أسعار الفراخ في البورصة اليوم الجمعة 26 ديسمبر    كيف يؤثر قرار خفض الفائدة على أسعار الذهب؟.. «الغرف التجارية» توضح    لماذا ثار زيلينسكي غضبا في خطاب عيد الميلاد.. خبير فنلندي يوضح    6 مواجهات قوية بدوري الكرة النسائية اليوم الجمعة    وفاة كبير مساعدى زعيم كوريا الشمالية.. وكيم جونج يرسل إكليلا من الزهور للنعش    باحث أمريكي: كيف يمكن الحفاظ على استقرار العلاقات بين الصين واليابان؟    مستشفى العودة في جنوب غزة يعلن توقف خدماته الصحية بسبب نفاد الوقود (فيديو)    وزير العمل يصدر قرارًا وزاريًا بشأن تحديد العطلات والأعياد والمناسبات    لاعب جنوب إفريقيا: أثق في قدرتنا على تحقيق الفوز أمام مصر    تفاصيل جلسة حسام حسن مع زيزو قبل مباراة مصر وجنوب إفريقيا    إذاعي وسيناريست ورسَّام، أوراق من حياة الدنجوان كمال الشناوي قبل الشهرة الفنية    الأرصاد تحذر من ضباب يغطي الطرق ويستمر حتى 10 صباحًا    الطرق المغلقة اليوم بسبب الشبورة.. تنبيه هام للسائقين    45 دقيقة تأخير على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 26 ديسمبر 2025    ترامب: نفذنا ضربات قوية ضد «داعش» في نيجيريا    شعبة الأدوية: موجة الإنفلونزا أدت لاختفاء أسماء تجارية معينة.. والبدائل متوفرة بأكثر من 30 صنفا    الزكاة ركن الإسلام.. متى تجب على مال المسلم وكيفية حسابها؟    عمرو صابح يكتب: فيلم لم يفهمها!    وداعا ل"تكميم المعدة"، اكتشاف جديد يحدث ثورة في الوقاية من السمنة وارتفاع الكوليسترول    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    انفجار قنبلة يدوية يهز مدينة الشيخ مسكين جنوب غربي سوريا    أمن الجزائر يحبط تهريب شحنات مخدرات كبيرة عبر ميناء بجاية    وزير العمل: الاستراتيجية الوطنية للتشغيل ستوفر ملايين فرص العمل بشكل سهل وبسيط    ارتفاع حجم تداول الكهرباء الخضراء في الصين خلال العام الحالي    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    استمتعوا ده آخر عيد ميلاد لكم، ترامب يهدد الديمقراطيين المرتبطين بقضية إبستين بنشر أسمائهم    سكرتير محافظة القاهرة: تطبيق مبادرة مركبات «كيوت» مطلع الأسبوع المقبل    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    حريق هائل في عزبة بخيت بمنشية ناصر بالقاهرة| صور    هشام يكن: مواجهة جنوب أفريقيا صعبة.. وصلاح قادر على صنع الفارق    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    «اللي من القلب بيروح للقلب».. مريم الباجوري تكشف كواليس مسلسل «ميدتيرم»    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    محمد فؤاد ومصطفى حجاج يتألقان في حفل جماهيري كبير لمجموعة طلعت مصطفى في «سيليا» بالعاصمة الإدارية    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    ناقد رياضي: تمرد بين لاعبي الزمالك ورفض خوض مباراة بلدية المحلة    نجم الأهلي السابق: تشكيل الفراعنة أمام جنوب إفريقيا لا يحتاج لتغييرات    متابعة مشروع تطوير شارع الإخلاص بحي الطالبية    محافظة الإسماعيلية تحتفل بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق بحفل "كلثوميات".. صور    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    تطور جديد في قضية عمرو دياب وصفعه شاب    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    الأزهر للفتوى: ادعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها خداع محرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في مشروع ترويج المحرقة.. العرب أمة ضحكت من موقفها الأمم
نشر في محيط يوم 24 - 05 - 2009


في مشروع دولي لترويج المحرقة
العرب أمة ضحكت من موقفها الأمم!

محيط – سميرة سليمان
مشروع علاء الدين
"هل تسمح حرية التعبير الغربية بالحديث عن قضايا مثل جرائم أمريكا وإسرائيل أو ما يشكك في المحرقة أم أن حرية التعبير تلك صالحة فقط لإهانة الأديان السماوية؟".
ما أثار هذا التساؤل هو مشروع "علاء الدين" الذي أطلقته منظمة اليونسكو من مقرها في باريس 28 مارس الماضي لتخليد ذكرى محرقة النازي لليهود والتي تهدف إلى التعامل مع ظاهرة إنكار المحرقة، وخاصة في العالم الإسلامي، وذلك بمشاركة 200 شخصية عربية وإسلامية بشكل رسمي، بعنوان "نداء للضمير"، في الوقت الذي يسقط فيه ملايين العرب في فلسطين والعراق ولبنان وغيرها جراء الإعتداءات الأمريكية والإسرائيلية ، وأصبحنا نشاهدهم يوميا إما في مستشفى أو معتقل أو ذاهبين للقبر!.
وقد أُطلقت هذه المبادرة تحت رعاية الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، والأمير الأردني الحسن بن طلال، كما حضر حفل إطلاق المبادرة كثير من المدعوين كان من بينهم وزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي، التي قرأت على الحضور مباركة الرئيس ساركوزي، ورئيس دولة السنغال، التي تترأس منظمة الدول الفرانكفونية، رئيس موريتانيا المخلوع ولد محمد، رئيسة الصندوق السابقة سيمون ويل، وممثلون عن مصر وتونس والمغرب وقطر والبحرين وتركيا واندونيسيا والبوسنة.
إن أفضل ما يصف متاجرة الصهاينة بالمحرقة الرسم الكاريكاتيري الذي ضمه كتاب "المحرقة" الإيراني وطبعت منه آلاف النسخ الذي صور مرحلون يهود يحملون النجمة الصفراء وهم يدخلون إلى أحد أفران الغاز ويخرجون منها من الجانب الآخر إرهابيين ملثمين ومسلحين، لأن هذا ما يحدث بالفعل.
فهل كان اليهود هم الضحايا الوحيدين للهولوكوست؟ وكيف استطاع اليهود تحويلها إلى سلاح أيديولوجي؟، وما هو الموقف الذي كان يجب على العرب والمسلمين اعتناقه إزاء مبادرة اليونيسكو الأخيرة ؟ وكم هولوكوستا بأساليب متعددة في العالم المعاصر تعزف الولايات المتحدة عن ذكرها ؟!.
شبكة الإعلام العربية "محيط" تخوض في هذه القضية الشائكة وتكشف المزيد من أسرارها.
لماذا علاء الدين؟
جاء في النص الذي يُفسر الحاجة إلى إقامة موقع مشروع علاء الدين أن كثيرين من المسلمين يتعاملون مع مسألة المحرقة وكأنها "من المحرمات". وآخرين يعتقدون أن المحرقة هي التي أدت إلى إقامة دولة إسرائيل.
قالت مديرة صندوق علاء الدين، آن ماري ربخولوفسكي، إنه تقرر في إطار مبادرة علاء الدين بناء موقع إنترنت بخمس لغات هي الإنجليزية والفرنسية والعربية والتركية والفارسية وذلك بهدف مواجهة ظاهرة تزايد مواقع الإنترنت العربية والفارسية التي تُنكر المحرقة.
فهناك من يخشون من أن الاعتراف بمعاناة اليهود في المحرقة يُساوي تقديم الدعم لإسرائيل وسلب الحقوق الفلسطينية. وبناء على ذلك فإنهم يعتقدون أنه من خلال إنكار المحرقة فإنهم يخدمون القضية الفلسطينية.
ومن جهته، استنكر الرئيس جاك شيراك "التمييز العنصري غير المحتمل لذكرى المحرقة النازية والذي يُمارسه الذين يظنّون أن قصة المحرقة النازية لا تخصّ سوى الشعب اليهودي".
كما أرسل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، رسائل دعم لمشروع علاء الدين. وأشار الرئيس كلينتون إلى قدرة هذا المشروع على "القيام بدور مهم في مقاومة موجات الإنكار" وفي إعطاء "وجه إنساني لحدث مُشين".

إسرائيلي يرفع علمه
أرباح إسرائيل
في تعريف اليهود للهولوكوست نقرأ: "الهولوكوست هو عملية القتل العمد التي ارتكبتها ألمانيا بحق ستة ملايين يهودي. وفي حين بدأت ملاحقة النازيين لليهود في سنة 1933، فإن الإبادة الجماعية تم تنفيذها خلال الحرب العالمية الثانية. وأنجز الألمان وشركاؤهم عملية إبادة ستة ملايين من اليهود خلال أربعة أعوام ونصف العام. وبلغت "إنتاجيتهم" أشدها بين أبريل ونوفمبر من عام 1942، وهي فترة من 250 يوما قتلوا خلالها نحو مليونين ونصف من اليهود".
الهولوكوست على حد تعبير الكاتب الإسرائيلي "بواس ايفردن" عملية تلقين دعائية رسمية تمخضت عن شعارات وتصورات زائفة عن العالم، وليس هدفها الماضي على الإطلاق بل التلاعب بالحاضر.
وفي أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان عام 1996 والتي بلغت ذروتها في مذبحة قانا كان للصحفي الإسرائيلي آرى شافيت رأي يقول ".. إن متحف الهولوكوست يجعل إسرائيل تتمتع بالحصانة رغم تصرفاتها".
إن تجارة الهولوكوست تدر على اليهود أرباحا طائلة إذ أن إسرائيل حصلت على أكثر من ستين مليار دولار من بلدان أوروبية على رأسها ألمانيا والنمسا وسويسرا.
وفوق الأرباح المادية هناك مكاسب معنوية لا تقدر بثمن لأن الإلحاح الدائم على هذه المسألة يشعر الغرب بعقدة ذنب دائمة تجعله مضطرا من الناحية الأخلاقية إلى التكفل بتوفير مظلة حماية دائمة لإسرائيل.
وخرجت كتابات عديدة تاريخية تتحدث عن المحرقة ومنها كتابات تقول أن الصهاينة تورطوا في جريمة الإبادة النازية. ومن هذه النماذج ألفريد نوسيج أحد مؤسسي الحركة الصهيونية مع هرتزل .
كان نوسيج خلال الحرب العالمية الثانية مخبرا للسلطات الألمانية ونظرا لمعرفته الوثيقة بأعداد اليهود وتوزعهم الجغرافي بحكم تخصصه العلمي وضع نوسيج خطة متكاملة لإبادة اليهود الألمان المسنين والفقراء وتهجير الباقين أو إبادتهم، وقد اكتشف أعضاء جماعة اليهودية في جيتو وارسو تعاونه مع النازي وأنه عضو في الجستابو فأعدم رميا بالرصاص بعد محاكمته واختفى اسمه تماما من الأدبيات الصهيونية رغم دوره التأسيسي في الحركة الصهيونية.
العرب أنقذوا اليهود !
غلاف الكتاب
هل أنقذ وساعد العرب اليهود خلال المحارق النازية "الهولوكوست"؟ يجيب كتاب " الهولوكوست والعرب .. حقائق منسية" بالإيجاب على هذا السؤال بعدما قام كاتبه روبرت ساتلوف بقضاء ما يقرب من أربع سنوات مسافرا ومتجولا ومحققا في دول شمال أفريقيا وجنوب أوروبا.
يقول ساتلوف الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى على الرغم من أن الهولوكوست قصة أوروبية بكل المقاييس، إلا أنها قصة عربية أيضا.
كان هناك من العرب من خاطروا بكل شيء لمساعدة اليهود. لقد رحب العرب باليهود في بيوتهم وقاموا بحراسة نفائسهم مما أعجز الألمان عن مصادرتها وشاركوهم في مؤنهم الضئيلة، كما حذروا القادة اليهود من غارات السفن الألمانية. وقد قدم سلطان المغرب وباى تونس دعما معنويا وأحيانا مساعدة عملية لرعايا اليهود.
وفى الجزائر العاصمة التي كانت تحت سيطرة حكومة الفيتشى الفرنسية، كان الوعاظ المسلمون في شعائر يوم الجمعة يحرمون على المؤمنين الاستيلاء على ثروات اليهود المصادرة، ولم يشارك عربي واحد في الاستيلاء على ثروات اليهود.
الإنكار يساوي الموت
أوضح د.سعيد اللاوندي خبير العلاقات السياسية الذي قضى 18 عاما في فرنسا في حيثه ل "محيط: أنه لا خلاف على وقوع الهولوكوست كحدث تاريخي ولكن الخلاف يكمن في الأكاذيب التي يروج لها اليهود حيث يزعمون ان النازي هتلر قام بحرق 6 ملايين يهودي مع أن المؤرخين الجدد يؤكدون استنادا إلى وثائق ووقائع تاريخية أن عدد اليهود في العالم لم يكن يزيد عن مليون يهودي في ذلك الوقت.
مضيفا: اليهود يريدون أن تبقى المحرقة وكأنها سر لا ينبغي لأحد الاقتراب منه تلميحا أو تصريحا، فهناك باحثين فرنسيين قاموا بتقديم أبحاث ودراسات علمية أكاديمية موثقة أثبتوا من خلالها أن المحرقة لم تستهدف اليهود تحديدا ولكنها استهدفت عددا من الأجانب، كما أن عدد الضحايا الذي ينادي به اليهود عددا مبالغ فيه.
وكان نتيجة ذلك أن دفع هؤلاء الباحثين مقابل موقفهم هذا أثماناً غالية، فتعرضوا لعمليات اغتيال، وللطرد من العمل في مراكز أبحاثهم وجامعاتهم، ولدفع غرامات مجحفة ، ولحملات تشهير، ولحصار اجتماعي، واضطهاد سياسي مريع، لأنهم تجرأوا على المس بالأساطير الصهيونية التي تبرر وجود دولة "إسرائيل" والسياسات التي تنتهجها هذه الدولة.
وذكر د. اللاوندي على سبيل المثال باحث فرنسي في جامعة "مانت" وجد عاريا مخنوقا في سريره لأنه أصر على أطروحته للدكتوراة التي تنفي مزاعم اليهود بشأن المحرقة.
وهناك باحث يدعى "فريسون" في مدينة فيشي الفرنسية كان يتنزه في الحديقة بصحبة كلبه وخرج عليه أربعة أوسعوه ضربا وتركوه بين الحياة والموت ووجد على صدره لافتة مكتوب عليها "حتى لا تكرر عودة البحث في قضية الهولوكوست".
بعض مشاهد الهولوكوست
هذا الإرهاب الصهيوني هو الذي دعا "جايسو" وزير التعليم العالي الفرنسي بوضع قانون يحظر حظرا تاما معالجة موضوع الهولوكوست ومن يخالف هذا القانون يعاقب بالسجن 4 سنوات وغرامة لا تقل عن نصف مليون فرنك، وأصبح القانون يسمى قانون "جايسو" نسبة لهذا الوزير وتم تعميمه في كثير من الدول الأوروبية والآن بصدد تعميمه على جميع دول الاتحاد الأوروبي، هذا بالإضافة إلى تصدي المنظمات الدولية الآخرى لكل من يبحث في موضوع الهولوكوست.
وأكد د. اللاوندي أن مشاركة كل هذا العدد من الشخصيات البارزة في هذه المبادرة أمر مؤسف حقا ويعد امتدادا للمصالح التي تتحكم في موقف كل دولة.
فمثلا فاروق حسني وزير الثقافة المصري الذي يتلهف حتى يصل لليونسكو يشارك في احتفاليات تعلن إدانة الهولوكوست فكأنه يضحى باستقلالية مصر وقرارها من أجل مقعد اليونسكو الذي لا يساوي شيئا. إننا نسعى وراء إسرائيل ونحاول ان نسترضيها ونبحث عن سلام هو أشبه بالعنقاء التي لا وجود لها.
وأكد د.سعيد أن اليهود نجحوا في إدارة الأزمة لصالحهم، ووصلوا إلى سن قوانين تُحترم في جميع أنحاء العالم، وأصبح هناك "أكلاشيه" جاهز يسمى معاداة السامية يوصم بها كل من يخالف مصالحهم، ومن ثم على الدول الإسلامية أن تحذو حذوهم ويقوموا بسن قوانين تجرم معادة الأديان السماوية، ربما نستطيع أن نقلل من "الإسلاموفوبيا" أي الخوف المرضي من الإسلام.
لعبة مصالح!
في حديثها ل "محيط" أشارت د.عزة عزت أستاذة الإعلام بكلية آداب جامعة المنوفية أن مشاركة 200 شخصية عربية وإسلامية في مبادرة لصالح إسرائيل هو لعبة مصالح شخصية بغض النظر عن مصلحة الأمة، فكل دولة شاركت تريد استرضاء أمريكا وإسرائيل، ويعد هذا الأمر انعكاسا لما يحدث على الساحة العربية من اختلاط للأوراق.
وتضيف: موقف مصر أصبح غريبا وغير مفهوما بالمرة، فبعد كل المذابح التي شهدتها غزة هل من الطبيعي أن نشارك في تلك المبادرة؟ بل ونستقبل نتنياهو ونرحب به بمصر؟.
وأمام العدوانية الشديدة من قبل إسرائيل تجاهنا ليس من الحكمة أن نتبع نفس الأسلوب اليهودي ونسير على دربهم، بل يجب علينا نحن العرب أن نتجاهل تلك المبادرة أو نصحح مسارها عبر مقارنتها يما يحدث الآن من اليهود في الفلسطينيين.
إن المعركة إعلامية في المقام الأول، ومع ذلك نحن لا نتعامل مع قضايانا بالجدية المطلوبة، ولأننا غير مقبولين كأفراد وغير مقبولين كجماعات وشعوب لم يتعاطف معنا أحد رغم عدالة قضيتنا.
هولوكوست فلسطين
محرقة غزة الحقيقية
تحدث المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين إلى "محيط" قائلا: رفع الصوت والمبالغة في الهولوكوست هدفه التغطية والتعتيم على الهولوكوست الحقيقي الذي يمارسه اليهود بحق الفلسطينيين.
علينا نحن العرب ألا ننكر أو نؤيد هذه المبادرة ودعيني افترض أن الهولوكوست لم يقض على 6 مليون يهودي بل 60 مليون هل يبرر هذا مذابحهم تجاه الفلسطينين؟ وكأنهم ينفسون عن غلهم كرد فعل طبيعي لما تعرضوا له في السابق!.
فلماذا يصمت الجميع عن 50 مليون شخص أبادتهم الحرب العالمية الثانية، ولماذا تخرس الألسنة عن إبادة أكثر من 40 مليون إفريقي عبر مئتى عام من نظام العبودية.
وعن إبادة 112 مليون من الهنود الحمر تمت تصفيتهم جسدياً عبر الحروب وعبر الأوبئة التي نقلت من أوروبا إلى أمريكا الشمالية، ثم لماذا لا يتحدث أحد عن ضحايا الحرب الفيتنامية الذين قدرهم نعوم تشومسكي بما يتراوح بين 3-4 ملايين شخص.
لماذا لا ينشغل العالم بضحايا الحروب العربية الإسرائيلية من قتلى ومهجرين وأسرى تمت تصفيتهم على يد جنرالات لا يزالون أحياء.
وهل مرور عقود على محو 500 قرية ومدينة عربية من الوجود في فلسطين يغفر لنا صمتنا عنها، ألم يحدث ذلك بعد الهولوكوست بسنوات؟.
حكومات تابعة
أوضح الكاتب المصري السيد بحراوي الذي يعنى بالشأن الفلسطيني في حديثه ل "محيط" أن هذه المبادرة ليست غريبة على المجتمع الأوروبي الذي لديه شعور بالذنب تجاه اليهود منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية يغذيه اللوبي اليهودي بقوة.
فكل القوانين الأوروبية تجرم من ينكر المحرقة وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها محاربة منكري المحرقة فهذا سلوك أوروبي متعارف عليه ولكن الأخطر هو أن هذه المبادرة موجهة إلى العرب الذين سارعوا للاشتراك في هذه المبادرة والإقرار بها، لكن دهشتنا ستنتهي إذا علمنا أن الحكومات العربية هي حكومات تابعة للغرب وأمريكا، وهناك علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني من دول مثل مصر، الأردن، قطر، والمغرب وقريبا ستكون كل الحكومات العربية لها علاقات مع إسرائيل.
إن إثارة ما يسمى بالمحرقة أو "الهولوكوست" بشكل يومي وواسع في وسائل الإعلام والترفيه والتعليم الغربية، يطرح ضرورة إيجاد ملجأ آمن لليهود في مكان ما من هذا العالم. حتى أن الاعتراف بالمحرقة أصبح يعادل الاعتراف بضرورة وجود "إسرائيل"، وليس فقط حقها بالوجود.
وهذا المؤتمر المشبوه هو محاولة مكشوفة للتمويه على طبيعة الدولة اليهودية العنصرية، ولتكميم أفواه المطالبين بالتحقيق في جرائم هذه الدولة العنصرية الخارجة عن القانون.
وفي النهاية نقول إنه لسخف كبير أن يُطلق على تلك المبادرة "نداء للضمير" فأي ضمير هذا الذي يكيل بمكيالين بل هو ضمير ميت بالنسبة لما يحدث بفلسطين ذات الدلائل الحية بالصوت والصورة.
ولا نردد سوى ما قاله المفكر الفرنسي روجي جارودي أن المحرقة أسطورة من الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل إلى جانب أساطير أخرى تضفي القداسة على كيان عنصري غاصب يستوجب الإدانة والاستئصال.
ما أكثر محارق الدنيا؛ فلو تمسك العرب والمسلمون بمحارقهم وهي محارق حقيقية لا وهمية واستغلت كما تستغل محرقة اليهود لكان للعالم وجه آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.