تعتبر فرقة رضا هي إحدي المحطات الهامة في حياته حيث شارك الفرقة كمطرب في كثير من عواصم العالم لفترة طويلة, كما قدم أفلاما للسينما المصرية منها فيلم أجازة نصف السنة عام1962, وفيلم حياة عازب عام..1963 كما شارك هذا الفنان الضحوك في كثير من الاحتفالات الوطنية لذكري نصر أكتوبر وتحرير سيناء بعد أن فقدنا خلال العام الماضي اثنين من أروع الموسيقيين في الوطن العربي وهما الفنانة وردة الجزائرية والملحن العبقري عمار الشريعي فقدت مصر والعالم العربي هذه الأيام واحدا من مطربي زمن الفن الجميل والذي أمتعنا كثيرا علي مدار عقود من الزمن بروائعه الفنية وأغنياته الشعبية التي ظلت كاللآلئ المتناثرة بين أبناء جيله.. إنه المطرب الشعبي الفنان محمد العزبي الذي رحل عن عالمنا منذ أيام بعد تعرضه لأزمة صحية ولم يمهله القدر أن يكمل عامه الخامس والسبعين بعد أيام قليلة والموافق العشرين من فبراير الجاري. ويعتبر العزبي فنانا مميزا بما قدمه من أعمال وبطبيعته المرحة وشهامته المصرية التي يعبر عنها كل من تعامل معه عن قرب, بالإضافة لشخصيته الودودة الصدوقة وخفة ظله. وكان لأغنياته الشعبية أثر كبير علي ارتباط الجمهور به وبأغنياته حيث استطاع أن يقدم الغناء الشعبي الذي يرتبط بالمدينة الذي يختلف عن الغناء الشعبي الريفي, ومن خلال ما قدمه استطاع أن يجذب عددا أكبر من محبيه وخاصة لما تتمتع به أغنياته من بساطة ورقة حتي في أسلوب أدائه الذي يبتعد عن المبالغة في الزخارف اللحنية, وتصنف مساحة صوت العزبي في نوع التينور وهي إحدي الطبقات الصوتية للرجال, كما يتميز صوته بالمصرية الشديدة ممزوجا بالحيوية والرشاقة التي عبرت عنها اختياراته الغنائية, والفنان الراحل قدم لجمهوره باقة كبيرة من الأغنيات الشهيرة فمن منا لم ترتبط ذاكرته بمدينة الأقصر بأغنية الأقصر بلدنا والتي حينما نذكر اسمها تستدعي ذاكرتنا صوته القوي في هذه الأغنية وأدائه الرائع.. أيضا أغنية عيون بهية بجمال الأداء والحالة النفسية المبهجة التي كان يستطيع فناننا المتميز أن يقدمها من خلال التفاؤل والبسمة التي لم تفارقه أبدا.. بالإضافة لمساحة صوته العريضة جدا والتي يستطيع أن يمزج فيها بين الشديد الغلظة والطبقات الأكثر حدة في صوته مع تمكن في الأداء في الانتقال لنغمات المساحة الصوتية الحادة.. ومن أشهر أغنياته أيضا قمر له ليالي, فنجانين قهوة, علي خده يا ناس ميت وردة, انت اللي فيهم يا قمروأغنيته البديعة المرحة إزي الصحي, إزي الحال وكثير من الأغنيات الأخري علي مدار مشواره الفني الطويل. ولم نستطع أن نغفل الموال عند العزبي واعتماده علي الموال الملحن وليس الموال المبتكر, وقدرته علي الانتقال بين المقامات الموسيقية ببراعة ومهارة تعبر عن مدي حبه وإتقانه لفنه.. ومن أشهر تلك المواويل عيني, هز الهلال يا سيد, يا طيره والبلح وغيرها. وتعتبر فرقة رضا هي إحدي المحطات الهامة في حياته حيث شارك الفرقة كمطرب في كثير من عواصم العالم لفترة طويلة, كما قدم أفلاما للسينما المصرية منها فيلم أجازة نصف السنة عام1962, وفيلم حياة عازب عام..1963 كما شارك هذا الفنان الضحوك في كثير من الاحتفالات الوطنية لذكري نصر أكتوبر وتحرير سيناء, وقدم أيضا بعض الأعمال الدينية منها عاشق دعاه النبي ومجموعة حلقات المسحراتي في شهر رمضان, ورغم ابتعاده عن الإعلام وعن الساحة الفنية في الآونة الأخيرة إلا أنه لم يتوقف عن الغناء حيث ظل يقدم فنه في كثير من الحفلات الخاصة إيمانا منه برسالته العاشق لها. رحم الله الفنان محمد العزبي صاحب البسمة والتفاؤل وأسكنه فسيح جناته.