توقفت محارق النازي الجديد في غزة، ولن تكون الاخيرة ما دامت الدنيا بما تملكه من قوانين وهيئات لا تريد إنهاء أقدم مشكلة انسانية في العصر الحديث، فالاستعمار الحديث بزعامة (العم سام) لا يريد انقاذ الناس خاصة في شرقنا العربي، بينما يفضل انفاق المليارات في التدمير، فلا يجب ان ننسي ان منطقة الشرق العربي تمثل اعظم سوق لترويج السلاح، خاصة مع غياب وحدة عربية كبري تقوم علي الثقة والمودة والتصالح!. إن محكمة التاريخ لن تغفر لأمريكا انها من تعمل علي تعقيد مسارات الحل السرمدي لصراع ابدي، فهي تتباهي بتبني رعاية السلام المزعوم،فعلي مدي عقود طوال نري رؤساء أمريكا يظهرون حرصهم علي السلام وأنهم خير وسيط له، بينما الحقيقة حرصهم الشديد علي دعم (إسرائيل) لتظل الاقوي في المنطقة والمتفوقة لتأصيل العنصرية، فأصبحت عملية السلام الوهم تعتمد علي التعنت الإسرائيلي والدعم الامريكي الذي رسخ في اسماع التاريخ انهم الداعم والمدافع عن (إسرائيل)، ومع ذلك لم ينتقض الشعب الامريكي وهو يري ادارته المتعاقبة ترضي لهم الخزي والعار في مساعدتهم علي إبادة الملايين من اصحاب الحقوق، ولم تنتصر لحقوق صاغها اسلافهم لحقوق الانسان!. فكيف لشعب يدعي ديمقراطية وحرية ويصمت علي تشويه تاريخه وقبوله اللعنات من الاجيال الحالية والمقبلة؟!. لقد ازداد الخوف في عصرنا عن كل عصور الماضي، وبات الناس في انحاء الدنيا يؤمنون بأن توقع الخراب والدمار والشأشر من الشر نفسه، وأصبح العربي خاصة هو الأوحد الذي يجمع بين شرين: شر توقعاته من وقوع الخراب، وشر الشر الذي يعيشه ويعانيه!. واسمع معي ايها القارئ الكريم لكلمات سفيرة أمريكا لدي الأممالمتحدة، لا يوجد شيء يمكنني القيام به، ويمكننا ان نتخذ اجراءات احادية الجانب لجعل المجلس يفعل ما نريد، وبالتالي ننخرط في مشاورات!. ومن كتاب لها بعنوان (مشكلة من الجحيم)، تقول: لم يرجع السبب الرئيسي وراء عدم قيام الولاياتالمتحدة بما في استطاعتها، وما ينبغي عليها القيام به لوقف الابادة الجماعية الي افتقار الادارة، ببساطة. لأنها لا ترغب في القيام بذلك. للأسف يجب ان نعترف ان المسئولين الامريكيين استغلوا الوضع لمصلحتهم ونجحوا في لبعتهم. إنها اعاجيب السياسة والدجل الأممي. فلا تعجب ايها القارئ الكريم لان القائمين علي امر السياسة العالمية شياطين الانس اولئك الذين اخترعوا المبادئ والقوانين لتحكم القوي في الضعيف وهم يسمونها (حقوق الانسان)،ولا يستحي منهم أحد فيضع القوانين العادلة الجذابة فإذا طبقوها نسوا عدالتهم وذكروا طغيانهم!!فلا دهش لان الانسان عندما يكذب فهو شر ما يكون خاصة عندما يكذب علي نفسه، وإن اضطرته المقادير لان يعترف بجريمته فسرعان ما يتفنن في اختلاق المعاذير والمبررات!. سياسات تنطوي علي كل أنواع الظلم والفساد خاصة تجاه العرب والمسلمين، فالأباطيل حقائق والحقائق وحدها لكيان احفاد السامري، فإلي متي تظل أجنحة الشيطان الامريكي مشرعة فوق أعتي مشكلة انسانية في تاريخ البشرية. خاصة أن (اسرائيل) منذ انتصارها في عام (48) بمباركة امر صهيونية قد اعتادت علي مبدأ تفوقها المطلق علي الفلسطينيين والعرب جميعا، وكل المساعي التي ترمي الي تقويض هذا المبدأ تنتفض (اسرائيل) بأنه الخطر المحدق المدمر لكيانهم!. راعية السلام المستحيل أو الوهم (أمريكا) أنفقت في العام الماضي 640 مليار دولار علي الإنفاق العسكري، في حين وصل الإنفاق علي المساعدات الإنسانية أربعة مليارات دولار فقط!. يتبقى لنا في نهايات المطاف أن لنا بعض سبب في هذه المأساة السرمدية، إذ علي فرض أو فيما يراه النائم أن الإدارة الأمريكية قد قررت عن طيب خاطر حل المشكلة الفلسطينية، وأن يسود السلام السرمدي، فإن الأمر لن يكون سهلا أمامها، لأن المجتمع الفلسطيني منقسم علي نفسه انقساما أشبه بالأبدي ما بين فتح وحماس، ثم بقية الدول العربية علي الرغم من مؤتمرات القمم التي أضاعت ما أضاعته، لم يتمكنوا من صياغة وحدة عربية كبري، أو عودة ما كنا ندرسه قبل ستين سنة عن (الوطن العربي الكبير)، وغير ذلك من أسباب الفرقة والخلاف، هي نفسها أسباب معوقات السلام (المستحيل)، مضافا إلي ذلك أن هؤلاء الذين ارتضوا الحروب والعداوات، يكون من الصعب إن لم يكن مستحيلا أن يتخلوا عن عقيدتهم الاستعمارية فيؤمنوا بأن المولي سبحانه خلق الناس علي أساس المحبة والتعارف، فهل علينا الانتظار علي أمل أن يأتي سياسيون يدعون إلي الإنسانية، ويستخدمون العلم في الخير بدلا من الدمار، لكن يبدو أن الانتظار قد يطول ويطول!. ويندحر الشر، وإلا سيظل القول ما قاله بديع الزمان: "والله ما فسد الناس ولكن اطرد القياس"!. (ولنا عودة إن كان في العمر بقية)