تحت السجر( الشجر) يا وهيبة ياما كلنا برتقان هذه بداية الأغنية التي قام بتلحينها الأستاذ عبد العظيم عبد الحق وغناها محمد رشدي وكانت من الخطوط الأولي في شهرة وانتشار محمد رشدي وخصوصا بعد حادث السويس( فايد) والذي توفت فيه المطربة نادية فهمي واصابة محمد رشدي في ساقه والتي منعته من العمل حوالي سنة أو أكثر ثم عادت شهرته للوجود عندما غني وشارك في التلحين في ملحمة أدهم الشرقاوي ونقفز علي الأحداث ونصل إلي لقاء محمد رشدي وبليغ حمدي وقدم له ألحانا وكان أهمها والتي اشتهرت وهي أغنية عدوية كلمات الأبنودي ولحن بليغ حمدي ووضعت رشدي علي قائمة نجوم أضواء المدينة وكانت الأغنية الأساسية في كل حفلات وأفراح محمد رشدي وكذلك وهيبة يعني( وهيبة وعدوية) وفي نفس هذا التوقيت تقريبا ظهرت أغنية( أمونة) للمطرب المنافس شفيق جلال والأغنية تقول( أمونة بعت لها جواب أمونة ولا سألت في) وكان الاستهلال في أغنية عدوية( آه يا ليل يا قمر والمنجة طابت ع الشجر) إلي أن يصل ويقول( رمشك خطفني من أصحابي وانا واد صياد لفيت بلاد وبلاد وبلاد) هذه الكلمات الشعبية الجميلة كان لها رنين وجمهور كبير من المستمعين مع وجود الأغاني الرومانسية والوطنية والاجتماعية وكان رموزها عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد فوزي وشادية وفايدة وفايزة أحمد ومحمد قنديل وعبد المطلب وكارم محمود كانت فترة غنية بالفن والفنانين ونصل إلي الأغنية الرابعة وهي أغنية( بهية من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي وكانت بداية التفكير في هذه الأغنية في عيد جلوس الملك الحسن بالمغرب وكل الفنانين موجودون في الاحتفالات وقام محمد حمزة بالذهاب لفرقة محمد رشدي وقال له هناك أغنية حلوة يقوم حاليا بتلحينها بليغ حمدي فسأله رشدي( هي الأغنية اسمها إيه؟) فقال له حمزة( بهية) وهنا ثار محمد رشدي وقال لحمزة هو أنا خلصت من وهيبة وعدوية كمان حتجيبو لي بهية والناس عمالة تتريق علي أنا وشفيق جلال وبيقولوا مطربين الفلاحين والخدامات ياعم حمزة شوفوا حد غيري يغني هذه الأغنية. وتذكرت هذه الأغنية وأنا أبحث في بعض الصور الفوتوغرافية ووجدت أخي وصديقي بليغ حمدي وأنا أجلس بجواره ونقوم بعمل بروفة مع فرقتنا الذهبية وبوجود المطرب محمد العزبي وكانت هذه الأغنية فاتحة خير للمطرب محمد العزبي والذي ارتفعت أسهمه وأصبح من نجوم أضواء المدينة والحفلات العامة والأفراح وأصبحت هذه الأغنية هي الأغنية الأساسية في كل حفلات محمد العزبي وفي لقاءات كثيرة بيني وبين رشدي كان نادما علي تسرعه برفض هذه الأغنية وللحقيقة محمد العزبي اتقن وأبدع في أداء هذه الأغنية( قالوا عن بهية ياما قالوا). وباختفاء وهيبة وعدوية وأمونة وبهية من الغناء المصري حاليا اختفت رائحة ومعالم الغناء المصري خصوصا الشعبي وتم استبداله بأسماء نانسي ومادلين وأنوشكا وسارينا ومارينا وشعبولا وبعرور وكلمات لها العجب وألحان مستوردة غير صالحة للآدميين. وهذا ليس نقدا ولكنه واقع لأني لو تقمصت ثوب الناقد فيلزم علي أن أضع الحلول لهذا الهبوط في فن الموسيقا والغناء المصري وعلي المهتمين والمسئولين إذا كان هناك مهتمين أو مسئولين لهذه المهنة الثقافية أن يقوموا بواجبهم نحو عودة الغناء المصري. والله ولي التوفيق