لم يكتف القضاء النمساوى بالحكم على المؤرخ البريطانى "ديفيد إيرفنج" بالسجن, لأنه شكك من 17 سنة فى المحرقة اليهودية, بل أضاف ممثل الادعاء مهمة "التحليل التاريخى" إلى نفسه, حيث أعلن الادعاء النمساوى عزمه الرد على تجديد المؤرخ البريطانى ديفيد ايرفينج انكاره للمحرقة النازية لليهود "الهولوكوست" في مقابلات أجراها مؤخرا مع عدد من الصحفيين البريطانيين . وقال متحدث باسم الادعاء النمساوى "سنقوم بالرد على ذلك, فلا يمكننا التغاضى عنه حيث من المحتمل أن يكون ايرفينج قد انتهك مرة أخرى القوانين النمساوية". وكان ايرفينج 67 عاما المسجون حاليا فى النمسا لإدانته بانكار وقوع المحرقة - أنكر مجددا فى مقابلة مع التليفزيون البريطانى اشراف الزعيم النازى أدولف هتلر بنفسه على محاولة منظمة لإبادة اليهود فى أوروبا, وذلك بعد أن أعلن أثناء محاكمته التى عقدت مؤخرا فى النمسا عدوله عن رأيه بخصوص اعلانه بعدم وقوع "الهولوكوست" من الاساس. وأكد المؤرخ البريطانى فى المقابلة أنه يعتقد الآن بوجود حالات معزولة لأشخاص يهود قتلوا بالغاز أثناء الحرب العالمية الثانية, غير ان تورط هتلر الشخصى فى تلك الأعمال ترك وراءه علامة استفهام كبيرة . وأعرب عن اعتقاده مجددا بعدم وجود أية سياسة إبادة جماعية, موضحا انه "إذا أخذنا فى الإعتبار كفاءة الألمان العالية, فكيف لنا أن نفهم سبب نجاة العديد من البشر إن كان هناك حقا برنامج لإبادة كل اليهود"؟. وذكرت وكالة الانباء الالمانية "د ب أ" أن المراقبين يرون أن تصريحات ايرفينج الجديدة لن تحسن من فرصه فى تخفيض فترة العقوبة الصادرة بحقه عندما يقوم باستئناف الحكم الصادر ضده, مشيرين الى ان تلك التصريحات قد تسفر أيضا عن توجيه اتهامات جديدة اليه بمقتضى القانون النمساوى. وتمت ادانة ايرفينج خلال جلسة المحاكمة التى أجريت له فى فيينا قبل عشرة ايام ,واعترف المؤرخ أثناءها بأنه أنكر فى محاضرات ألقاها بالنمسا عام 1989 أن ألمانيا النازية قتلت ملايين اليهود, مستبعدا وجود غرف الغاز فى معسكر أوشفيتز النازى. يشار الى ان النمسا واحدة من بين احدى عشرة دولة تحظر قوانينها انكار المحرقة النازية لليهود ابان الحرب العالمية الثانية على يد النازيين بزعامة أدولف هتلر.