ثارت ثائرة كثير من أصحاب الأقلام والحناجر خلال الأيام القليلة الماضية بسبب تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد التي شكك فيها في صحة وقوع المحرقة وما نتج عنها، وطالب البعض بمنعه من دخول الدول الغربية بسبب ذلك، ولست هنا في معرض الدفاع عن نجاد فعنده من أركان حكومته من يقومون بذلك ، ولكن الذي يهمني هو كيفية التعاطي مع مسألة المحرقة في حد ذاتها. فقبل أسابيع قليلة اعتقلت السلطات النمساوية المؤرخ البريطاني "ديفيد إيرفينغ" خلال وجوده في النمسا لإلقاء محاضرة عن النازية، وقد جرى اعتقاله لأنه حسب القانون النمساوي يعتبر نفي حدوث "المحرقة" جريمة تصل عقوبتها إلى 20 عاما في السجن، وقبله بسنوات حوكم روجيه جارودي لنفس السبب. وكان "إيرفينغ" قد أدين بنفيه حدوث "المحرقة" النازية ضد اليهود في محاكمة أجريت في بريطانيا قبل خمس سنوات، واتهم حينها بتهم نشر العداء لليهود والعنصرية. ولم يشفع له المؤرخ أن له 30 كتابا عن النازية بينها كتاب واحد بعنوان "حرب هتلر الذي يشكك فيه بحجم "المحرقة" النازية ضد اليهود. يحدث هذا في الوقت الذي رفضت فيه حكومة الدنمارك مُطالبةَ صحفها التي أساءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالتوقف عن إساءاتها والاعتذار للمسلمين عن مَّا لَحِقَ بهم من أذى وإهانة؛ احتجاجًا بأنَّ ما صدر من تلك الصحف يعد لونًا من ألوانِ التعبير عن الرأي الذي يكفله القانون. فأين ما يدعيه الغرب من حرية الرأي والتعبير أم أن ما يقوله اليهود لا يحتمل التشكيك ولا النقاش؟ ثم هل يجب علي أن أومن وأصدق كل ما يقال واعده من المسلمات والمحرمات؟ فلماذا ينكرون ثوابتنا؟ ويعتدون عليها؟ هل يؤمنون بالرسول أم ينكرون وجوده أصلا فضلا عن التشكيك؟ ألا يوجد في البشر من ينكر وجود الله سبحانه وتعالى. فلماذا لايحاكمونه؟ هل صار الإيمان بوجود المحرقة أهم وأقوى من الإيمان بوجود الله، عز الدين فرحات سكرتير تحرير مجلة منارات - الرياض