عندما علمت برحيل المطرب الشعبي محمد العزبي تذكرت بدايته وهو شاب صغير تقدم لمسابقة الهواة سنة1954 بالإذاعة المصرية وكان يشرف الإذاعي الكبير أحمد طاهر ومعه ديمتري لوقا علي هذا البرنامج وهذا البرنامج خرج منه نجوم أصبحوا من نجوم الساحة الغنائية أمثال بليغ حمدي وسعاد حسني ومحرم فؤاد وحلمي بكر وماهر العطار وكمال حسني وكان أولهم من الخروج من الهواية إلي الاحتراف محمد العزبي الذي اشتهر بأغاني محمد عبدالمطلب وكان نجما مشتركا في جميع الأفراح واختطفته الملاهي الليلية وكان يحقق أعلي دخل في شارع الهرم وأقصد بذلك( النقوط) من الضيوف والسواح العرب وهو صاحب القسمة( النصف للمطرب أو المطربة والنصف الآخر للفرقة الموسيقية والعمال) ثم ظهر صاحب المكان( الملهي) عندما علم بأنها مبالغ كبيرة وتغيرت القسمة( الثلث لصاحب الملهي والثلث للمطرب والثلث للفرقة الموسيقية والعمال) وكان صاحب المحل يستحوذ علي العملة الصعبة ويحتسبها بأضعاف الأسعار ومحمد العزبي صوت لامع ومفتوح وقادر علي أداء المواويل الذي اشتهر بها ومنها الموال الذي يبعث علي الابتسامة وللعلم كان العزبي من أظرف أبناء جيله الابتسامة لا تفارقه وصاحب قفشات لاذعة وكان له حضور جماهيري وفي آخر تسجيل معنا( الفرقة الذهبية) وهو قادم لحضور البروفة قابلني وقال لي( إزي الصحة) فقلت له( الحمد لله عال العال) فقال لي أنا أسألك عن أوراق لحن أغنية إزي الصحة فقلت له الأستاذ محمود الشريف أرسل الأوراق وهو قادم في الطريق وتم عمل بروفة واحدة وتم التسجيل في إستديو46 وهي أغنية من إنتاج الإذاعة وكان العزبي مطربا مجتهدا لا يرهق الموسيقيين في عمل البروفات أما اللقاء في أشهر أغانيه وهي من كلمات الشاعر الغنائي محمد حمزه ومن ألحان الموسيقار الكبير بليغ حمدي وهي أغنية( عيون بهية) وقدمناها أول مرة في حفل أضواء المدينة وكانت نقطة تحول ورفع شأنه ورفع أجر المطرب الشعبي محمد العزبي وأصبح نجما من نجوم الحفلات الإذاعية والتليفزيونية وظهور وتواجد محمد العزبي في عصر النهضة الموسيقية والغنائية وكان يسبقه عمالقة الغناء الشعبي وهم محمد عبدالمطلب ومحمد قنديل ومحمد الكحلاوي وكان كل منهم له لون وأداء معين ومختلف عن الآخر وظهر بعدهم وبأداء وكلمات جديدة وهم شفيق جلال ومحمد رشدي ثم محمد العزبي واشتهر شفيق جلال بأغنية( أمونة بعت لها سلام) واشتهر محمد رشدي بأغنية( تحت الشجريا وهيبة) وإشتهر العزبي بأغنية( بهية) وأصبحت أمونة ووهيبة وبهية موضع فكاهة استغلها المنولوجست أحمد غانم وسيد الملاح وكانت فترة مليئة بكل الفنون الجميلة ومرحلة محمد العزبي وانضمامه إلي أكبر وأشهر فرقة للفنون الشعبية وهي فرقة رضا وإلتقي مع الموسيقار علي إسماعيل الذي غني له( فدادين خمسة خمس فدادين وفانوس رمضان وعرايس المولد ولقصر بلدنا) وبانضمامه لفرقة رضا أصبح مطربا عالميا حيث طاف معهم معظم بلاد العالم وغني في قاعة موتسارت بألمانيا وميدان تيتو ببوغسلافيا وألبرت هول ببريطانيا وأولمبياد بفرنسا وسيتي هول بهونج كونج وفي أندونيسيا واليونان وروسيا وشارك بالغناء والبطولة في أفلام سينمائية( أجازة نصف السنة وغرام في الكرنك وتفاحة أدم) وكان رصيده من المواويل أكثر من مائة وخمسين موالا وحصل علي جوائز كثيرة في فن الغناء الشعبي وبرحيله فقدنا آخر عظماء الأغنية الشعبية, رحم الله محمد العزبي إنا لله وإنا ا ليه راجعون. والله ولي التوفيق