية المصرية و دراساتها شغلت اهتمامه منذ أكثر من نصف قرن حتي ليظنه القارئ أستاذا في التاريخ أو من الأدباء المعاصرين... إنه الدكتور وسيم السيسي الذي يعرفه الكثيرون بالخبير في علم المصريات نظرا لاهتمامه بدراسة تاريخ الشخصية المصرية منذ عصور الفراعنة و حتي الآن. و في رؤيته عن الشخصية المصرية يؤكد السيسي أن عدم قراءة التاريخ هو السبب الأساسي فيما نراه من أحداث ارهابية الان و أن الشخصية المصرية و وحدتها كانت الصخرة التي قطعت بفضلها رأس الأفعي في اشارته لجماعة الاخوان الارهابية- في المخطط الهيوني الأمريكي الذي يستهدف ضرب المنطقة الان و بفضل هذه الشخصية خرجت مصر في30 يونيو لتخلع مرسي و تأتي بالمشير عبد الفتاح السيسي...و إلي نص الحوار: سألته.. ماذا عن الشخصية المصرية بوجه خاص؟ من حوالي80 عاما قال أحد علماء علم النفس المشهورين أنه بالرغم من الغزوات الكثيرة التي مرت علي مصر بداية من525 قبل الميلاد بداية من الفرس مرورا باليونان والرومان والعرب والفاطميين والمماليك وغيرهم إلا أنه كان تغييرا في الحكام و لم يكن تغييرا شخصية مصر و السبب أن بحر مصر الكبير كان يذيب أي أعراق وافدة عليه وهذا يختزل الاجابة علي سؤالك فالشخصية المصرية شخصية صامدة ثابتة لا يمكن أن تتغير بسهولة. هل من السهل أن تتبدل الشخصية المصرية في سماتها و خصائصها من مكان لاخر؟ مارجريت كاندل و هي عالمة جينات أمريكية شهيرة أجرت عددا من الدراسات عن ثلاثة أجناس هي الجنس الاري الألمان- و اليهود و المصريين و كانت نتيجة دراساتها بالنسبة للجنسين الاري و اليهودي انها ترتبط ارتباطا وثيقا بالدولة الموجودين بها بمعني ان جيناتهم تتغير بتغير الدولة التي يقيمون بها و بالتالي هم اصحاب جينات مختلفة في التوقيت الواحد باختلاف البلد, و بالنسبة للمصريين فقد شملت عينة دراساتها اشخاص من النوبة و الاسكندرية و الصحراء الغربية و الصحراء الشرقية في الفترة بين عامي1994 و1995 وشملت عينات مسلمين و مسيحيين من بيئات مختلفة لتكشف النتائج عن أن الجينات واحدة في97% من العينة التي اعتمدت عليها الدراسة و انها هي ذاتها جينات الفراعنة حتي أن هناك عالم مصريات شهير يدعيStamp قال إن المشكلة في مصر ليست في غزوها و لكن في كيفية الوصول إليها فنادرا ما تجد شعبا متماثلا في شكله الظاهري بل في طباعه و أخلاقه و مزاجه مثل الشعب المصري و هذه العبارة تعكس مدي ما تتمتع به الشخصية المصرية من القوة و التوحد و التآلف. وما هو دور الشخصية المصرية في الاحداث التي تشهدها البلاد حاليا و خاصة استهداف جماعة الاخوان الارهابية لارواح الابرياء يوما بعد يوم؟ وحدة الشخصية المصرية هي الصخرة التي تحطمت عليها مؤامرة الصهيونية العالمية التي تشارك فيها كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية و الاتحاد الاوربي و المانيا و ذرعهم في الشرق الأوسط بشكل عام و في مصر بشكل خاص جماعة الاخوان الارهابية و الدليل أن مؤامرتهم نجحت في العراق و في سوريا و في ليبيا لكنها مؤامرة وجدت نهايتها في مصر بل ان مصر و شعبها قلبت الطاولة و ألقت كرسي في الكلوب لكافة مؤامرات الخيانة و الخداع. هل تعني أننا نشهد نهاية الاخوان حاليا؟ بفضل الشخصية المصرية فالاخوان انتهوا للابد فرأس الأفعي للمخطط الصهيوني العالمي كان في مصر و تم قطعه وقد كان هذا صعبا قبل وصول الاخوان لأن المصريون كانوا مخدوعين فيهم لكنهم منذ نشأتهم و هم مريدي سلطة و مش بتوع ربنا مثلما كانت صورتهم الذهنية لدي الكثيرين من عامة الشعب. ترسخ لدي المواطن البسيط هو أن ما تتعرض له بلادنا منذ25 يناير2011 و حتي الان هو مخطط أمريكي لتفتيت المنطقة...كيف تري ذلك؟ بن جوريون الزعيم الروحي لاسرائيل كان قد قال إن قوة اسرائيل ليست في قنابلها النووية لأنها تحمل في طياتها موانع استخدامها إلا في الضرورة القصوي فهي سلاح لو استخدم ضد أية عاصمة عربية فسيعود الضرر علي اسرائيل بحكم موقعها و انما تكمن قوتها الحقيقية في تفتيت و تدمير ثلاث دول كبري حولها و تحويلها إلي دويلات متناحرة علي أسس دينية و طائفية و نجاحنا في هذا الأمر لا يعتمد علي ذكائنا بقدر ما يعتمد علي غباء و جهل الطرف الاخر, و اللافت للنظر أنه قال أسماء الدول بالترتيب ذاته الذي شهد تسلسل تصاعد أعمال العنف بها و هي دول العراق و سوريا و مصر إلا أن مصر أنقذها شعبها و جيشها و هي في مرحلة التعافي الان. هل الشخصية المصرية تميل بطبيعتها للتخريب و التدمير و سفك الدماء كما هو الحادث الان؟ من يقومون باعمال التخريب و التفجير هم مجموعة من شباب غبي مغيب ولو أعطت نفسها فرصة لقراءة التاريخ لأيقنت مدي ما ترتكبه من جرائم لا ترضي ربا و لا عبدا و يكفي أن استشهد بكلام قالته مادلين اولبرايت وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية السابقة أمام الكونجرس الأمريكي و التي قالت فيه: إن اليهود في بلادنا يسيطرون علي كل ما يسيطر علي المعدة و العقل و الغرائز و لم يعد لدينا في بلادنا إلا أن نغير اسم نيويروكNewYork إليJewYork و هي مقولة تعكس مدي خضوع الولاياتالمتحدة نفسها لعبة في يد الصهيونية العالمية حتي أن أعضاء المحمة الدستورية العليا في الولاياتالمتحدة تتألف من9 أعضاء7 منهم من اليهود و مدينة نيويورك التي يسكنها8 مليون نسمة5 مليون منهم من اليهود و هذا يكفي لتفسير ما يتم في مصر علي وجه الخصوص و العالم علي وجه العموم الان. وماذا تقول لهذه النوعية من الشباب؟ من يمارسون ضدنا القتل و الارهاب بحق المدنيين و العسكريين علي هذا النحو ليسوا إلا حاملين فقط لجوازات سفر مصرية لكنهم ذوي دماء أجنبية و عقول غبية يسيطر عليها الجهل و كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: الجهل لا تحيا عليه جماعة...كيف الحياة علي يد عزرائيلا. الشعب المصري متدين بطبعه...عبارة كانت محط الاعجاب في السابق و اصبحت الان تقول علي سبيل السخرية...فما هو موقع مثل تلك المقولات في دراسات الشخصية المصرية؟ الشعب المصري متدين بالفعل و لكن ليس كل التدين فالفيلسوف فولتير يقول: رجل الدين الجاهل يثير احتقارنا و رجل الدين المتعصب يثير اشمئزازنا أما رجل الدين المثقف الواعي فهو الجدير بحبنا و احترامنا و علينا اعادة النظر في كيفية حديثنا عن الدين و بالدين. وإلي أي فئة من فئات مقولة فولتير ينتمي خطابنا الديني؟ في الوقت الذي تم اختيار النبي محمد صلي الله عليه و سلم في الولاياتالمتحدة ضمن رواد العدالة الاجتماعية في العالم عبر العصور نجد أشخاص كأسامة بن لادن و أيمن الظواهري و حسن البنا وجماعته و تنظيم داعش و غيره يسيئون للدين الاسلامي في حين أن النبي نفسه لم يسئ لأحد يوما و صدق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حينما قال أن أكثر المتضررين من أفعال الجماعات الارهابية المتطرفة التي تتحدث باسم الاسلام هم المسلمون أنفسهم و ذلك في أعقاب حادث الاعتداء علي مجلة شارلي ابدو الفرنسية بداية الشهر الماضي فمبدأ الجماعات المتطرفة هو مبدأ الاستئصال بمعني نسف من يرونه هم أنه ضد الاسلام أو يخالف رؤيتهم للاسلام رغم أن الدين الاسلامي يقوم علي مبدأ و جادلهم بالتي هي احسن و بمنطق اعادة التوجيه و النقاش و الحوار و هو الأساس في كافة ما نراه من أعمال إرهابية علي مستوي العالم. كيف يمكن العمل علي اعادة توجيه الشخصية المصرية لتعود إلي تفردها و رقيها من جديد؟ سيادة القانون ثم ثورة في التعليم و تنقية المناهج فلا يعقل ابدا ان ننتهي من حفر قناة السويس الجديدة خلال عام و وزير التربية و التعليم يصرح بأن تنقية المناهج تحتاج3 سنوات!!!!! فسبب نهضة اليابان بالشكل الحالي و التي بدأت منذ عام1948 أنها أرسلت300 من خيرة علمائها إلي كل دولة متقدمة للوقوف علي اخر ما توصل إليه العلم في كافة المجالات و بدأت من حيث انتهي العالم فسبقت العالم و أصبحت عملاق اقتصادي لا يستهان به فلابد أيضا من وضع تجارب الدول الناجحة في الاعتبار للنهوض ببلادنا التي تستحق الكثير.