منظمة التحرير تطالب مجلس الأمن بجدول زمنى لإنهاء احتلال الضفة والقدس الشرقية

قال مسئولون فلسطينيون إن كبير المفاوضين صائب عريقات قدم أمس خطة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري يدعو فيها لوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأعلنت مسئولة في منظمة التحرير الفلسطينية أمس ان قيادة المنظمة ستسعي لدي مجلس الأمن الدولي لتبني قرار يطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال ثلاثة أعوام.
وقالت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك "سنسعي إلي قرار في مجلس الأمن يتضمن موعدا محددا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وردا علي سؤال عن المهلة الزمنية، أوضحت انه ينبغي أن ينتهي هذا الاحتلال "خلال ثلاثة أعوام".
لكنها أقرت بان الولايات المتحدة ستستخدم فورا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مماثل، وأضافت "نعلم بان الولايات المتحدة يمكنها استخدام الفيتو في مجلس الأمن ونحاول إقناعهم بالإصغاء إلي صوت المنطق".
وقال مسئول فلسطيني مطلع علي الخطة التي سيقدمها عريقات إن النقاشات مع كيري ستركز علي "وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي علي أن تنال الموافقة عليها في أقرب وقت ممكن وليس بعد نهاية هذا العام".
وفي مقابلة مع التليفزيون الفلسطيني في 28 أغسطس الماضي قال عباس انه يجب أن يستغرق تحديد حدود الدولة الفلسطينية "ساعة أو نصف ساعة" بما أن الولايات المتحدة سبق أن وافقت علي أن تكون حدود الدولة الفلسطينية وفقا لحدود عام 1967 قبل الحرب التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال عباس "إما أن يكون هناك حل سياسي أو لا حل. إما أن يماطلوا بنا هنا وهناك ويطلعوا وينزلوا. نحن ننتظر منذ عشرين سنة ولم يحصل شيء". في غضون ذلك أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية أمس أن غارات الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة تسببت في تشريد أكثر من 108 ألاف فلسطيني في القطاع.
وأضاف المكتب أنه ما يقدر ب18 ألف وحدة سكنية تمثل 13 بالمئة من عدد المساكن في قطاع غزة دمرت أو أصيبت بأضرار جسيمة. وقال المتحدث باسم المكتب جينس لارك "المنظمات العاملة علي الأرض ذكرت أن حجم الدمار غير مسبوق". ويأتي ذلك بعد أن أصبح من الممكن حصر حجم الخسائر والدمار الذي لحق بالقطاع وذلك بعد أسبوع من سريان الهدنة التي وافق عليها الإسرائيليون والفلسطينيون.
وأوضح ليرك أن "الكثير من الناس في القطاع يعيشون في أماكن مكتظة أو في ظروف غير ملائمة". كما تضررت شبكات الكهرباء والمياه في قطاع غزة جراء الغارات الجوية والحملات البرية التي شنتها إسرائيل علي القطاع. وقالت الوكالة الأممية إن 10% فقط من سكان غزة يحصلون علي حاجتهم اليومية من الماء في حين أن التيار الكهربائي يتوفر لمدة ست ساعات فقط يوميا.
من جانبه أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أن عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة بلغت كلفتها أكثر من 9 مليارات دولار.
ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن يعالون قوله أمس "إن التعامل مع الإرهاب مكلف للغاية، وحتي لو تضاعفت ميزانية وزارة الدفاع لثلاثة أضعاف الرقم الحالي".
وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديدية نجحت في صد صواريخ حركة (حماس) ولكنه أقر بأن القبة الحديدية مكلفة للغاية. مشيرا إلي أن كل اعتراض تقوم بها القبة الحديدية يكلف إسرائيل 100 ألف دولار للمرة الواحدة.
وانتقد وزير المالية الإسرائيلي يائير لابيد أمس إعلان إسرائيل مصادرة أراض في الضفة الغربية المحتلة فيما يقال أنها أكبر عملية مصادرة خلال 30 عاما.
وقال لابيد في مؤتمر اقتصادي في تل أبيب "قرارات مثل المنشور بالأمس عن تأميم أربعة آلاف دونم في مجمع عتصيون للإنشاءات يثير الشكوك- ما جدوي ذلك كله، في هذا التوقيت دون غيره؟ جاء ذلك بمثابة أمر واقع لم يعرض علي الحكومة الأمنية (المصغرة) والذي، في هذا التوقيت، يضر دولة إسرائيل. فنحن في نهاية عملية عسكرية، نواجه جبهة دولية حساسة، وواجهنا صعوبات بالفعل في الحفاظ علي التأييد الدولي، ما هي الحاجة الملحة، الآن دونا عن أي وقت آخر، لخلق أزمة جديدة مع الأمريكيين ومع المجتمع الدولي". وأعلنت إسرائيل يوم الأحد نحو 988 فدانا في تجمع غوش عتصيون الاستيطاني قرب بيت لحم "أملاكا عامة" بناء علي أمر أصدرته الإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وفي رام الله شاركت مجموعة من المتطوعين بمدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة في إعداد عدد من الحقائب واللوازم المدرسية لتوزيعها علي التلاميذ في قطاع غزة. جاء ذلك ضمن حملة جديدة لحركة (شارك شعبك) الشبابية التي طلبت من أهالي التلاميذ في الضفة الغربية أن يشتروا حقيبة مدرسية جديدة لتلميذ في غزة مع كل حقيبة يشترونها لأبنائهم التلاميذ.
وقال القائمون علي تنفيذ الحملة إن استجابة الأهالي كانت إيجابية جدا وتوقعوا جمع آلاف الحقائب المدرسية الجديدة. وقال بدر زماعرة مدير منتدي شارك الشبابي "أطلقنا حملة شارك شعبك لمئة ألف حقيبة. هي دعوة لكل الأهل أن يشتري الحقيبة لابنه وحقيبة لطفل من قطاع غزة. المساهمة كبيرة في مختلف محافظات الوطن يتم جمع هذه الحقائب. إحنا اليوم موجودين في رام لله. باعتقد أنها ستساهم وسندخلها إن شاء الله بأسرع وقت ممكن خلال الأيام القادمة للتسريع في فتح العام الدراسي". وتقول الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إن الأطفال هم أكثر الفئات تضررا من الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت سبعة أسابيع علي غزة. وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن قرابة 400 ألف طفل في غزة يحتاجون إلي مساعدة نفسية.