لحن له كبار الملحنين, وكتب أغانيه شعراء يشار إليهم بالبنان, اعتمد مطربا بالإذاعة في زمن كان لا يصل صوت صاحبه عبر موجاتها إلا بعدما تعصره لجنة الاعتماد عصرا لتتأكد من موهبته, جواز مروره لأسماعنا أغنية خايف عليك مني كلمات وألحان الراحلين الكبيرين سمير الطائر وعبد العظيم محمد. 35 عاما مر أيضا علي ناصية الكلمة ذات القيمة والمعني, واللحن الأصيل المعبر. أبناء مهنته يعرفون حجمه تماما, ويحسبون له ألف حساب في الحفلات التي يشاركونه فيها, أما جمهوره فقد كان أحد أهم أسباب عودته مجددا للساحة الفنية بعد طول غياب. إنه المطرب الشعبي مجدي طلعت الذي التقيناه وطرحنا عليه أسئلة تلح علينا وعلي كل محب لفن الغناء الشعبي الذي خرج ولم يعد. أين كنت, ولماذا اختفيت وأنت في أوج شهرتك؟! جلست في بيتي أبكي حال الغناء عامة, واللون الشعبي خاصة, من يقدم فنا خالصا وعلي مستوي يصعب عليه ما يقدم علي الساحة حاليا. تقصد أن ما يقدم الآن ليس غناء؟! منذ سنوات والطرب في النازل, وكنت أهون علي نفسي وأقول سحابة إسفاف وسوف تمر بسرعة, وحرصت علي الوجود وتقديم الفن الذي ينتظره مني الجمهور, ولكن الحكاية طولت, فاحترمت فني وتاريخي وابتعدت, وأخذت أراقب المشهد العبثي وأترحم علي أيام الزمن الجميل الذي وجدت فيه كل تقدير واحترام وعون من عمالقة كبار مثل محمد رشدي والعزبي وشفيق جلال, عندما قالوا إنني أقدم فنا محترما. معني ذلك أنه لم يعد أحد الآن يقدم اللون الشعبي الأصيل؟ بعد رحيل كتكوت الأمير وحسن الأسمر لم يعد هناك فن شعبي باستثناء محاولات فردية لمطرب أو اثنين, خاصة أن النجم الكبير أحمد عدوية بات مقلا في عمله. رغم وجودك علي الساحة منذ أوائل الثمانينيات إلا أن ظهورك الإعلامي شبه منعدم؟! أنا أفشل إنسان علي وجه الأرض في التربيطات والعلاقات الاجتماعية, ولا أعرف شيئا عن الشللية, كنت لا أهتم إلا بفني وكفي, واكتشفت بعد ذلك أن للنجومية والشهرة حسابات أخري عما نشأت وتربيت عليه. في بدايات ظهورك كان ما يقدم علي الساحة عبارة عن كلمات و أرتام سريعة وخفيفة, غير أنك كسرت القاعدة والمألوف ووجدنا المؤلفين والملحنين الكبار يتعاونون معك؟! فضل من الله ونعمة أن أتعاون مع مؤلفين بقيمة سيد مرسي, سمير الطائر, وبهاء الدين محمد, وعنتر هلال, وأمل الطائر, ويلحن لي العمالقة سيد مكاوي, ومحمد علي سليمان, وفاروق الشرنوبي, وحسن أبو السعود, وعبد الرحمن الصري, وما كان أحدهم يجازف بتاريخه لولا يقينه بموهبتي. رغم أن سيد مكاوي لم يلحن للشعبيين الكبار كرشدي والعزبي, إلا أنه قدم لك موسيقي غارقة في الشعبية.. فكيف حدث ذلك؟! الله يرحم الشيخ سيد كان فنانا بكل المقاييس, ويلقط الصوت الحلو من بعيد, استمع لي بالمصادفة وكان معزوما, وكنت في بداية طريق فقال لمن معه سألحن لصاحب هذا الصوت وقد كان, وموسيقارنا الكبير إنسان ابن بلد بطبيعته, وألحانه للست أم كلثوم وكبار المطربين العاطفيين لم تجعله ينسي شعبيته, وهل تنسي تلحينه الليلة الكبيرة, كما أنه لحن لحبيب قلبي أحمد عدوية. لم تذكر لي اسم الملحن الكبير عبد العظيم محمد رغم تعاونك معه.. لماذا؟! كيف وهو من تحمس لي, وقدم لي أكثر من لحن, ويكفي أنه تم اعتمادي مطربا بالإذاعة بلحنه خايف عليك مني كلمات سمير الطائر, وفي هذه الفترة كانت لجنة الاعتماد بعبع ولا تقبل إلا أصحاب الإمكانات لا الوساطات, هل يصدق أحد أن أسماء مشهورة جدا في سوق الغناء كانت تخشي المرور من أمام مبني ماسبيرو, وإن تقدمت للاختبار ترسب بجدارة, ولم تحصل علي الاعتماد, ولكن عندما انتشرت الفضائيات تساوت الرؤوس. معروف عنك إنك لم تغن في الملاهي الليلية.. لماذا وعائدها عال؟ منذ بدايتي وجميع الملاهي و النايت كلب تسعي للتعاقد معي, وأصدقاء من الوسط قالولي طاقة القدر فتحت لك غير أنني رفضت الغناء لمن يتمايلون ويترنحون, والمطرب الحقيقي لا يغني إلا لمستمع فايق ومركز وفي غاية الإنصات, حتي في الأفراح الكبيرة التي أحييها الجميع يعرف شروطي, ويقدر ذلك. والتليفزيون ماذا عنه؟ إذا كنت تقصد التليفزيون المصري فقد اصطحبني شيخ الموسيقيين الراحل صلاح عرام والتقينا رئيس التليفزيون آنذاك وقدمني لها قائلا هذا هو سلطان الطرب الشعبي, ولم نعد نقدم في حفلات ليالي التليفزيون اللون الشعبي, ورشدي والعزبي ربنا يعطيهما الصحة, وإذا استعنتم بآخر يكون حسن الأسمر, لابد أن ندفع بأصوات جميلة, أخذت وعدا بالمشاركة, وبالفعل كنت أستعد بقوة غير أن الحفلات توقفت, أما حاليا فالفضائيات ومحطات الأغاني تعرض أغنياتي باستمرار. ولماذا قررت العودة للأضواء بعد غياب سنوات؟ أري أن المناخ بدأ يتحسن, ثم إن الجمهور يسأل عني دوما, وعندما يقابلونني يطلبون مني الجديد, ودائما ما يدفعني عمنا أحمد عدوية لعدم الكسل ويقول لي حرام عليك تسيب الساحة, كذلك أخويا أبو قلب طيب شعبان عبد الرحيم كثيرا ما يحاول إخراجي من عزلتي, وصديقي الموزع الموسيقي يحيي الموجي يأتي لي بحفلات كثيرة, فقلت لنفسي وبعدها بقي, وأخذت قرار العودة. وهل أعددت جديدا لتطل به علينا؟ أغنية ابني بيسألني وتحكي علي الظروف التي تمر بها البلد, ما صاحب ذلك من تغيير في النفوس, وما أصاب البعض من جشع وطمع, وهي كلمات أمل الطائر وألحان عصام توفيق, وانتهيت من أول أغنية من ألبومي الجديد, كما لدي ارتباطات فنية بالخارج لمدة ثلاثة أسابيع.