إن ما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي يؤكد ان العالم الإنساني قد فقد ضميره الحي طوعا لا كرها تجاه العرب والمسلمين خاصة, فمن ينظر إلي خريطة الدنيا لا يري الهلع والفزع والاضطراب والحيرة إلا في منطقة الشرق العربي خاصة, ولم نر رجلا رشيدا في الغرب يدرك أن الفوضي الهدامة التي يقصدوننا بها سوف تحول الدنيا إلي كتلة لهب سوف تحرقهم, ثم لتصبح الدنيا حصيدا كأن لم تغن بالأمس!!! وإذا كان حديثنا عن غزة, فلا يعني ذلك أن صورة ليبيا وسوريا والعراق و.... و..... غائبة عن المشهد العربي الأليم, لكن محرقة غزة هنا لتكرارها لتوكيد موات ضمير العالم الذي يزعم التحضر وحقوق الإنسان, وغيرها من الشعارات الجوفاء التي لا تشمل كل البشر, بينما هم أنفسهم الذين أقاموا قيامة العالم ضد ما يزعمونه محرقة النازي!!!! فما دام الضمير العالمي قد اغتيل طوعا تجاه العرب والمسلمين, فلا حياء ولا أمل ينتظر أو إنصاف, إذ كيف يقبل العالم أن تظل مشكلة إنسانية( فلسطين) بكل ما تعنيه علي مدي قرابة القرن من الزمان, ولا يجيدون أساليب الدجل العالمي, فإسرائيل علي المدي هي الوحيدة التي تمتلك قرار الإبادة وصنع المحارق في أي وقت شاءت, وأمريكا وأوروبا تبارك وتمدها بآلات الحرب الأحدث لمواجهة الحجر أو الصواريخ المنزلية ثم يزعمون أنها أي إسرائيل تدافع عن نفسها وعن أمنها فأي أمن يقصدون وهم يحتلون شعبا لا يملك من أسباب المقاومة أو الصد غير الكلام والحجر ؟؟!! إنهم يثأرون لمحرقة نازية روجوا لها بمحارق برغم أن الفلسطينيين منها براء, علي الرغم من أنهم يتحصلون علي تعويض حتي الأن ثم نراهم يتصرفون باعتبارهم الشعب المختار الذي له حق إبادة البشر, أي بشر عدا اليهود كما تنص عقيدتهم, لكن الأعجب أن أمريكا وأوروبا تؤيد وتدعم هذه المزاعم والأباطيل تأييدا يقينيا, فهذا رئيس ما يطلقون عليه في أمريكا( الكونجرس)( جون بيرنر) يصرح: بأنه لا يجوز للولايات المتحدة أن تكون وسيطا بين إسرائيل وخصومها, وإنما تكون شريكا..!! ولم يكتف بهذه اللطمة علي وجه الإنسانية, فأراد أن يؤكد علي انعدام الضمير العالمي بقوله: إن عدو إسرائيل عدونا..!! إنه عالم الأباطيل والرياء, إذ تنصب أمريكا نفسها منذ عشرات السنين أنها حامية حقوق الإنسان وراعية الشعوب المقهورة والمعدومة و... و.....!!!! ذلك, علي الرغم من أن هناك أصواتا في أوروبا ولأول مرة يصفون صنائع( إسرائيل) في محرقة غزة ب العقاب الجماعي والإبادة والتدني الأخلاقي, بالإضافة إلي تظاهرات شعبية في فرنسا تنادي بمساندة شعب غزة, حتي في أمريكا ذاتها تحركات شعبية داعمة للجانب الفلسطيني, حتي إن الإعلامي الأمريكي الأشهر( جون ستيورات) في برنامجه الساخر يسخر من أباطيل( إسرائيل) من أنها سوف تمنح الفلسطينيين وقتا كافيا ليفروا من نيران مدافعهم وغارات طائراتهم, بينما هم أصلا في معتقل مفتوح( احتلال حصار قصف) فإلي أين يفرون؟؟!! وإلي متي تستمر أكذوبة( أمن إسرائيل) التي تعني تجريد كل خصومها من السلاح عداها؟؟!! ألم يستح العالم الحر أو الذي يزعم الحرية والحقوق أن يعيد الحق إلي أهله وينادي: الأمن مقابل الأمن...!! علي العالم ان يفيق من غفوته ليعلم أن( إسرائيل) مهما أوتيت من ترسانات عسكرية فلن تستطيع ان تهزم العرب كل العرب فقط تستطيع ان تهزم بعضهم فحسب..!! وإلي متي تظل أقدم مشكلة في حياة البشرية تعتمد علي الدجل والوهم علي الرغم من دعاوي المصالحة والسلام ومؤتمرات أممية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والمزيد من تقوية( إسرائيل) عسكريا ودوليا لدحر العرب كهدف أسمي غير معلن, فهذا قرار( للعم سام) بإمداد( إسرائيل) بالذخائر عوضا عما فقدته في محرقة غزة المشتعلة الآن, بينما الاعلام الوهم يسعي جاهدا لإقناع الدنيا أن أمريكا ترسل وزير خارجيتها يسعي للمصالحة أو التهدئة أو السلام المستحيل, ثم هذه اصوات مسئولين إسرائيليين تعلنها صراحة: علي الجيش عدم الاكتفاء بقصف الأحياء السكنية وإنما يجب قتل النساء الفلسطينيات أيضا لمنعهن من حمل أجنة إرهابية...!! وهذه وزيرة إسرائيلية تطلقها كلمات شيطانية إذ تقول: إن الفلسطينيين يستعرضون جثث قتلاهم لاستدرار العطف بينما( إسرائيل) تسعي إلي حماية مواطنيها وتقبل بخسارة معركة إعلامية علي أن تسيل نقطة دم واحدة منها..!!! إنها أسوأ مشكلة بشرية منذ أن هبط( آدم) عليه السلام, فهي النبوءة الملائكية: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء...!! علينا نحن العرب ألا نقع في شرك الخلط بين الحرب والمقاومة, وهو ما تسعي إليه( إسرائيل) لو أد كل سبل الانفراج السلمي الذي أراه ضربا من التخيل.. علينا ألا نتناسي انها دولة غير شرعية بميزان التاريخ ومعايير الأخلاق, فلا يختلف عاقلان أنها بمثل ما اصطنعوها ستنتهي لأنها لا تستمد قوتها من داخلها ولا تملك مقومات بقائها من ذاتها, مع الأخذ في الاعتبار أن التشرذم العربي والصراعات العربية والاستبداد العربي للحكام الطواغيت أو الفراعين, أحد أهم أسباب بقاء دويلة أحفاء السامري, فهذا الكيان والعالم العربي إنما هما( فعل الشرط وجواب الشرط), يجب ألا ننسي أن( إسرائيل هي من تعاني مآسي الصراع من أجل بقائها واستمرار وجودها في المكان المغتصب والزمان الوهم, بينما الفلسطينيون هم المكان الأصل والزمان الحقيقي, إنهم تاريخ التاريخ للجغرافيا والتاريخ..!! (ولنا عودة إن كان في العمر بقية)